عذرا جنرال هذا التوضيح ضروري
غسان حجار
01/01/0001
أحزن في كل مرة استمع فيها الى الجنرال ميشال عون كيف يهوي من عليائه كلما نطق، وخصوصا كلما تعامل مع الإعلام، اذ لا يمكنه النظر الى الاشياء من حوله إلا بفوقية العسكري الآمر الناهي، وعقلية القائد الذي يملك القرار والحسم، وهو بات لا يملك شيئا من كل هذا. حتى ان مرافقيه اوقعوه في الغش فصدق انه كان عرضة لاغتيال وهمي في موكب وهمي. وهم يفعلون الامر نفسه في الإعلام، وربما في الواقع الانتخابي المقبل بمفاجآت عليه.
امس تحدث الى الاعلام مجددا منتقدا "النهار" ومدير تحريرها على اقتطاع اجزاء من مقابلته في الجريدة السبت الفائت لمناسبة ذكرى 13 تشرين 1990، وهي المقابلة التي اجرتها "النهار" اكراماً للضباط والجنود الذين وقفوا الى جانبه وقاتلوا معه، واستشهدوا وحدهم ضحية الاجرام السوري الذي اطاح بهم.
فقد اقترح الزميل في "النهار" علي منتش ان يجري حديثا مع الجنرال عن ذكرياته لذلك اليوم المشؤوم ونظرته الى الامور على بعد 22 سنة. واشترطت عليه المساعدة في مكتب عون قراءة الحديث قبل نشره، وارتأى الموافقة. وهذا ما حصل. ولما كانت المقدمة عاطفية اكثر منها صحافية، ارتأيت الغاء عبارات منها لا صياغة جديدة فيها. وتفترض المساحة ان يختار الصحافي ما يراه مناسبا واكثر اهمية لنشره. وهذا ما حصل من الكاتب نفسه.
لكن الجنرال، الذي يقع دائما في الاداء السيئ لمساعديه، أُوهم ان مؤامرة تحاك ضده وتستهدف كلامه المكرر، فعاد يهاجم الاعلام. علما ان "النهار" لم تكن ملزمة احياء الذكرى معه او اجراء حوار معه، بل فعلت ذلك بملء ارادتها وللمحافظة على مهنيتها منبرا لكل الفرقاء اللبنانيين.
امس استفزني كلام الجنرال وأسفت له، اذ من الحرام ان يتحول "دون كيشوتياً" يحارب طواحين الهواء، فيصفق له المحيطون والمساعدون، ثم يعود مساء لمتابعة نشرته الاخبارية في محطته الخاصة، فيصدق انه المنتصر.
عذراً جنرال، هذا التوضيح كان ضرورياً، وربما مفيداً.