"الراي": "14 اذار" تصعّد لإسقاط الحكومة في الشارع وبالمقاطعة النيابية
01/01/0001
كتبت صحيفة "الراي" الكويتية: دخل لبنان في مأزق يصعب الخروج منه نتيجة التعادل السلبي بين طرفي الصراع غداة اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن قبل نحو عشرة ايام، فالمعارضة تمضي قدماً في ممارسة ضغط سياسي - ديبلوماسي وشعبي لارغام الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي على الاستقالة افساحاً امام تشكيل حكومة حيادية، في الوقت الذي يرسم "حزب الله" صاحب "الامرة السياسية" في الحكومة خطاً احمر يحول دون استقالتها، خصوصاً بعدما افاد من تردد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الشريك في الحكومة، في رفع الغطاء عنها، ومن "نقزة" عواصم دولية ذات صلة بالوضع في المنطقة من جنوح الوطن الهش نحو فراغ يستغله النظام السوري لتصدير الى لبنان.
بين هذين الحدين تدور اللعبة التي انطلقت محركاتها من جديد بعد استراحة الاضحى... فالمعارضة تتجه للانتقال الى "الخطة ب" عبر ترجمة عصيانها الدستوري بمقاطعة اي عمل حكومي او برلماني يتصل بالحكومة، والاصرار على الموقف الذي ابلغته الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان بامتناعها عن المشاركة في طاولة الحوار، وتوسيع اعتراضها في الشارع من خلال الدفع بالمزيد من انصارها لتغذية الاعتصامين في وسط بيروت على مقربة من السرايا الحكومية وامام منزل الرئيس ميقاتي في طرابلس، وسط حركة حثيثة لتوسيع مروحة الاتصالات بالبعثات الديبلوماسية العربية والغربية لحشد التأييد لمطلبها الحاسم بضرورة رحيل الحكومة.
هذه الاندفاعة غير المضمونة النتائج، اقله في المدى القريب تواجه بـ"هجوم معاكس" لاحت مؤشراته في الزام ميقاتي نفسه بموقف متشدد عبر الاعلان عن عدم نيته الاستقالة اطلاقاً، وخروج "حزب الله" عن صمته برفض جر البلاد الى الفراغ، اضافة الى استثمار فريق "8 آذار" الداعم لبقاء الحكومة، تداعيات المواجهة الكلامية بين جنبلاط وزعيم تيار "المستقبل" رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وهي المواجهة التي اوحت باستمرار الزعيم الدرزي على موقفه المهادن لـ"حزب الله".
هذه اللوحة السياسية المعقدة تؤشر الى انه من الصعب في اللحظة الراهنة كسر المأزق نتيجة التوازن السلبي القائم، فالمكونات التي تتشكل منها الحكومة تضمن استمرارها كتعبير عن الستاتيكو القائم منذ اقصاء الحريري من السلطة بقرار "حزب الله" والنظام السوري، واندفاعة المعارضة ستفضي الى تعطيل الحكومة وشل قدتها على الحكم عبر ما يوصف بـ"العصيان الدستوري"، مما يعني ان البلاد ستراوح في عين المأزق، قبل ان تتضح حصيلة المشاورات التي يجريها الرئيس سليمان بدعم عربي ودولي بحثاً عن مخرج لهذه الازمة الوطنية.
وفي حين تم تعليق الاشتباك الكلامي بين "المستقبل" وجنبلاط في وسائل الإعلام، فان قوى المعارضة حددت خريطة طريق تحركاتها في الايام المقبلة على قاعدة رفع منسوب الضغط في الشارع على الحكومة ومحاولة قطع الأوكسيجين النيابي عنها، علماً ان "14 آذار" ستدرس حتى اذا كانت ستشارك في إجتماع رؤساء ومقرري اللجان البرلمانية يوم غد وذلك انطلاقاً من الاعتبارات الامنية بالدرجة الاولى التي جعلت قسماً كبيراً من نوابها على لائحة التصفية.