الدروز وطوفان الأقصى... وحقيقة "حلف الدم" المهتزّ

1/4/2024 5:45:25 PM

جاء في جريدة "الأنباء" الالكترونية:

للمرة الأولى منذ "طوفان الأقصى"، في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، خرج العرب الدروز في الـ٤٨ عن صمتهم في وجه كل محاولات التشويه التي يتعرّضون لها، والمجافية لحقيقة واقعهم، وهم المتجذّرون في أرضهم والمنتَمون لها مهما اشتدت الصعاب. 

وفي سلسلة إيضاحات سياسية واجتماعية وتاريخية، ردّ المحامي والنائب السابق، الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين - الكرمل ٤٨، سعيد نفّاع على كل الأبواق التي طالت دروز فلسطين بأكاذيبها وتزويرها، وبتورّط واضح من بعض الإعلام، كالقول مثلاً أن عشرات الضحايا منهم سقطوا في صفوق الجيش الإسرائيلي، في حين أن عددهم ٦ فقط. 

هي سلسلة "وقفات على مفارق"، تحت عنوان "العرب الدروز في ال٤٨ وطوفان الأقصى"، أضاء فيها نفاع على واقع الدروز في ظل الحرب القائمة، كاشفاً عن حقيقة موقفهم وإعادة النظر التي يقومون بها وتفرض نفسها عند كل استحقاق مصيري. 

ننشر الحلقة الأولى من "وقفات" سعيد نفّاع، على أن تُنشَر الوقفات اللاحقة تباعاً، إظهاراً للحقيقة بكل تفاصيلها.

الوقفة الأولى... مع الدروز والتعدّدية و"حلف الدمّ"

يقول نفّاع أن الغريب العجيب أنّ كلّ مَن يتناول الدروز بمقال أو خبر أو مداخلة أو بحث، ومهما اختلف الموضوع والزمكان، يأخذ بهم كوحدة واحدة بدائيّة: "راع ورعيّة". الدروز (يا عمّي!)  مثل غيرهم من المجموعات البشريّة فيهم التعدّدية: وطنيّا وسياسيّا واجتماعيّا وحتّى فكريّا.
ما وراء وقفاتي هذه هو كثرة التناول إعلاميّا وتحليليّا على خلفيّة الحرب الجارية اليوم على غزّة ونتائجها "الدرزيّة"، سقوط ستّة قتلى، ومن الكثرة هذه، مثالًا لا حصرًا، تقرير لصحافيّة محليّة ومراسلة لل"بي بي سي"، نُشر أواخر كانون الأوّل 2023، في مجلّة "المجلّة" الصادرة في لندن، تكتب فيه في السياق:
"هذا ... مدخل لنقاش متواصل في أطياف الطائفة وتشتد حدّته مع كلّ حرب أو جولة تصعيد تخوضها إسرائيل خلال الأعوام الأخيرة حول جدوى "حلف الدم" الذي أعلنته الطائفة مع إسرائيل ويعني ترابط المصير ...".

ويعقّب نفّاع قائلاً "الطائفة هكذا أعلنت حلف الدم؟!".
وتحت هذا العنوان يضيف: "يعني الشيخ فرهود فرهود والمئات من رفاقه الذين تصدّوا لسياسة المؤسّسة وأزلامها العرب ومنذ اليوم الأوّل لبدء المخطّط ضد الدروز وعانوا الأمرّين، هم من معلني حلف الدمّ؟ أم أنّهم ليسوا من الطائفة؟".

ويتابع "سأعود في وقفة لاحقة لموضوع "حلف الدمّ" هذا وأطرافه. وأمّا الآن فإلى "الطائفة" والتعدّديّة؛
الدروز في إسرائيل فيهم أقليّة كبيرة من "قيادات" دينيّة ودنيويّة مدعومة إعلاميّا وماديّا وسياسيّا من المؤسّسة، وهي ضاجّة بحكم ذلك ومسيطرة على المشهد الإعلاميّ الإسرائيلي دون أيّ توازن لأنّ الإعلام "العربي" ينجر من عرقوبه وراءهم؛ جهالة أو غرضيّة.
وفيهم صفّ وطنيّ عروبيّ كبير ولكنّه يمثّل نسبة قليلة نسبيّا.
ولكنّ الأهم أن أكثريّتهم أبعد ما تكون عن المؤسّسة وهي صامتة خوفًا على لقمة عيشها، ولنا في نتائج انتخابات الكنيست البيّنة الصاعقة، إذ أنّ أكثريّة الدروز ومنذ عقدين تقريبًا لا يشاركون فيها رغم "فخّ" المرشّحين الدروز".        
 
الوقفة الثانية... تزاوج إعلامي غير شرعيّ

وتحت هذا العنوان وما يتضمنه من كشف لحجم التآمر الإعلامي، يكتب نفّاع:

ما أن طاف الطوفان الحمساوي واستُلّت السيوف الإسرائيليّة حتّى طفا واستُلّ معها الدروز وتجنيدهم. "القيادات" الدرزيّة الموالية للمؤسّسة الإسرائيليّة وأتباعها (الأقليّة الضاجّة) خرجت عن طورها إرضاء للمؤسّسة وآليّتُها المجنّدون الدروز والضحايا منهم (6 وليس 60 يا بعض الإعلام اللبناني)، ووجدتها هذه الأقليّة الضاجّة فرصة ملائمة لتحسين مواقعها ومصالحها وزيادة الفُتات وسط تصفيق حاد من قطاعات يهوديّة سياسيّة وإعلاميّة وشعبيّة أحيانًا واسعة.
وأمّا القوى المناوئة لسياسة المؤسّسة فكان حالها وكأنّ على رؤوسها وقف الطير، خَشية أو لخمة.
ولكن تكملة للصورة، تنافست الأصوات العربيّة الإعلاميّة؛ مرئيّات ومعلّقيها (الجزيرة والدويري و%35 من فرقة جولاني من الدروز)، وورقيّات وكتبتها (المجلّة الصادرة في لندن والصحافيّة شيرين يونس و%80 نسبة التجنيد عند الدروز)، وإلكترونيّات وحدّث ولا حرج!
فاحترنا من وين نمسكك يا قرعة! 
 
ويضيف نفاع: كتاب "العرب الدروز 48 وحجارة الرحى" كتابّ دراسيّ أصدرته مؤخّرًا تناول الحالة الدرزيّة في الـ48 بين حجري الرحى، اليهود من ناحية والعرب غير الدروز من الأخرى. أن تستلّ المؤسّسة القضيّة والتجنيد في مركزها خنجرًا تغمده في ظهر شعبنا الفلسطينيّ وأمتنا العربيّة والإسلاميّة أمر يمكن أن يُبلع وإن على مضضٍ، ولكن ورغم عشرات الدراسات الأكاديميّة التي تناولت هذه القضيّة وما زال يصرّ نفرٌ من الكتبة العرب أن يحرّض "كلّما دقّ الكوز في الجرّة" مستغلًا قضية التجنيد الإجباري المفروضة على الدروز قسرًا متجاهلًا الوقائع عن جهل أو عداوة مع القراءة أو عن قصد خبيث ينضح طائفيّة، فهذا لا يفهم فكم بالحري أن يبُلع.
All rights reserved. Copyrights © 2025 mtv.com.lb
  • أسرارهم أسرارهن
  • أخبار النجوم
  • سياسة
  • ناس
  • إقتصاد
  • فن
  • منوعات
  • رياضة
  • مطبخ
  • تكنولوجيا
  • جمال
  • مجتمع
  • محليات
  • إقليمي ودولي
  • من الصحافة
  • صحة
  • متفرقات
  • ABOUT_MTV
  • PRODUCTION
  • ADVERTISE
  • CAREERS
  • CONTACT