"عقم" في مجلس النواب

عقيمة" ... كلمة تختصر جولة المناقشات التي استكملتها اللجان النيابية الثلاثاء في سبيل التوصل الى قانون انتخابات توافقي يؤمن التمثيل الصحيح... فبعد حوالى الساعتين من تبادل وجهات النظر وطرح القوانين "وما اكثرها"، خرج النواب من الجلسة كما دخلوها، متمسكين بقوانينهم كل على قياسه.في البداية أطل عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض منددا بقانون الدوائر الصغرى اي الدوائر الـ50 المقدم من قوى "14 آذار" باعتبار أنه "غير دستوري ويتعاطى مع الناخب الشيعي كأنه مكسر عصا أو مواطن من الدرجة العاشرة"، موضحا أن "حزب الله" لم يحدد موقفا نهائيا حتى الساعة من قانون اللقاء الاورثوذكسي.بدوره، اعتلى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب جورج عدوان المنبر ليؤكد الانفتاح على النقاش مع كل المكونات، مضيفا "نريد قانونا للانتخاب يشعر من خلاله الجميع بالاطمئنان ولن نعود الى قانون الستين مهما حصل".واوضح عدوان ان الدستور يشدد على المناصفة في الحكم "ومتوافقون مع تيار "المستقبل" على الدوائر الصغرى واذا أعطانا التيار الوطني الحر أصواته المؤيدة للمشروع فسنسير به للأخير واذا لم يمرّ قانون الـ50 دائرة فاننا لن نقفل الباب على طروحات أخرى واللقاء الأورثوذكسي تمّ رفضه من عدّة أفرقاء في الوطن ولذلك لم يعد في أول سلم أولوياتنا". عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب اميل رحمة، اكد من ساحة النجمة ان "اللبنانيين يريدون ان نخرج بقانون جديد للانتخابات النيابية اي انهم يرفضون القانون القديم الذي يستوي بشكل واضح على النظام الاكثري"، لافتا الى ان محازبي قانون النسبية يفوقون من حيث العدد بأضعاف مؤيدي النظام الاكثري، مضيفا "يجب ان ننسى الاصطفاف السياسي ونركز على المصلحة الوطنية ومناورات 14 آذار ادت الى قانون اشبه بالمسخ".الى ذلك، اوضح عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب حكمت ديب ان "بيننا وبين الطائفة الشيعية هناك توازن وتبادل منطقي والبعض يعطي الناس وعودا كاذبة عن التمثيل المسيحي".بدوره، لفت النائب عن "الحزب السوري القومي الإجتماعي" مروان فارس الى "اننا تقدمنا باقتراح قانون يقوم على مسألتين هما الدائرة الواحدة وموضوع التمثيل النسبي"، مضيفا "لن نصدر قانونا طائفيا يعيد الحرب الى لبنان"."أنا مع خيار الطائف ومع كل كلام ضد الطائفية والمذهبية"، قال النائب محمد قباني، فيما رأى منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل ان مجلس النواب امام تحد اليوم "فاما نريد مناصفة او فلنلغها اذا كانت صورية"، على حد تعبيره، في وقت شدد النائب احمد فتفت على ان "النظام الاكثري هو الذي يجب أن يسود ولا يمكن أن نقبل بالنسبية في ظل وجود حزب مسلح في البلاد".بالعودة الى اللقاء الاورثوذكسي، فقد اعتبر النائب ابراهيم كنعان انه "يؤمن المناصفة الفعلية بين المسيحيين والمسلمينباعتباره المشروع الدستوري الوحيد بين كل القوانين المقترحة، مضيفا "السلاح والمال موجودان مع كل الأطراف في لبنان، فهل السلاح يؤثر في النظام النسبي ولا يؤثر في النظام الأكثري؟".بدوره اعلن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ان النقاش اليوم أظهر تباينا كبيرا في الاراء، مشيرا الى انه تم تاجيل الجلسة الى الخميس المقبل لمتابعة النقاش لايجاد الحلول المناسبة، واوضح أنه سيتم اقرار قانون بالاجماع والا فلا قانون.فبين الجدال العقيم الذي اكتنف جلسة الثلاثاء واعلان حزب الله وحركة امل تأييدهما لمشروع اللقاء الاورثوذكسي القاضي بأن ينتخب أبناء كل مذهب نوابهم على أساس لبنان دائرة واحدة، مع النسبية، واعلان قباني، هل يكون كل ذلك تمهيدا لعدم اجراء الانتخابات؟