وزارة الزراعة نظمت جولة في مرفأ بيروت لمواكبة أعمال الحجر على الأبقار
12/19/2025 3:12:10 PM
نظمت وزارة الزراعة جولة لممثلي الوسائل الإعلامية إلى مرفأ بيروت، لمواكبة أعمال الحجر الصحي البيطري التي تنفذها الفرق المختصة في المرفأ على بواخر المواشي، ولا سيما باخرة الأبقار القادمة من جمهورية مصر العربية.
وتأتي هذه الدعوة، في إطار حرص وزارة الزراعة على تعزيز الشفافية ورفع مستوى الوعي العام حول الإجراءات الوقائية المتخذة، ولا سيما في ما يتعلق بمرض الحمى القلاعية، واطلاع الرأي العام على الوضع الصحي القائم في لبنان والتدابير المعتمدة لحماية الثروة الحيوانية والصحة العامة.
وتحدث عضو المجلس الأعلى للزراعة النقيب السابق لمربي الأبقار الحلوب المنهدس خير الجراح، وقال:" تشرفت بتكليفي رئاسة اللجنة الفنية للكشف على الأبقار البرازيلية المنشأ والمستوردة من جمهورية مصر العربية، وكلفنا من قبل وزير الزراعة الدكتور نزار هاني للكشف على الأبقار وتقدير وضع صحتها واذا ما كانت هناك عوارض او مشاكل مرضية ظاهرة عليها".
أضاف :"قمنا بهذا العمل مع لجنة مؤلفة من أربعة أطباء بيطريين من مديرية الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة. تم أخذ عينات واتباع الإجراءات البروتوكولية المعتمدة من مركز الحجر الصحي البيطري في مرفأ بيروت والمعتمدة لكل الشحنات التي تصله. كما أخذنا عينات دم من الأبقار وأرسلت بعد ختمها إلى مركز التحليل".
واشار الجراح إلى أننا " اعتمدنا على نوعين من التحاليل وهما: NSP ELISAو RT PCR، وكل النتائج اتت سلبية بالنسبة لمرض الحمى القلاعية".
وأردف : " هذه الشحنة شحنت من مصر بتاريخ 13 كانون الاول الجاري، ومن تاريخ خروجها من الأراضي المصرية إلى اليوم 19 منه، تكون أمضت سبعة أيام في البحر، وحاليا يتم تفريغها. تلي هذه الخطوة مرحلة حجر الأبقار والعجول في مزارع للشركة المستوردة على ان تتم متابعتها من قبل مديرية الثروة الحيوانية واللجنة المكلفة للتأكد من مكان الحجر والاعداد التي ستسلم إلى ان يتم القرار بالإفراج عنها".
واشار الجراح إلى "ان الفحوصات الطبية اجريت في مختبر الصحة الحيوانيّة التابع لمصلحة الابحاث العلمية الزراعية في الفنار".
بدوره، أوضح رئيس المركز اللبناني للطب البيطري والنقيب السابق للأطباء البيطريين الدكتور جمال خزعل إنه "من سنوات عدة اتخذت وزارة الزراعة بالتلقيح الإلزامي لمرض الحمى القلاعية لكل الأبقار المستوردة من كل دول العالم عند وصولها إلى مرفأ بيروت". وقال :" ان مرض الحمى القلاعية موجود في كل منطقة الشرق الأوسط وليس مرضا جديدا، وهو لا ينتقل إلى الإنسان لا بالحليب او اللحوم، انه مرض غير معدي للإنسان وغير مؤذ له. اما خطورته فتكمن على الثروة الحيوانية لأنه يقلل من انتاج الحليب واللحم ويضعف الحيوان ويتسبب بالموت ببعض حالات للعجول الصغيرة والأبقار".
وقال:" مما لا شك فيه ان الأضرار كانت كبيرة على مربي أبقار الحليب، لأنه تبين لوزارة الزراعة بعد إرسال وتحليل العترة SAT 1، انها عترة جديدة، وبالتالي لأنها جديدة وأول مرة تصيب لبنان والمنطقة تكون المناعة تجاهها صفر، إذا لا قدرة للجهاز المناعي للحيوان على مقاومتها، من هناك اتت الأضرار عالية على انتاج الحليب واللحم".
ولفت خزعل إلى" ان المرض حاليا منتشر في دول عدة في المنطقة قبل وصوله إلى لبنان، اما لماذا تأخرت اللقاحات بالوصول إلى لبنان، لان لقاح الحمى القلاعية يعتبر من اكثر اللقاحات تعقيدا في العالم، لأنه عبار عن 7 سلالات رئيسية : عترة O عترة A عترة Asia 1 عترة c ثلاثة عتر إفريقية South Africa type 1-2-3. في لبنان استطعنا تقديم الحماية ضد sat2 التي وصل منذ السنتين ونصف فاستقدمنا حينها اللقاح بسرعة وقمنا بتلقيح القطعان وحمايتها. اما sat 1 فضرره قوي لأن لديه القدرة على الطفرات، وعلى المزارعين الانتباه إلى انه لو استقدمنا الان اللقاحات فهذا لا يعني أننا نسيطر على المرض إذا لم تكن هناك متابعة ورقابة وأخذ عينات دورية لمعرفة أنواع العتر".
واثنى خزعل على التعاون الذي حصل بين القطاعين العام والخاص، شاكرا وزير الزراعة على متابعته الحثيثة.
وشدد خزعل على "ان اللقاحات لا يتم تحضيرها بسرعة عند انتشار وباء معين " بالنسبة للقاح ضد sat 1، نظرا إلى وجود عدد كبير topotype يصل إلى فوق الـ 90 واذا لم يأت اللقاح ليغطي العترة الموجودة والمنتشرة سيفشل".
وردا على سؤال حول مصدر دخول المرض إلى لبنان، طالما هناك إجراءات طبية تتخذ، أوضح خزعل:"ان الأمراض الوبائية تنتقل اما بالاتصال المباشر او عبر الهواء، وهذه لا يمكن ضبطها تماما كما حصل مع فيروس كورونا. يحكي اليوم ان المرض انتقل من الأبقار التي اتت من مصر او من سوريا، ان سرعة انتشار الأمراض كبيرة اليوم، نظرا لسرعة السفر والاستيراد والتصدير وضعف المناعة، إضافة إلى التغيير المناخي والجفاف".
وعن اتهام البعض لوزارة الزراعة بالتقصير بالإجراءات الطبية، قال خزعل: "من حق المواطنين الاستفسار والسؤال، انما العلم يثبت كل شي، لقد أخذت العينات واجريت الفحوصات المتعرف بها عالميا والنتيجة ان الباخرة خالية من المرض ولذلك تم انزال الحمولة ليصار حجرها قبل توزيعها".
واجاب خزعل عن سؤال حول إمكانية وصول مرض الحمى القلاعية من خلال تهريب الأبقار عبر الحدود مع سوريا، وقال:" كل الاحتمالات مفتوحة بالنسبة للأمراض الوبائية وانتقال العدوى، من الصعب احيانا معرفة المصدر من دون التتبع الوبائي وأخذ العينات.
لقد أعلنت الكثير من الدول لمنظمة الصحة العالمية عن وجود المرض لديها، ولم يستطعوا تحضير اللقاح اللازم، بالأمس عرفنا ان المرض موجود في قبرص وبنغلادش وأذربيجان وتركيا والخليج والعراق. كما ان الظهور الاول للمرض لم يكن في لبنان، وطبعا لدينا حدود مفتوحه مع الدول المحيطة بنا حيث تتنقل المواشي بكل حرية".
وشدد خزعل على "ان كل الإجراءات المعمول بها في لبنان، من التلقيح إلى استيراد المواشي تدخل ضمن قوانين المنظمة العالمية للصحة الحيوانيّة وقوانين المكتب الدولي للآوبئة الحيواينة " و"الفاو".