استقلالُنا لا استغلالُنا
الأب الياس كرم
11/22/2025 8:22:15 AM
تعود الذكرى كلّ عام، فتوقظ فينا الأسى على أحلامٍ علّقناها في صفحات الكتب، وتركنا غبار السنين يأكل بريقها. نحتفل بالعيد، فيما الطموحات تبهت، وننحني إجلالًا لعلم الوطن، لكنّ الولاء عند البعض بات لأعلامٍ ملوَّنة، لا لوطنٍ واحدٍ يجمعنا. ومع ذلك يبقى الاستقلال عصيًّا على كل حاقد ومستهتر ومستهزئ ومتنمّر. ظنّوا أنّ ٢٢ تشرين الثاني مجرّد ورقة في روزنامة، لكنّه في الحقيقة يسري في دم الأوفياء، لا في نفوس الذين عظّموا زعماء الطوائف واستزلموا لوجوهٍ من ورق.
رغم كلّ سنوات القهر التي عصفت بنا منذ ١٩٧٥، يبقى الاستقلال هوية وثقافة وفنًّا ومجدًا. يبقى تحرّرًا من ضيق النفوس وجمود العقول، ونهضة حبّ لوطنٍ صدّر الحرف إلى العالم. ففي عيد استقلالك يا موطني، نرفع الرؤوس عاليًا، مزدانةً بتاج العزّ والكرامة، ونبثّ في النفس أرقّ مشاعر الوفاء، ونخطّ على أرضك الطاهرة أصدق عبارات الفداء.
وفي ذكرى الاستقلال يجمعنا الإيمان بالله، والانتماء الصادق، والإخلاص في القول والعمل. تحية محبة وولاء لكلّ شهيد روى بدمه أرض الأرز، فظلّ علم لبنان مرفرفًا في سمائه. وتحية إلى جيشنا البطل، حامي الحمى، وسيد الأرض، ورمز وحدتنا وكرامتنا.
اثنان وثمانون عامًا، وما زال الاستقلال يتجدّد كالنسر في شبابه. نبارك لوطننا هذا اليوم العظيم، الذي يجسّد معنى الحرية والسيادة، ويخلّد مسيرة الأجداد الذين صانوا الأرض ورفعوا راية العز. لكنّ استقلالًا جاهدوا لأجله تحوّله بعض الأجيال اليوم إلى استغلال، فنسأل الله أن يعيد لوطننا الأمن والاستقرار، وأن يبقى لبنان سيّدًا، حرًّا، شامخًا، ومصانًا.
يا موطني، إنّ سرّك عظيم. نحبّك رغم أوجاعك، فمن أحبّ لبنان لا يستطيع الفكاك من سحره. لستََ مذنبًا، بل أنت مكانٌ للجمال، ورمزٌ للقوة والبهاء، وأرضُك مُباركة. في الكتاب المقدّس ذُكر اسمك أكثر من سبعين مرّة، شهادةً على قداسة هذه الأرض وجمالها. فداود يشبّه الصدّيق بأرزك الشامخ: «الصِّدِّيق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو». وسليمان يرى فيك عروسًا تفوح قداسة وجمالًا: «اخرجي معي من لبنان يا عروس». وإشعياء يمنحك بعدًا سماويًّا حين يقول: «يُزهر ويُبتهج… ويُدفع إليه مجد لبنان».
غزاك كثيرون، لكنّهُم رحلوا وبقيتَ أنت، صخورك شاهدة، وأرزك ثابت لأن يد الله زرعته، وملائكته تحرسه. أما قوى الظلام فلن تنجح في تدنيس طهرك.
لبنان الذي نشتاق إليه، بلد الفرح والأمل والنهضة، سيعود مهما طال الغياب. سينهض من كبوته، سيلتئم جرحه، وسيشرق فجره من جديد.
فبعد كل ليلٍ، شمسٌ لا بدّ أن تولد.
رغم كلّ سنوات القهر التي عصفت بنا منذ ١٩٧٥، يبقى الاستقلال هوية وثقافة وفنًّا ومجدًا. يبقى تحرّرًا من ضيق النفوس وجمود العقول، ونهضة حبّ لوطنٍ صدّر الحرف إلى العالم. ففي عيد استقلالك يا موطني، نرفع الرؤوس عاليًا، مزدانةً بتاج العزّ والكرامة، ونبثّ في النفس أرقّ مشاعر الوفاء، ونخطّ على أرضك الطاهرة أصدق عبارات الفداء.
وفي ذكرى الاستقلال يجمعنا الإيمان بالله، والانتماء الصادق، والإخلاص في القول والعمل. تحية محبة وولاء لكلّ شهيد روى بدمه أرض الأرز، فظلّ علم لبنان مرفرفًا في سمائه. وتحية إلى جيشنا البطل، حامي الحمى، وسيد الأرض، ورمز وحدتنا وكرامتنا.
اثنان وثمانون عامًا، وما زال الاستقلال يتجدّد كالنسر في شبابه. نبارك لوطننا هذا اليوم العظيم، الذي يجسّد معنى الحرية والسيادة، ويخلّد مسيرة الأجداد الذين صانوا الأرض ورفعوا راية العز. لكنّ استقلالًا جاهدوا لأجله تحوّله بعض الأجيال اليوم إلى استغلال، فنسأل الله أن يعيد لوطننا الأمن والاستقرار، وأن يبقى لبنان سيّدًا، حرًّا، شامخًا، ومصانًا.
يا موطني، إنّ سرّك عظيم. نحبّك رغم أوجاعك، فمن أحبّ لبنان لا يستطيع الفكاك من سحره. لستََ مذنبًا، بل أنت مكانٌ للجمال، ورمزٌ للقوة والبهاء، وأرضُك مُباركة. في الكتاب المقدّس ذُكر اسمك أكثر من سبعين مرّة، شهادةً على قداسة هذه الأرض وجمالها. فداود يشبّه الصدّيق بأرزك الشامخ: «الصِّدِّيق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو». وسليمان يرى فيك عروسًا تفوح قداسة وجمالًا: «اخرجي معي من لبنان يا عروس». وإشعياء يمنحك بعدًا سماويًّا حين يقول: «يُزهر ويُبتهج… ويُدفع إليه مجد لبنان».
غزاك كثيرون، لكنّهُم رحلوا وبقيتَ أنت، صخورك شاهدة، وأرزك ثابت لأن يد الله زرعته، وملائكته تحرسه. أما قوى الظلام فلن تنجح في تدنيس طهرك.
لبنان الذي نشتاق إليه، بلد الفرح والأمل والنهضة، سيعود مهما طال الغياب. سينهض من كبوته، سيلتئم جرحه، وسيشرق فجره من جديد.
فبعد كل ليلٍ، شمسٌ لا بدّ أن تولد.