جاد داغر لبشار الاسد: الملف السوري هو اللاعب الاكبر في انهيار لبنان

تعليقا على كلام الرئيس بشار الاسد عن كون الاموال السورية العالقة في المصارف اللبنانية هي العائق امام ازدهار سوريا، كتب جاد داغر:

"لا سيّد الاسد. اموالكم في لبنان ليست هي العائق امام ازدهار سوريا. لدينا رأينا بما هو العائق امام ازدهار سوريا ولكن هذا شأن لا يعنينا. 
ما يعنينا هو ما يخصّ لبنان في كلامكم. الحقيقة هي كالتالي: من الاسباب الاساسية للازمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان هي الحرب في سوريا. ومشاركة احزاب لبنانية فيها وما نتج عن ذلك من خسارة في الارواح الغالية وعزلة للبنان وانسحاب الرساميل العالمية والعربية منه والعقوبات المعلنة وغير المعلنة. ودخول الملايين من اللاجئين السوريين الذين نحترم الى لبنان هربا من الموت والدمار. وما نتج عن ذلك من ضغط هائل على لبنان على كل الصعد.
واغلاق الحدود امام الحركة التجارية البرية الشرعية من لبنان باتجاه الدول العربية. والتهريب الهائل للبضائع المدعومة من اموال المودعين اللبنانيين باتجاه سوريا. وعدم ترسيم الحدود البرية ولا البحرية بين البلدين وهو ما يقف عائقا امام تنظيم الحدود ومنع التهريب واستثمار الثروات النفطية في البحار. وطبعا لن نتناسى كل ما حصل في لبنان من سوء ادارة وحوكمة من التسعينيات حتى سنة ٢٠٠٥ عندما كان لبنان تحت الوصاية السورية. 
لا سيّد الاسد الحقيقة ان الانهيار الذي حصل في لبنان مرتبط بشكل اساسي ولو ليس بشكل كامل بالملف السوري. وانت تعرف ذلك جيدا. وانت تعرف ان المواطنين السوريين تنعمّوا بالنظام المصرفي اللبناني لاكثر من نصف قرن في وقت كانوا يعتبرون النظام المصرفي السوري غير امن ومعقّد ومغلق باتجاه الاسواق العالمية. 
ولذا نرجو منكم عدم زجّ اسم لبنان في مشاكلكم. نعم لا نحتمل هذا النوع من الكلام لاننا تحمّلنا الكثير نتيجة الازمة والفوضى المتمادية في سوريا منذ اكثر من عشر سنوات. نتمنى ان تعود سوريا الى الازدهار والسلام ونتمنى الافضل لشعبها الشقيق لما لسلامة بلادكم من تأثير مباشر على لبنان...وليس العكس. وشكرا".