شيباني لـ"السفير": طهران تؤيد هدنة عيد الأضحى وتستبعد قيام حرب سورية-تركية
01/01/0001
أكد السفير الإيراني في دمشق محمد رضا رؤوف شيباني تأييد بلاده لـ"هدنة" مقترحة بين السلطة السورية والمعارضة المسلحة في عيد الأضحى، مشيراً إلى "تأييد طهران لكل ما يفضي لإيقاف وتيرة العنف والتمهيد لحل سياسي". واستبعد شيباني في حديث الى "السفير" حصول حرب بين سوريا وتركيا، معتبراً أن "الظروف الداخلية لتركيا، كما الظروف الخارجية، لا تسمح بهذا المستوى من التصعيد"، مؤكداً أن "طهران تقدّم المساعدات المختلفة إلى سوريا، ولا سيما في مجالات الطاقة، وأنها قدمت مقترحاتها للحل السياسي المطروح إيرانياً لدمشق".
ولفت شيباني إلى أن "دمشق طلبت استفسارات حول الخطة الإيرانية، والتي تتمثل في "وقف العنف، استتباب الأمن، الدخول في حوار وطني، وإجراء انتخابات نيابية بمشاركة كل الأطراف السياسية، بالإضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وفقاً لتركيبة البرلمان". وأبدى استعداد طهران لمفاوضة خاطفي المواطنين الإيرانيين في سوريا من أجل فك محنتهم.
ولفت الى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالاستناد إلى جملة من المعطيات، ترى أن المعارضة السورية لم تفلح في تحقيق أهدافها من خلال اللجوء إلى السلاح والعمل العسكري، وقد وصلت إلى طريق مسدود، والسبيل الوحيد لخروج سوريا من هذه الأزمة يتمثل في الخيار السياسي، وهي القناعة التي وصل إليها العديد من الأطراف الإقليمية والدولية، وكذلك بعض أطراف المعارضة"، معتبرا أن "المشكلة القائمة في الوقت الراهن تتمثل في إجراءات غير مسؤولة تتخذها بعض الأطراف الإقليمية وتصب الزيت على النار وترى أنه في مصلحتها إثارة الفوضى والبلبلة، وتصعيد الأزمة ليس على صعيد سوريا، فحسب بل على صعيد المنطقة".
وأوضح شيباني أن "اللجنة الرباعية التي شكلتها مصر بالتعاون مع ايران ومع تركيا والسعودية هي إحدى الآليات الإقليمية التي تستطيع أن تثبت فاعليتها لحل الأزمات في المنطقة. لقد أعلنت إيران أنه يتوجب حسم مشكلات المنطقة داخل نطاق المنطقة، وهذه الدول الأربع تستطيع بناء أرضية مؤاتية لمزيد من التقارب والتعاون الإقليمي في المستقبل. وتضع في جدول أعمالها جملة من القضايا المهمة، كالقضية الفلسطينية واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني والأمن والطاقة ونقلها والتنمية المستدامة والسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي والاستفادة من الفرص والإمكانات والوقوف في وجه التحديات التي تواجه الأمتين الإسلامية والعربية".
وأشار الى أن "ما قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو السعي للتقليل من معاناة الشعب السوري الذي تحمّل الكثير من الضغوط والعقوبات جراء الحصار الاقتصادي. وفي هذا السياق، ومنذ بداية الأزمة، ومن خلال تجربتنا التي عشناها على خلفية الحصار الغربي اللاإنساني ضد إيران بذلنا جهوداً دؤوبة لدراسة سبل الحد من هذه الضغوط على أبناء الشعب السوري، فقدمنا الدواء والأجهزة الطبية وسيارات إسعاف ومواد غذائية كما قمنا بشراء الفائض من المحاصيل الزراعية والصناعية، فضلاً عن قيامنا بخطوات فاعلة ومهمة وجادة في تأمين الطاقة والوقود، وخاصة مادة المازوت والغاز المنزلي السائل. أضف إلى ذلك تقديم مساعدات كثيرة أخرى في مجالات مختلفة اكتفيت بذكر بعض منها."
أما بشأن التوتر الحاصل بين تركيا وسوريا على الحدود، وعما إذا كان يمكن أن يتطور إلى حرب، رد شيباني "لا أعتقد ذلك. فالوضع الاقتصادي والاجتماعي داخل تركيا وكذلك الوضع لدى أصدقاء وحلفاء تركيا لا يسمح لها بشن حرب ضد سوريا، لأن إعلان هذه الحرب ليس في صالحها ـ حكومة وشعباً ـ اقتصادياً واجتماعياً أيضاً، كما أنه يخلّ بأمن المنطقة واستقرارها. نحن نأمل أن تتجه الأوضاع نحو التهدئة، حيث إن التفتيش عن ذرائع لتصعيد الوضع غير مقبول إقليميا"ً.
من جهة أخرى، أكد أن "اتصالاتنا قائمة مع جميع الأطراف بشأن الايرانيين المخطوفين في سوريا ومستعدون للتفاوض مع الخاطفين عبر القنوات الموثوقة، وقبل فترة تم الإفراج عن ثلاثة من الرعايا الإيرانيين الرهائن في منطقة إعزاز بفضل الجهود الكريمة للجهات الأمنية والعسكرية، ونأمل أن يطلق سراح بقية مواطنينا الأعزاء في القريب العاجل ليعودوا إلى أهلهم وذويهم".