من هي شبكة مجدل عنجر؟
كريستينا شطح
01/01/0001
من منطلق الحرص على أمن لبنان واستقراره، يرفض الجيش اللبناني أن تتحوّل مجدل عنجر إلى محميّة أصولية وإمارة مستقلة تخضع لسيطرة جماعة متطرفة تتقاطع بمنطلقاتها العقائدية وسلوكياتها مع تنظيم «القاعدة»، وتتماهى مع تنظيم «فتح الإسلام».
وبناء على توافر معلومات لدى مخابرات الجيش اللبناني عن تأليف مجموعة متشددة تخطّط لتنفيذ أعمال إرهابية وعمليات تستهدف المؤسسة العسكرية، من خلال سعيها إلى شراء أسلحة ورمانات يدوية، تمكنت مخابرات الجيش اللبناني من إلقاء القبض على شبكة مجدل عنجر الإرهابية التي تتألّف من ستة أشخاص، هم:
- إيهاب حسني الحروك، ملقّب بـ"إيهاب الحاج".
- مراد محمد حمزة، ملقب بـ"أبو الحور".
- عمر علي العجمي.
- طارق عبد اللطيف بيضون، ملقب بـ"أبو قسرة".
- حسين يحيى عبد الرزاق، ملقب بـ"حسين كويسانو".
- بلال رضا يمين، ملقب بـ"بلال عبله".
وقد أظهر التحقيق أنّ الحروك يعمل في محل ألومينيوم عائد للمدعو يوسف الخوري في مدينة زحلة، وهو ملتزم دينياً ويهتم بالأحداث السورية ويرغب في الدخول الى سوريا بهدف الجهاد. وقد تعرّف منذ نحو عشرة اشهر الى المدعوَّين مراد حمزة وخالد قاسم العجمي، وخلال حديثهم عن الموضوع السوري، تبيّن له أنهما يحملان الفكر الجهادي، وتواصلا مع أسامة الشهابي.
وقد اتفق الحروك مع مراد حمزة على استهداف الجيش اللبناني والقوى الأمنية، بعدما اعتبرا أنّ عناصرهما كفرة "ولا سيما أنهم يضطهدون شبّان بلدة مجدل عنجر". ومن أجل ذلك، قرّرا السطو على مصارف للاستحصال على الأموال بهدف شراء أسلحة لاستخدامها في تنفيذ عملياتهما. وقد وجدا أنّ حاجز بلدة الفاعور العائد للجيش اللبناني هدف سهل. كذلك عرض الحروك على مراد الاعتداء على فتاة من بلدة قب الياس من عداد قوى الأمن الداخلي وسَلبها مسدسها الأميري.
وبالتحقيق مع مراد حمزة، تبيّن معرفته القديمة بدرويش خنجر وتأثره بفكره المتطرف وتكفيره للجيش والقوى الأمنية. وبعد خروجه من السجن تعرّف حمزة الى طارق بيضون الذي علّمه طريقة تصنيع العبوات، وزوّده في إحدى المرات بنحو كيلوغرام من مادة نيترات الأمونيوم ليطحنها، على أن يُجهّزها بيضون ويجرّباها في سهل مجدل عنجر. وقد طلب حمزة من عمر عجمي إمكان تأمين 150 رمانة يدوية وبندقية كلاشينكوف، واعداً بدفع ثمنها بالتقسيط، لكنّ التاجر لم يوافق.
إلى ذلك، أقدم حمزة على تكسير كاميرات مراقبة عائدة لفرع مخابرات البقاع موجودة في منطقة المصنع. وهو كان في طور تجهيز عبوَتين ناسفتين من مادة نترات الأمونيوم بالتنسيق مع طارق بيضون، بغية استخدامها ضد الجيش.
كذلك، شارك في تظاهرات في منطقة المصنع وهو يرتدي قناعاً ويحمل بندقية كلاشينكوف سلّمه إيّاها المدعو حسام رضوان الذي كان يحمل قاذفة آر بي. جي.
أمّا بالنسبة إلى عمر العجمي، فتبيّن أنّه كان يعمل في محل ألومينيوم لدى المدعو محمد العجمي، وقد تركه أخيراً. ومن خلال عمله تعرّف الى المدعو إيهاب منذ سنوات عدة، حين كان يحضر مع ربّ عمله لشراء مواد أولية لصناعة الألومينيوم.
وفي بداية الصيف الحالي تواصل المدعو إيهاب مع مراد حمزة وطلب منه أن يعطيه رقم هاتف عمر الخلوي، فقام بذلك. وفي أوائل شهر رمضان طلب منه مراد تأمين سلاح فردي له، وذلك بعدما أخبره عمر أن المدعو حسين عبد الرزاق، الملقّب بـ"حسين كويسانو"، الذي يعمل معه لدى المدعو محمد العجمي، يتاجر بالأسلحة الحربية، لكنّ عبد الرزاق رفض البيع بالتقسيط. وبعدها، اشترى مراد من عبد الرزاق عبوة ناسفة وعشرة صواعق، ولاحقاً سأله تأمين 150 رمانة يدوية، لكن عبد الرزاق طلب ثمنا باهظا، فلم تتم الصفقة.
وبالنسبة إلى الموقوف طارق بيضون، فقد أظهر التحقيق أنّه تعرّف الى مراد حمزة خلال شهر رمضان المبارك الفائت. وبعد لقاءات عدة، كشفَ بيضون لـ حمزة أمر المتفجرات وعلّمه طريقة تحضيرها وتجهيز عبوات ناسفة، كما زوّده بكمية من مادة نيترات الأمونيوم ليطحنها قبل أن يخلطاها لاحقاً مع مواد أخرى لتجهيز عبوة وتجربتها في سهل مجدل عنجر.
وبالتحقيق مع حسين عبد الرزاق، تبين أنّه على علاقة بالمدعوَين مراد حمزة وعمر العجمي كونهما من أبناء البلدة الواحدة، وقد طلب منه العجمي تأمين 150 رمانة يدوية وبندقية كلاشينكوف لصالح حمزة، فسأل المدعو الخطيب عن ذلك، لكنه رفض كونه لا يبيع بالتقسيط.
وأظهر التحقيق مع بلال يمين أنّه على معرفة بالمدعو مراد حمزة الذي اشترى منه عبوة ناسفة استحصل عليها من عمر العجمي واحتفظ بها لمدة شهرين تقريبا، وأعطاها لاحقا إلى شخصين سوريين في ساحة بلدة مجدل عنجر. وتؤكّد المصادر الأمنية أنّ الموقوفين هم في عهدة القضاء المختصّ، ويحاكمون لدى المحكمة العسكرية للأسباب المذكورة آنفاً.