فيديوهات همجيّة في مطاعم لبنان: هذه ليست ثورة!
داني حداد
7/1/2021 6:39:36 AM
كتب داني حداد في موقع mtv:
هذا الشكل ليس ثورةً. قد يكون فورةً، إن اخترنا كلمةً شبيهة. ويصحّ أكثر توصيفه بالعمل الهمجي، غير المسؤول.
نتحدّث هنا عمّا يحصل، من حينٍ الى آخر، من اقتحامٍ لبعض المطاعم لملاحقة زبائنها من السياسيّين أو أولادهم أو زوجاتهم. ليل أول من أمس، دخل متظاهرون الى مطاعم لمجرّد الشبهة بوجود أحدٍ من هؤلاء. "هشّلوا" الزبائن وأوقعوا المطاعم في خسائر.
أحد المطاعم كان يشهد عشاءً لرجال أعمال لبنانيّين ومستثمرين مصريّين. ترك هؤلاء المطعم وغادروا لبنان، ولن يعودوا على الأرجح، ولا استثمار ولا من يحزنون…
يُلحق المتظاهرون، بهذه التحركات، ضرراً بالبلد لا بالسياسيّين. يشكون من تدهور الاقتصاد ثمّ يساهمون في تدهوره. ربما يصحّ وصف ما يحصل بـ "الهبل" الناتج عن غضبٍ، وقد يكون مدروساً ومدفوعاً من جهةٍ ما، والله (والأجهزة) أعلم.
فالضرر، في هذه الحالة، يلحق بصاحب المطعم، وبصاحب الملك، وبالشركات التي يستورد منها صاحب المطعم بضائعه، وبشركة "الفاليه باركنغ" وموظفيها، وموظفي المطعم وعائلاتهم، وتطول اللائحة بعد، إن شئنا التفصيل.
إن أردتم استهداف السياسيّين أو رجال الأعمال الفاسدين توجّهوا الى منازلهم. امنعوهم من الخروج منها. أزعجوهم، "بهدلوهم". ولكنّ المطاعم ليست مباحة لكم، وأصحابها وموظفوها وزبائنها لا ذنب لهم. معظمهم ضحايا مثلكم. ومعظمهم، أيضاً، "لا تهزّن واقفين ع شوار" ترك البلد.
إنّ هذه الثورة على الطبقة السياسيّة الفاسدة هي حركة محقّة. لا يجوز أبداً أن تنحدر الى الغوغائيّة الفارغة أو الى رفضيّة تدميريّة. وهي ليست حركة يساريّة، وإلا ننتقل "من تحت الدلفة لتحت المزراب".
ولنقلها بصراحة: نحن ضدّ الفاسدين ولسنا ضدّ الأغنياء. ضدّ الفساد ولسنا أبداً مع تغيير صورة لبنان. وارتياد المطاعم والسهر وثقافة حبّ الحياة في صلب هذه الصورة… ولو في عزّ الأزمة وقعر الإنهيار.