كل بيت ينقسم على نفسه يخرب
إليز مرهج
01/01/0001
...وأخيرا... تحقق الحلم.
حلم شريحة كبيرة من المسيحيين لا ترى إلا الوفاق المسيحي طريقا الى الخلاص.
إنه حلم الوفاق والتلاقي بين القيادات المسيحية حول مشروع اللقاء الارثوذكسي الانتخابي.
علينا ان نفرح دون ان نسأل كيف ولماذا؟ لان اللبنانيين المخلصين مسيحيين كانوا أم مسلمين يرون في الوفاق المسيحي محجة لخلاص لبنان من التشرذم والانحلال.
ففي ثورة 1958 جاء بعض المسلمين يقولون للحاج حسين العويني رئيس الحكومة آنذاك: "إننا في خطر"،
فأجابهم: "لا تخافوا، فغدا يتفق المسيحيون فيما بينهم فيخلصون أنفسهم ويخلّصوننا معهم".
ويوم كان رئيس مجلس النواب المرحوم صبري حماده ينزعج من تصرفات بعض أبناء طائفته فكان يقول لهم: "أنا لا يهمني شيء من تصرفاتكم لأنني أملك كرسيا في بكركي".
كل هذا يعني ان المسلمين يهمهم قبل غيرهم أن يتفق المسيحيون لان في ذلك مصلحة للبنان.
واذا كان ثمن اتفاق المسيحيين غاليا فليدفعوه لانه:
"سلام على كفر يوّحد بيننا وألف سلام بعده بجهنم"
فما بالنا اليوم نقوم بهجمة شرسة على الوفاق المسيحي؟ ولمصلحة من؟ فمعظم المسيحيين في لبنان يتألّمون عندما يرون زعماءهم يختلفون، ويتمنون الوفاق والاتفاق، فلماذا تقوم القيامة ولا تقعد اذا أنعم الله تعالى بالتوافق وترك مقابح الماضي والعودة الى الضمائر الحيّة والتعالي على المصالح الخاصة.
فيا ايها المسيحيون، المطلوب منكم اليوم، مقيمين ومغتربين، حضّ الزعماء على البقاء متوحدين حول قانون انتخابي نرى فيه فرصة لاستعادة القرار المسيحي ووضع حد للتشرذم والتهميش السياسي.
حان الوقت لعودة المسيحيين الى دورهم الفاعل في سياسة لبنان ولا أبالغ اذا قلت: "في سياسة المشرق".
وهنا لا بد من العودة الى حادثة معبّرة جرت يوم كان الحلف الثلاثي: (شمعون، الجميل، اده) مجتمعا في خلوة سيدة البير وكان عددهم 30 شخصا، فجاء من يقول لاحد الزعماء، لماذا تخافون من هذا الحلف وعدد نوابه فقط 30 نائبا؟ فأجاب: "أعطوني هؤلاء الـ 30 لأحتّل بهم الشرق".
من هذا المنطلق، اذا كان مشروع اللقاء الارثوذكسي قاسما مشتركا يوحّد بين المسيحيين ويعطيهم حق التمثيل الصحيح فليتمسك به المسيحيون ليعيدوا اعتبارهم، فينتخبون ممثليهم عن جدارة ويكونون فاعلا لا مفعولا به، يوم تقرير مصير لبنان الذي لا يقوم الاّ على وفاق اللبنانيين.
زعماء المسيحيين في لبنان أنتم اليوم على المحك، بيدكم الحلّ والربط وعليكم تنعقد الآمال فلا تخذلوا شعبكم والله تعالى ما نصر شعبا انقسم على نفسه وكل بيت ينقسم على نفسه يخرب.