داني شمعون... شهيد الغدر العوني
01/01/0001
سقط القناع.....
سقط، وما كنا نتناقله في اجتماعاتنا ولقاءاتنا الخاصة ، بات حلما عربيا تصنعه الشعوب التي استعبدت ويجاهر به الاعلام الحر شرقا وغربا. نعم نحن مع سقوط نظام الأسد المجرم. والمجرم هنا ليست صفة وحسب، بل هي مرادف للنظام.
13 تشرين ليس تاريخ هروب مغتصب السلطة الى منفاه الاختياري باريس، بل هو تاريخ الاعداد لاغتيال الشهيد داني شمعون وعائلته في أفظع جرائم النظام السوري حليف الجنرال ميشال عون.
في مثل هذا اليوم كان المقدم جميل السيد لا يزال منكبّا على اظهار وفائه للنظام السوري. فمن حادثة استشهاد داني الى حادثة اغتيال الرئيس معوض وتفجير سيدة النجاة وصولا الى العديد والعديد من الجرائم التي تحمل الكثير الكثير من البصمات المشبوهة لعمل أمني محترف، كان جميل السيد على رأس نظام أمني أمّن للوجود السوري غطاء آمنا داخليا، وهو ما جعل الرئيس الراحل حافظ الأسد يرتّب على كتفه في الحادثة الشهيرة في البقاع معربا عن امتنانه لما قام ويقوم به في لبنان. أما الجنرال ميشال عون صديق المقدم السيد يومها وصاحب المناورة المشهورة بالملالة العسكرية، تلك المناورة التي كشفت نيته بالهروب الى السفارة الفرنسية، هذا الجنرال لا يحق له أن يذكر داني شمعون وعائلته في الاحتفالات والمهرجانات.
كيف يمكن لمن يهين الكرامات الانسانية على طريقة ما قيل عن الشهيدة الحيّة الاعلامية د. مي شدياق أن يذكر رجل القيم والأخلاقيات الانسانية والسياسية؟
كيف يمكن لضارب السلم الأهلي من خلال التهجم على شيخ سني قتل على حاجز للجيش اللبناني بألفاظ نابية واتهامات مشينة لا تأتي الا بالتوتر الداخلي أن يذكر من تعالى على الجراح وأسقط من حقوقه حفاظا على السلم الأهلي وحنقا للدماء؟
كيف يمكن لمن كاد يشعل حرب طائفية من خلال الضجيج المفتعل عن محاولة اغتياله المفبركة ومن ربما سعى الى تخفيف الضغط عن نظام الاسد عبر إفتعال حوادث في لبنان، أن يذكر من رفض الخضوع لتهديدات النظام الأمني اللبناني - السوري حتى الشهادة؟
من منا لا يعلم أن التنسيق بين جهاز المخابرات وما كان يسمى بالتيار الوطني الحر كان على أعلى مستوياته يوم كان الجنرال في استراحته الباريسية؟ فمن الجامعات بدأ التنسيق يظهر للعيان... والدليل على ذلك كلية الآداب الفرع الثاني في الفنار حيث الامارة المخابراتية، من عهد اللواء مرورا بالمعينين وصولاً الى آخر العنقود. أتعلمون عدد الذين تعرضوا للتهديد وما هو نوعه؟ (نضعك في صندوق سيارة كما حصل مع الشهيد رمزي عيراني... نضع في سيارتك مخدرات ونرميك في السجن... نخفيك ولا أحد يعلم مكان تواجدك).... نعم انها الجامعة وليست عنجر!
واليوم... بتنا قادرين على الكلام، وكم من أمين للسر سيجر الى التحقيق، وكم من مدير للجامعة ستتم محاسبته ناهيك عن الأساتذة الذين كانوا يودعون نسخة عن الامتحانات في "شيخان"؟
نعم سقط القناع اليوم ولم نعد نخافهم... لأن كبيرهم على شفير دخول السجن وقائدهم يحاول جاهدا من خلال جولاته الفاشلة استعادة بعض المصداقية الساقطة. فالزيارة الى جزين لم تأت بالجديد على صعيد حل المعضلات التي تتعاظم يوما بعد يوم! فبين ميشال وزياد عداوة لا حل لها، وما ان أعلن الجنرال أنه سيحط رحاله في منزل النائب حلو حتى استشاط غضبا النائب أسود وما كان من الجنرال الا أن سأله أين منزلك في جزين؟ سؤال هدأ من روع النائب أسود الذي لا يملك في جزين سوى مأوى موقت. هذا في الشكل، أما في المضمون فالرأي العام الجزيني بات على قناعة مطلقة بأن الجنرال ومن يركب ركبه لا يبالون الا في زيادة ثرواتهم وارضاء "حزب الله" غير مبالين بهموم ومشاكل أبناء المنطقة التي عانت ولا تزال من مشروع "حزب الله" التوسعي ولو على حساب أبناء الوطن الواحد.
هذا في جزين، ناهيك عن الزيارة الجبيلية وما نتج عنها من ردود فعل على اصرار الجنرال زيارة قبر من قتلهم من الاعتراف بخطئه والاعتذار، وكأنه يهوى الشماتة! وهذا ما حصل يوم قرر زيارة قبر داني شمعون وعائلته في دير القمر، فوقف له الجميع بالمرصاد قائلين: "بتقتل القتيل وبتمشي بجنازتو"؟...
سقط القناع جنرال... وسقطت كل شعاراتك و"خذعبلاتك" للإقناع...