المستقبل على مضض "مع الدوائر الصغرى"
مارون ناصيف
01/01/0001
وقالها النائب المستقبلي محمد قباني صراحة، "نحن مع قانون الدوائر الصغرى ولكن هذا ليس خيارنا الأول، أنا لست الأستاذ جورج عدوان، أنا محمد قباني".
هذا الإعلان لا يمكن تفسيره في السياسة إلا تردداً من قبل التيار الازرق الذي لم يوقع ولو نائب واحد من كتلته على إقتراح القانون المذكور الى جانب حلفائه النواب الثلاثة جورج عدوان، سامي الجميل وبطرس حرب، كل ذلك تمهيداً للتراجع عن هذه الموافقة التي لم تصدر في البداية عن رئيس الكتلة النائب فؤاد السنيورة ولا عبر التوتير في موقف لرئيس التيار النائب سعد الحريري، كما أنها لم تأت بالصوت والصورة على لسان أي نائب في التيار الأزرق عقب جلسة اللجان المشتركة الأولى بل تأخرت حتى الجلسة الثانية للجان.
وفي السياق عينه، لا بد من طرح السؤال لماذا تصدى نائب رئيس المجلس النيابي النائب فريد مكاري في الجلسة الأولى للجان المشتركة لطلب عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي القاضي بتحديد سقف زمني للمناقشات، تحت حجة ان الدستور لا يسمح بوضع سقوف زمنية لجلسات اللجان؟ ألا يأتي ذلك في إطار عدم رضى تيار المستقبل على أي من الإقتراحات الإنتخابية المطروحة بمن فيها إقتراح الدوائر الصغرى المقدم من مسيحيي قوى 14 آذار؟، وهل أن تصدي النائب مروان حماده لطلب الموسوي هذا الذي أيّده تكتل التغيير والإصلاح كما القوات والكتائب جاء أيضاً من باب الصدفة؟
ومن الحجج التي قد يتلطى خلفها تيار المستقبل لرفض إقتراح الحلفاء القائم على خمسين دائرة، الرفض المتشدد لهذا الإقتراح الذي صدر عن جبهة النضال الوطني، إذ أن تيار المستقبل لا يمكن أن يسير بقانون إنتخابي لا يحظى بدعم الحليف الدرزي تحت شعار أن هناك مكون أساسي من المجتمع اللبناني يرفض هذا القانون الذي يشعره بالإجحاف، ألا وهو طائفة الموحدين الدروز. وبحسب مصادر بارزة في كتلة المستقبل، "فرئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة سمع هذا الرفض من الرئيس نبيه بري شخصياً في اللقاء الأخير الذي جمعهما، وكان شبه توافق بين الإثنين على أن قانون الدوائر الصغرى يناقض إتفاق الطائف لذلك يجب التوصل سريعاً الى صيغة لنسفه قبل أن يولد". وبالتالي يقتنع رجال التيار الأزرق بأن أي قانون من سابع المستحيلات أن يمر إذا لم يحظ بتأييد جنبلاطي ومبارطة من رئيس المجلس، لذلك يجب البحث النسبة اليهم عن صيغة بديلة للدوائر الصغرى المناقضة للطائف".
إذاً لن يمر الكثير من الوقت قبل أن يتحرر تيار المستقبل من قانون الدوائر الصغرى موجهاً صفعة سياسية الى أقرب حلفائه المسيحيين في قوى الرابع عشر من آذار.