في بلدٍ لطالما كان الإعلام فيه خط الدفاع الأخير عن الحرية، برزت الـ MTV و"نداء الوطن" كمنبرين ثابتين في مواجهة محاولات الترهيب والإخضاع. لم تساوما يومًا على مبدأ، ولم تنحرفا عن جوهر الرسالة الصحافية: الدفاع عن حق اللبناني في أن يسمع الحقيقة من دون تشويه أو تزوير، وفي أن يبقى الرأي حرًا مهما اشتدت الضغوط. إنهما ليستا مجرد وسيلتي إعلام، بل موقع مقاومة مدنية في وجه من يحاول احتكار الصوت والقرار. لذلك، تحولت الـ MTV و"نداء الوطن" إلى مساحة مشتركة لكل اللبنانيين الذين ما زالوا يؤمنون بأن للكلمة وزنًا، وللموقف ثمنًا، وأن الحرية لا تُطلب بل تُحمى.

وفي هذا الإطار، تعرّض رئيس مجلس إدارة "أم تي في" ميشال المرّ خلال الأيام القليلة الماضية لواحد من أشنع أنواع التهديد المباشر، ما أثار موجة استنكار واسعة داخل الأوساط السياسية والإعلامية والحزبية. وقد بادر عدد كبير من المسؤولين إلى التواصل مُعبّرين عن تضامنهم مع المرّ، ومؤكدين دعمهم للمؤسستين الرائدتين في معركة الدفاع عن حرية الكلمة. وفي هذا السياق، زار رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض مكاتب المحطة في النقاش، في خطوة تضامنية تعكس عمق الصراع على هوية الإعلام في لبنان: إعلام حرّ مقاوم للخوف، مقابل إعلام خاضع لإرادة الترهيب.

وطالب محفوض القضاء بالتحرّك منعًا لإهدار دم الصحافيين.

وخلال الزيارة التضامنية التي قامت بها "الجبهة السيادية" لـ mtv و"نداء الوطن" شدد محفوض على "أهمية تحريك الدعوى المقامة ضد الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ  نعيم قاسم".

وقال: "من نسيب المتني مرورًا بجبران تويني وصولًا إلى لقمان سليم، لم تتراجع الصحافة في لبنان يومًا عن مبادئها الأساسية، ولم تتخلَّ مرّة عن دورها في خدمة القضية اللبنانية، وهذا ما تقوم به الـ MTV، وهذا ما تقوم به جريدة "نداء الوطن"، وكما قلت خلال اجتماعنا مع الأستاذ وليد عبود والأستاذ أمجد اسكندر، فإن هذه المؤسسات، أي "نداء الوطن" و MTV، والمؤسسات الأخرى التي تنضوي تحت سقف الـ MTV، لم تكن يومًا إلّا مساحة مشتركة لكل اللبنانيين، على امتداد مساحة لبنان 10452 كلم²".

أضاف: "من الواضح أنه كلّما ازدادت هذه المؤسسات تمسكًا بالدولة اللبنانية، نرى جماعات تهجم وتهدد وتهوّل، وأنا أعرف جيدًا أن الظروف التي تعملون فيها ظروف صعبة جدًا، وكمّ كبير من الشكاوى والدعاوى التي رُفعت ضد "نداء الوطن" لم تتحدثوا عنها أو تستثمروها إعلاميًا، لكن من الضروري أن يعرف الرأي العام أن الكلمة الحرة التي تتمسك بها "نداء الوطن"، والمنبر الوطني الذي تخدم من خلاله الـ MTV كل لبنان والقضية اللبنانية، يدفعان ثمنًا كبيرًا".

وتابع: "مثلما نقول دائمًا، أنتم مُعرّضون للخطر، لكنكم تحملون هذا القلم الذي لن تتراجعوا عنه، وتكتبون بأحرف من ذهب تاريخ لبنان ومستقبل لبنان وأولاد لبنان. ودائمًا أسأل نفسي: لو لم تكن الـ MTV، ولو لم تكن "نداء الوطن" اليوم، فأين كنا سنذهب؟ أين كنا سنعبّر؟ وأين كان كل هؤلاء الناس سيعبّرون؟ وكم من مرة سألت ميشال المر ووليد وغيرهم، وبانزعاج: لماذا تستضيفون أشخاصًا يهددونكم ويهددوننا؟ وكان الجواب دائمًا: الـ MTV ليست لأحد، الـ MTV لكل الناس. وهذا ما يمثل حقيقةً الإعلام الحر والحقيقي في لبنان الذي تمثّله الـ MTV".

وقال: "أنتم مستمرون، ونحن نعرف أنكم لا تخافون، "يعطيكم ألف عافية". نحن اليوم، باسم حركة التغيير وباسم الجبهة السيادية، حضرنا إلى بيتنا، أي الـ MTV، بيت كل اللبنانيين، بفخر واعتزاز، ونحن نعرف أنكم لن تتراجعوا عن المبادئ التي رسمتموها، فتحية لكل شخص يكتب في هذه المؤسسة، تحية لكل مصور، وتحياتنا أيضًا لـ "نداء الوطن" كي تستمر الرسالة وتستمر المسيرة".

وختم بالقول: "إننا ننتظر القضاء أن يتحرك ليس لإسكات الأصوات في لبنان، فلتبقَ الأصوات تتكلم، لكن أن يتحرك منعًا لهدر دماء الناس، ودم ميشال المر، ودم وليد عبود، ودم كل الصحافيات والصحافيين في هذه المؤسسة، فهذا أمر لا يجوز ولا يمكن السكوت عنه، لذلك، أنا أدعو القضاء أولًا للبت بالدعوى التي تقدمنا بها ضد زعيم ميليشيا "حزب الله"، وأن يتحرك تجاه التهديد والتهويل الذي تعرضت وتتعرض له الـ MTV و"نداء الوطن".

من جهته، أعلن الأمين العام للجبهة السيادية كميل جوزيف شمعون أن "التضامن اليوم مع mtv واجب وطنيّ".
وقال لـ "نداء الوطن": "واجبنا التوجه إلى مكاتب "نداء الوطن" والـ mtv للتضامن معهما".
وقال: "واجبنا أن نوفي حق الـ "mtv" التي وقفت مع الحق منذ 30 سنة حتى اليوم ولا تزال مستمرة".
وختم: "نعتبر أنها المنبر الوحيد في هذا البلد الذي عبره نعبّر عن رأينا بكل تجرد، وواجبنا أن نقف جنب هاتين المؤسستين".

وكانت مناسبة جالت فيها "الجبهة السيادية من أجل لبنان" في مكاتب الـ "mtv" و"نداء الوطن" برفقة رئيس تحرير أخبار تلفزيون "mtv" الأستاذ وليد عبود، ورئيس تحرير جريدة "نداء الوطن" الأستاذ أمجد إسكندر.