6 إيجابيّات للأزمة الاقتصاديّة في لبنان؟

عماد الشدياق

4/23/2022 6:51:14 AM

كتب عماد الشدياق في "أساس ميديا": 

هل للأزمة الاقتصادية في لبنان إيجابيّات؟

قد يبدو هذا السؤال غريباً ومثيراً للدهشة، بل ربمّا مثيراً للغضب وجلّاباً للتهمة بالانتماء إلى مرض "العونية السياسية" أو ربّما تُهم التطبيل لـ"العهد القوي". ويمكن اعتبار هذه الإيجابيات من باب "الكوميديا السوداء".

فكيف لأزمة صُنّفت من بين أسوأ 10 أزمات اقتصادية على مرّ التاريخ في العالم، تسبّبت بانهيار العملة الوطنية وأصابت الاقتصاد بداء التضخّم المفرط، فهُضمت الودائع المصرفية، ودمّرت القطاعات وأفلستها، أن يكون لها إيجابيّات؟

الجواب المنطقي والواقعي على هذا السؤال يقول: نعم، هذه الأزمة لها بعض الإيجابيّات، ولو كانت هذه الإيجابيّات متواضعة جدّاً نسبة إلى المآسي التي تملأ الصورة العامّة، ولو أنّ أضرارها أيضاً هي أكبر بكثير من إيجابيّاتها. لكن على الرغم من ذلك كلّه، فإنّ هذه الإيجابيّات موجودة، وقد لا نراها بين زحمة تفاصيلنا اليومية، لكن لا ضيم من ذكرها والإتيان على سرد بعضٍ منها:


أوّلاً، الأزمة الاقتصادية تسبّبت بإمساك اللبنانيين كثيراً عن الخروج بشكل عامّ، وبشكل خاص دفعت الكثير من اللبنانيين صوب امتناع عن ريادة الحفلات الليلية والمطاعم والمقاهي، وتحوّلهم أكثر فأكثر إلى زيارة الأهل والأصحاب، فأعادت وصل ما انقطع لمدّة طويلة نتيجة التباعد الاجتماعي الذي فرضته جائحة كورونا منذ بداية ثورة 17 تشرين الأول 2019، وهذا في النتيجة يعني أنّ الأزمة عزّزت التواصل الاجتماعي والعائلي.

تعزّز هذا التواصل أيضاً، أكثر فأكثر، من منطلق التكافل الاجتماعي ومساعدة الأهل والأقارب ماليّاً، إذ تكشف أحدث أرقام تحويل الأموال من الخارج إلى الداخل اللبناني في الشركة الأكبر بمعدّل شهري هو قرابة 150 مليون دولار تصل إلى نحو 270 ألف عائلة، و60% من هذه التحويلات هي أدنى من 500 دولار، وهذا يعني أنّها لسدّ الحاجيات الغذائية الاستهلاكية لهذه العائلات، و10% بحدود الـ50 دولاراً شهرياً، بالطبع للطبقة المعدمة.

ثانياً، لعبت الأزمة دوراً كبيراً في إبعادنا عن الأكل المُضرّ، خصوصاً الحلويات والسكاكر والشوكولاته على أنواعها، وذلك نتيجة ارتفاع أسعارها. لكن يبقى هذا الاستنتاج محفوفاً ببعض المحاذير، إذ لا بدّ من التمييز بين اللبنانيين "الأكثر فقراً" واللبنانيين المتوسطي الدخل "المأزومين".

صحيح أنّ أغلب الوجبات باتت صحيّة أكثر وشبه خالية من اللحوم، لكنّ وجبات الفقراء باتت تتركّز في مجملها على "النشويات"، مثل الأرز والمعكرونة والخبز الذي يخبروننا اليوم أنّهم سيرفعون عنه الدعم. ما زالت هذه السلع مع ارتفاع أسعارها هي الأرخص بالنسبة إلى الفقراء، وهي من أشدّ المحفّزات على زيادة الوزن وعلى السُمنة، في حين أنّ الطبقة الوسطى وطبقة "الأغنياء المأزومين" (لم يبقَ أغنياء في لبنان) تميل أكثر نحو الأكل الـHealthy و"القاطع"، وقوامه الخضار، مع قليل من اللحم على أنواعه أسبوعياً، وهذا يذكّرنا بنمط عيش أهلنا وأجدادنا قبل ظهور السلع الاستهلاكية الفائضة وقبل تسلّلها إلى حياتهم اليومية.

لقراءة المزيد اضغط هنا. 
All rights reserved. Copyrights © 2025 mtv.com.lb
  • أسرارهم أسرارهن
  • أخبار النجوم
  • سياسة
  • ناس
  • إقتصاد
  • فن
  • منوعات
  • رياضة
  • مطبخ
  • تكنولوجيا
  • جمال
  • مجتمع
  • محليات
  • إقليمي ودولي
  • من الصحافة
  • صحة
  • متفرقات
  • ABOUT_MTV
  • PRODUCTION
  • ADVERTISE
  • CAREERS
  • CONTACT