بين طبول الحرب والقمصان السّود... البروباغندا "عم تخرُب بيوتنا"
جيسيكا حبشي
8/6/2025 7:02:30 AM
صورةٌ واحدة التُقطت في منطقة خلدة لعدد من المواطنين الذين يرتدون اللّون الأسود كانت كفيلة بإعادة كابوس 7 أيّار الى يوميّات اللبنانيّين لينضّم الى سُبحة مخاوفهم التي تبدأ بضربة إسرائيليّة قد تتّخذ أكثر من سيناريو ولا تنتهي بكابوس عودة الحرب الأهليّة وما يتبعها من تداعيات وكوارث اجتماعيّة واقتصاديّة جمّة.
"تأخذ الأخبار أو المواد السلبيّة المنتشرة أبعاداً كبيرة في لبنان قبل التأكّد من صحّتها، وهو أمرٌ مؤسف، في بلدٍ باتت فيه الأخبار الإيجابيّة نادرة جدّاً ولا تأخذ حقّها في الانتشار أكان عبر وسائل الإعلام التقليديّة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، وفق الخبير بالإعلانات والتواصل سامي صعب الذي يعتبرُ في مقابلة مع موقع mtv أنّ "المسؤولية توجّب عدم تضخيم الأمور وعدم نشر إشاعة عن حدث قد لا يحدُث، والأهم هو وضع الأخبار في ميزان واقعي يُظهر السلبي والايجابي بطريقة متساوية".
أراد صاحب مقهى الدّجاج أن يُظهر صورة جميلة عن مؤسّسته وروح الموظّفين فيها، فانعكس الاحتفال الخاصّ سلباً على البلد بأكمله قُبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء، وانتشرت شائعة "عودة القمصان السود" بسرعة قياسيّة قبل أن تتوضّح الحقيقة بعد ساعات عبر الإعلام، في وقتٍ انعكست فيه الأجواء السلبية عشية انعقاد الجلسة تراجعاً في الحركة في عزّ موسم السياحة في لبنان.
وفي هذا السياق، يعتبرُ صعب أنّ "الأخبار الزائفة وأجواء الهلع تشلّ الاقتصاد وعمل الكثير من المؤسّسات التي تتأثّر إنتاجيّتها، وللأسف بتنا في لبنان كَمَن يستدعي الدفاع المدني قُبيل وقوع الحريق"، مشيراً الى أنه "يجب التروي قبل نشر أي صورة أو خبر، والمسؤوليّة تقع على الجميع وبشكل خاصّ على الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين باتوا يتمتّعون بقدرة تأثير كبيرة، فللأسف السبق أو الـscoop أصبح أن نكون سبّاقين في نشر الأخبار السلبية والكارثيّة بدلاً من البحث عمّا هو إيجابي من حولنا ومحاولة خلق مساحة تنطلق منها الحلول البناءة".
كلمة واحدة قادرة أن تنهض ببلد، وشائعة بسيطة بإمكانها أن "تخرب بيوت" الكثير من اللبنانيّين وتقطع أرزاقهم. في الحسابات السياسيّة، الحرب قد تحصل أو لا تحصل وهي أداة بأيدي الكبار، أمّا في حسابات الوطن، فكلّ مواطن مسؤول بالكلمة، والفعل، و"النقرة" على حسابه أيضاً...