والآن الإقتصاد...يا شاطر

سامي نادر

01/01/0001

تم إذن  الاستفتاء على الدستور الجديد في مصر والنتيجة كما كان متوقعاً أتت  لمصلحة  الرئيس مرسي والإخوان المسلمين.
لا شك أن هذا اللإستفتاء كان إستفتاء الفرصة الضائعة. وهذا الإستحقاق الدستوري الذي كان من المفترض أن يكون لحظة لمّ الشمل ولحظة التأسيس لديمقراطية حقيقية، تصالح مصر مع نفسها ومع العالم، أضحى فرصة الحزب الواحد لإحكام إمساكه بالسلطة وتثبيت وجوده ولو كان على حساب وحدة الشعب المصري الذي خرج من صناديق الإقتراع منققسم لا بل مشرذم.للوهلة الأولى هذه النتيجة سجلت نقطة لصالح أعداء الربيع العربي أو للذين لم يؤمنوا به إما عن مصلحة  او عن تعصب.


ولكن هذا للوهلة الأولى. سبق وقلنا ومن هذا المنبر ان الديمقراطية ليست مجرد عملية إقتراع، انما نظام سياسي يقوم على توازن السلطات. واولى هذه السلطات هي سلطة المعارضة اللتي ،ومن دون ريب، سجلت خلال الفترة الأخيرة تقدم كبير على مستوى تنظيم صفوفها وبلورة مشروع وطرح بديل للطرح الإسلامي. ولاشك البتة ان هذه المعارضة هي اليوم على الجانب الصحيح من التاريخ.اما عن الإخوان، فلا بد من الإعتراف بقدرتهم التنظيمية وحنكتنهم السياسية. لا بد من الإعتراف أيضاً انهم ما زالو يستفيدون من ا لرصيد اللذي راكموه خلال سنوات لا بل عقود كفريق تميز بوقوفه ضد النظام القمعي و بمواجهته لحقبة الإستعمار. ولكن هذا الفريق خسر جزء كبير من ذلك الرصيد خلال الاسبيع الماضية بسبب اداؤه السلطوي.
اما اليوم وقد أصبح الاخوان المسلمين في السلطة بشكل حصري،  و بعد الإستفتاء وما شكل من  إنتصار رمزي، يمكن أن يكون الأخير، حان وقت الجدّ. والجدّ هو التحدي الإقتصادي. الجدّ يكمن في الخيارات الإقتصادية السليمة والحوكمة الجيدة ، أي الإدارة الفعالة والشفافة للإقتصاد والقطاع العام.


الكلام عن 20 مليار دولار دعم من قطر لحكم الإخوان المسلمين والذي تحول بالمناسبة إلى شعار خلال الإستفتاء لجرّ الناس للتصويت لصالح الدستور الجديد ليس الحل ولا الدواء الشافي للإقتصاد المصري المأزوم.

 

ليس بمقدورقطر، حتى لو توفرت لديها النية، أن تقوم بالإقتصاد المصري. المساعدات الإقتصادية والهبات إذا ما ترافقت بإصلاحات جذرية، إصلاحات هيكلية، تشكل عبئاً على المجتع ، أقله لأنها تحفزه على الخمول وتحول نظره عن الإصلاحات الضرورية.
نعم الإصلاحات. وكما كل إصلاحات، فهي موجعة وقاسية تتطلب إشراك الجميع من أجل تنفيذها. المشاركة ليست ضرورة سياسية فحسب انما ضرورة إقتصادية أولاً وفي هذه الفترة تحديداً.


حنكة الإخوان السياسية وجهوزيتهم الجماهيرية ليست كافية لرفع التحدي الإقتصادي . نزعتهم للإستئثار بالسلطة ليست علامة مطمئنة.. الجماهيرعندما تجوع تنقلب على السلطان...أي كان...وبأي لحظة...على الجميع التبصر في هذه الحقيقة التاريخية... ولا ضر من ترداد  المثل الشعبي اللبناني : ما متت ما شفت مين مات!

All rights reserved. Copyrights © 2025 mtv.com.lb
  • أسرارهم أسرارهن
  • أخبار النجوم
  • سياسة
  • ناس
  • إقتصاد
  • فن
  • منوعات
  • رياضة
  • مطبخ
  • تكنولوجيا
  • جمال
  • مجتمع
  • محليات
  • إقليمي ودولي
  • من الصحافة
  • صحة
  • متفرقات
  • ABOUT_MTV
  • PRODUCTION
  • ADVERTISE
  • CAREERS
  • CONTACT