ما يعرفـه ميقاتي والسنيورة

شربل مارون

01/01/0001

لا يكفي ان يقول الرئيس فؤاد السنيورة ان لا كلام ولا حوار قبل رحيل الحكومة، حتى يبدأ نجيب ميقاتي جمع اغراضه من السراي الحكومي للرحيل .

ولا يكفي ان يقول الرئيس نجيب ميقاتي ان استقالته لم تعد واردة بعد الآن، حتى يعتقد البعض ان الخلود هو للأرز... ولحكومة ميقاتي.

منذ اليوم الاول على انتقاله الى السراي بعد اعادة اعمارها حرص الرئيس الشهيد رفيق الحريري على ان ترفع فوق المدخل الرئيس تلك اللوحة التي تحوي العبارة المعروفة: لو دامت لغيرك ما وصلت اليك. وكان رحمه الله يقول للمحيطين به ولمستشاريه: يجب ان يكون هناك ما يذكّر المسؤول بأن وجوده في السلطة مرحليّ.

هذا هو السطر الأول في كتاب الديموقراطيّة . أتفقُ مع الرئيس ميقاتي على ان حكومته هي بسبع أرواح، ولكن ليس أكثر. تعمّر لكنّها لا تخلّد. وأتفـقُ مع الرئيس السنيورة على ان إغتيال اللواء وسام الحسن ليس مجرّد حادث أمنيّ سقط فيه ضابط أمنيّ ومرافقه وهما في طريقهما إلى مقرّ العمل.

في البلدان والدول التي يتحمّل فيها المسؤولون المسؤوليّة، يتصرّف هولاء بوحي الضمير. قد تكون الإستقالة هي الحلّ وقد لا تكون أحياناً.

هكذا مثلاً لم يطالب اميركي واحد بإستقالة الرئيس جورج بوش بعد إعتداءات الحادي عشر من أيلول 2001 ، ولم يفكّر عمدة نيويورك رودولف جولياني الاّ في كيفيّة إغاثة المنكوبين ومساعدة الناس. وخسر دومينيك ستروس كان  الرئاسة الفرنسيّة على الأرجح ، واحتفظ بالعزيزة آن سانكلير، لأنه تجّرأ على التحرّش بعاملة سوداء في أحد فنادق نيويورك. لم ينتبه إلى أن حقوقه الجنسيّة تقف عند باب الترشيح لقيادة الفرنسيّين . لا يمكن لمن انتخبوا يوماً شارل ديغول رئيساً ان يقبلوا رئيسا محتملاً يطارد خادمات الفنادق.

هكذا تجري الأمور في بلدان الناس. في بلد كلبنان الأمور أكثر تعقيداً. مع فائق إحترامي وتقديري لا يملك نجيب ميقاتي ولا فؤاد السنيورة القرار ببقاء الحكومة أو رحيلها.

بعيداً من اللغة الخشبية السياسيّة في لبنان التي تقول ان الحكومة هي إنتاجُ حزب الله وسوريا وإيران، يمكن إضافةُ الغرب إلى قائمة صانعي هذه الحكومة الخارجيّين.

لم تكُن إقامةُ ميقاتي في السراي ممكنةً من دون مباركة غربية. هكذا شكّل الرجل نقطة التقاء بين دمشق وطهران وواشنطن وباريس.

أمضى سنة وأربعة أشهر في الحكم وفق هذه المعادلة. ويستمرّ على الأرجح... إلى ان يأتي ما يعدّل المعادلة. حتى إشعار آخر الحدث الأساس يجري في سوريا، والتشويش على ما يجري هناك ممنوع. إذا اردت ان تعرف ماذا سيجري في لبنان عليك ان تعرف ماذا سيجري في سوريا. أما رحيلُ الحكومة أو بقاؤها فقضيّة لا تعني اللبنانييّن وحدَهم. وأكثر من يعرف ذلك الرئيسان ميقاتي والسنيورة.

All rights reserved. Copyrights © 2025 mtv.com.lb
  • أسرارهم أسرارهن
  • أخبار النجوم
  • سياسة
  • ناس
  • إقتصاد
  • فن
  • منوعات
  • رياضة
  • مطبخ
  • تكنولوجيا
  • جمال
  • مجتمع
  • محليات
  • إقليمي ودولي
  • من الصحافة
  • صحة
  • متفرقات
  • ABOUT_MTV
  • PRODUCTION
  • ADVERTISE
  • CAREERS
  • CONTACT