الإعصار ساندي يحصد الأرواح ويضرب الإنتخابات أيضا
01/01/0001
اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما حال "الكارثة الكبرى" في ولاية نيويورك التي ضربها الاعصار ساندي، ما يسمح بتوفير مساعدة فدرالية للضحايا. واوضح البيت الابيض في بيان ان هذا القرار "يضع الاموال الفدرالية في التصرف للاشخاص المتضررين في مناطق برونكس وكينغز وناسو ونيويورك وريتشموند وسافولك وكوينز". كما اعلنت حال "الكارثة الكبرى" أيضا في ولاية نيوجيرسي التي انهار فيها حاجز لصد الأمواج وأدى إلى غرق 3 بلدات.
وكتب مايكس ماثيس أن كارثة الاعصار "ساندي" قد تؤثر على ملايين الاميركيين لكن مع انحسار المياه قبل اسبوع من الانتخابات، تطرح التساؤلات سياسيا حول المرشح الذي سيخسر اكثر من جراء هذه العاصفة القوية. فالرئيس الاميركي باراك اوباما في القيادة وادارته للتحرك الفدرالي لمواجهة هذه الازمة التي ادت الى سقوط أكثر من 13 قتيل وتتسبب بخسائر بالملايين، قد تؤدي الى تعزيز موقعه او الاضرار بها. والمرشح الجمهوري ميت رومني الطامح للفوز بانتخابات 6 تشرين الثاني عبر عن تعاطف مع الضحايا ودعا المناصرين الى مساعدة الاميركيين المحتاجين لكنه لا يتولى منصبا رسميا في عمليات الاغاثة. وقال احد مسؤولي حملة رومني أن "الان وفيما يضرب الاعصار ويؤثر على خمسين مليون شخص، الاولوية يجب ان تتركز على جهود الاغاثة". واضاف "الكثير من القرارات في الحملة يجب ان تتخذ مع الاخذ بالاعتبار هذه المسألة".
وادلى البيت الابيض بمواقف مماثلة مشددا على ان "سلامة وامن الاميركيين" تشكلان ابرز اولوية واقر بخسارة يومين كاملين من الحملات بسبب العاصفة. وقال جاي كارني المتحدث باسم اوباما "يجب ان نركز ليس على الحملة او الانتخابات وانما مع الحرص على تعبئة كل الامكانات الفدرالية لمساعدة الولايات والمدن على مواجهة العاصفة". واضاف "هذا هو تركيزنا الان".
لكن استحقاق الانتخابات يقترب ويجمع الكل تقريبا على ان الانتخابات الرئاسية ستكون محتدمة جدا ولا يريد اي مرشح ان يخسر في الشوط الاخير الختامي. وسيتطلب الامر بالتاكيد حنكة سياسية لتحديد موعد ومكان معاودة الحملة بدون ان يظهر المرشح وكانه غير مبال بمعاناة ضحايا العاصفة. والسعي وراء اصوات في فرجينيا حيث هناك اكثر من 170 الف شخص بدون كهرباء قد لا يكون استراتيجية رابحة رغم ان هذه الولاية هي بين ابرز ثلاث ولايات ستشهد معارك سياسية قوية، مع فلوريدا واوهايو.
والاحد عبر ديفيد اكسلرود مستشار اوباما عن قلقه من ان تؤثر العاصفة سلبا على التصويت المبكر الذي بدأ في عدة ولايات والذي يعتبر امرا حيويا لامال الرئيس بالفوز بولايات مثل فرجينيا. واضاف "بالتأكيد نريد تسهيل الوصول الى مكاتب الاقراع لاننا نعتقد انه كلما جاءت اعداد اكبر، كلما كان وضعنا افضل". وتاريخيا، فان كثافة التصويت كانت تصب دائما في مصلحة الديموقراطيين. لكن هناك صعوبات للمحافظين في جنوب غرب فرجينيا الريفي حيث يواجه السكان عواقب العاصفة ما قد يبقي الكثيرين في هذه المنطقة التي تصوت بمعظمها للجمهوريين في منازلهم بدون التوجه للاقتراع.
ومكان اخر قد تبرز فيه اثار العاصفة مباشرة هو فيلادلفيا، المعقل الديموقراطي في بنسلفانيا التي تميل نحو اليسار. وكان هناك حوالى 400 الف شخص بدون كهرباء في المدينة ومحيطها ليل الاثنين. ويريد الديموقراطيون ان يتوجه سكان فيلادلفيا باعداد كبرى للاقتراع، فاذا بقيوا في منازلهم سيشكل ذلك فرصة لرومني للفوز بولاية حيوية.
كما تطرح العاصفة ايضا فرصة سياسية لاوباما لكي يظهر كقائد فعال يعرف كيف يدير موارد الحكومة في وقت يحتاجها المواطنون بشدة. واذا كان تحرك الدولة الفدرالية غير كاف، فقد يعيد ذلك الى الاذهان ذكريات الاعصار كاترينا في 2005 ويخلف شعورا لدى بعض الناخبين المترددين بانهم قد يفضلون تغييرا في البيت الابيض.
وكان الرئيس السابق جورج بوش قد واجه انتقادات شديدة لمعالجته ازمة الاعصار كاترينا الذي خلف خرابا كبيرا في نيو اورلينز. وفشل السلطات في تقديم مساعدات عاجلة لازم بقية ايام رئاسته.
إلى ذلك ينطوي الاعصار ساندي على مخاطر ايضا بالنسبة لرومني لانه يهدد بان يطغى على اعلانه الختامي الذي يعتزم اقفال حملته عليه قبل انتخابات 6 تشرين الثاني مع التغطية الاعلامية الكبرى لانباء العاصفة. والغى رومني تجمعين انتخابيين في فرجينيا لكنه ابقى على تجمعين في ولايتي ايوا واوهايو الحاسمتين. وسيعقد تجمعا انتخابيا جديدا الثلاثاء في اوهايو التي قد تحسم نتيجة السباق الى البيت الابيض لكنه حوله الى "مناسبة اغاثة" من العاصفة ما قد يشكل امامه فرصة لكي يبدي زعامة من خارج واشنطن.