من باريس إلى الناقورة... باكورة الاتصالات تصدم لبنان
الان سركيس
12/17/2025 6:28:51 AM
تحاول الدولة القيام بعمل استثنائي لتجنب الحرب. وإذا كان هناك تفعيل للعمل الدبلوماسي وعلى الأرض، إلا أن القرار الدولي واضح وهو رفض بقاء لبنان بؤرة للميلشيات المسلّحة.
تكمن المشكلة في مقاربة السلطة اللبنانية للأزمة الحاصلة. تتحرّك لتأخير الضربة وليس إيمانًا منها بمبدأ حصر السلاح. تشتكي من الاعتداءات الإسرائيلية وتحمّلها مسؤولية عدم استكمال بسط السلطة جنوبًا، لكنها لا تقدم على أي خطوة جديّة شمال الليطاني. تفاوض لأنه مفروض عليها التفاوض وليس بهدف الوصول إلى السلام من ثم التطبيع ككلّ دول المنطقة العربية.
لا يمكن حلّ مشاكل لبنان من دون الوصول إلى تفاهم مع إسرائيل والمجتمع الدولي، فسياسة تحميل لبنان وزر الصراع العربي – الإسرائيلي انتهت، والتطبيع هو الحلّ لكل المشاكل بعد استرجاع الأرض والحقوق. وأتت خطوة تعيين السفير سيمون كرم كمفاوض سياسي في لجنة "الميكانيزم" كخطوة في الاتجاه الصحيح، بانتظار ما ستحمل من تطورات ومتغيرات.
ويعتبر هذا الأسبوع حافلاً بالنسبة إلى بيروت، وتعقد اجتماعات مهمّة ولو كانت لن تخرج بقرارات حاسمة. فمن بيروت التي يصلها الخميس رئيس الوزراء المصري مصطفى كمال مدبولي، إلى باريس حيث يعقد اجتماع يضم الفرنسي والأميركي والسعودي واللبناني بمشاركة قائد الجيش رودولف هيكل، وصولًا إلى الاجتماع الثاني لـ "الميكانيزم" في 19 الشهر الجاري بمشاركة كرم، كلها مواعيد يراهن عليها لبنان لتجنب الحرب.
وإذا كان اجتماع باريس مهمًّا بالشكل، فالأهم يبقى المضمون، فمشاركة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى جانب الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان في مؤتمر تحضيري لدعم الجيش، يعتبر بمثابة خرق بعد إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن. لكن عمليًا، وعلى رغم تقدير الدولة اللبنانية لهذه الخطوة، إلا أن الآمال الكبيرة لا تعقد على هذا اللقاء، فهو لقاء تحضيري فقط، ولن تصدر عنه قرارات تنفيذية، وسيكون بمثابة لقاء للاطلاع على ما يقوم به الجيش اللبناني وما يحتاجه للاستمرار بمهامه، وسيرفع كل موفد تقريرًا إلى إدارة بلاده، وإقرار المساعدات أو الدعم مرتبط بمدى تحرّك السلطة اللبنانية الجدّي على الأرض، ورضى الدول الداعمة على المسار المتبع.
ولا يحمل رئيس الوزراء المصري أي مبادرة كاملة متكاملة، فمبدأ تجميد السلاح شمال الليطاني، والذي هو مطلب إيراني أو بدعة، مرفوض من قسم كبير من الداخل ومن الولايات المتحدة الأميركية، لذلك سيقتصر نشاط المسؤول المصري على التحذير والدفع في عملية التفاوض وبحث أفكار جديدة تساعد لبنان على الخروج من محنته وتأجيل الضربة. ويحتاج إنضاج أي مبادرة إلى مشاورات داخلية لبنانية وتأمين موافقة إسرائيل ورعاية المجتمع العربي والدولي، وهذه العوامل مفقودة.
ويحتل اجتماع "الميكانيزم" بحضور كرم والمفاوض الإسرائيلي أهمية كبرى، فإذا كان اللقاء الأول للتعارف والحديث العام، يبقى اللقاء الثاني أساسيًا في تصويب البوصلة ومعرفة اتجاه الأمور. فإذا كان هناك عمق في المباحثات فالمسألة جديّة، أما لمحاولة شراء الوقت، فلن تمرّ.
وتؤكّد أوساط السلطة اللبنانية، أن مهمّة كرم محصورة بالشق التقني والعسكري والعمل على حلّ المشاكل الحدودية ووقف الاعتداءات الإسرائيلية وتطبيق القرار 1701 واتفاق الهدنة الأخير والعمل على تأمين الانسحاب الإسرائيلي، ولا دور للسياسي في التفاوض أو الاقتصادي مهما حاول الإسرائيلي الإيحاء بذلك.
وعلى رغم كل تلك المسارات الدبلوماسية، إلا أن الدولة اللبنانية المصدومة بقوة الضغط الإسرائيلي والأميركي، باتت على علم بفصل المسار الدبلوماسي والتفاوضي عن العسكري وعزم تل أبيب الاستمرار بتوجيه ضربات متتالية، وبالتالي لن يسقط احتمال تجدّد الضربات في أي وقت من الأوقات، لأن سياسة الضغط مستمرة والمبادرات لن تصل إلى أي حلّ سريع خصوصًا مع إعلان "حزب الله" تمسكه بالسلاح وعدم التخلي عنه تحت أي ظرف.
تكمن المشكلة في مقاربة السلطة اللبنانية للأزمة الحاصلة. تتحرّك لتأخير الضربة وليس إيمانًا منها بمبدأ حصر السلاح. تشتكي من الاعتداءات الإسرائيلية وتحمّلها مسؤولية عدم استكمال بسط السلطة جنوبًا، لكنها لا تقدم على أي خطوة جديّة شمال الليطاني. تفاوض لأنه مفروض عليها التفاوض وليس بهدف الوصول إلى السلام من ثم التطبيع ككلّ دول المنطقة العربية.
لا يمكن حلّ مشاكل لبنان من دون الوصول إلى تفاهم مع إسرائيل والمجتمع الدولي، فسياسة تحميل لبنان وزر الصراع العربي – الإسرائيلي انتهت، والتطبيع هو الحلّ لكل المشاكل بعد استرجاع الأرض والحقوق. وأتت خطوة تعيين السفير سيمون كرم كمفاوض سياسي في لجنة "الميكانيزم" كخطوة في الاتجاه الصحيح، بانتظار ما ستحمل من تطورات ومتغيرات.
ويعتبر هذا الأسبوع حافلاً بالنسبة إلى بيروت، وتعقد اجتماعات مهمّة ولو كانت لن تخرج بقرارات حاسمة. فمن بيروت التي يصلها الخميس رئيس الوزراء المصري مصطفى كمال مدبولي، إلى باريس حيث يعقد اجتماع يضم الفرنسي والأميركي والسعودي واللبناني بمشاركة قائد الجيش رودولف هيكل، وصولًا إلى الاجتماع الثاني لـ "الميكانيزم" في 19 الشهر الجاري بمشاركة كرم، كلها مواعيد يراهن عليها لبنان لتجنب الحرب.
وإذا كان اجتماع باريس مهمًّا بالشكل، فالأهم يبقى المضمون، فمشاركة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى جانب الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان في مؤتمر تحضيري لدعم الجيش، يعتبر بمثابة خرق بعد إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن. لكن عمليًا، وعلى رغم تقدير الدولة اللبنانية لهذه الخطوة، إلا أن الآمال الكبيرة لا تعقد على هذا اللقاء، فهو لقاء تحضيري فقط، ولن تصدر عنه قرارات تنفيذية، وسيكون بمثابة لقاء للاطلاع على ما يقوم به الجيش اللبناني وما يحتاجه للاستمرار بمهامه، وسيرفع كل موفد تقريرًا إلى إدارة بلاده، وإقرار المساعدات أو الدعم مرتبط بمدى تحرّك السلطة اللبنانية الجدّي على الأرض، ورضى الدول الداعمة على المسار المتبع.
ولا يحمل رئيس الوزراء المصري أي مبادرة كاملة متكاملة، فمبدأ تجميد السلاح شمال الليطاني، والذي هو مطلب إيراني أو بدعة، مرفوض من قسم كبير من الداخل ومن الولايات المتحدة الأميركية، لذلك سيقتصر نشاط المسؤول المصري على التحذير والدفع في عملية التفاوض وبحث أفكار جديدة تساعد لبنان على الخروج من محنته وتأجيل الضربة. ويحتاج إنضاج أي مبادرة إلى مشاورات داخلية لبنانية وتأمين موافقة إسرائيل ورعاية المجتمع العربي والدولي، وهذه العوامل مفقودة.
ويحتل اجتماع "الميكانيزم" بحضور كرم والمفاوض الإسرائيلي أهمية كبرى، فإذا كان اللقاء الأول للتعارف والحديث العام، يبقى اللقاء الثاني أساسيًا في تصويب البوصلة ومعرفة اتجاه الأمور. فإذا كان هناك عمق في المباحثات فالمسألة جديّة، أما لمحاولة شراء الوقت، فلن تمرّ.
وتؤكّد أوساط السلطة اللبنانية، أن مهمّة كرم محصورة بالشق التقني والعسكري والعمل على حلّ المشاكل الحدودية ووقف الاعتداءات الإسرائيلية وتطبيق القرار 1701 واتفاق الهدنة الأخير والعمل على تأمين الانسحاب الإسرائيلي، ولا دور للسياسي في التفاوض أو الاقتصادي مهما حاول الإسرائيلي الإيحاء بذلك.
وعلى رغم كل تلك المسارات الدبلوماسية، إلا أن الدولة اللبنانية المصدومة بقوة الضغط الإسرائيلي والأميركي، باتت على علم بفصل المسار الدبلوماسي والتفاوضي عن العسكري وعزم تل أبيب الاستمرار بتوجيه ضربات متتالية، وبالتالي لن يسقط احتمال تجدّد الضربات في أي وقت من الأوقات، لأن سياسة الضغط مستمرة والمبادرات لن تصل إلى أي حلّ سريع خصوصًا مع إعلان "حزب الله" تمسكه بالسلاح وعدم التخلي عنه تحت أي ظرف.