حزب الله ينأى عن النأي!

جورج أبو صعب

01/01/0001

اراد حزب الله للحكومة الميقاتية أن تعتمد سياسة بالنأي بالنفس عن الثورة سوريا فاذا به هو ينأى بنفسه عن هذا النأي ويتدخل بصورة فاضحة في ما يجري داخل الاراضي السورية!

انه لمثال جديد عن لغة الخداع والمخادعة التي لطالما انتهجها هذا الحزب بعد انحرافاته المتتالية منذ 25 أيار 2000، وأبرزها حرب تموز 2006 و7 ايار 2008... بل هو الحصيلة النهائية لسلسلة من الخداع والمناورات التي لطالما اعتادت قيادته الحالية على التمرس فيها... لا لشيء الا في سبيل البقاء سلاحا غير شرعي فوق ارادة وشرعية السلاح الشرعي خدمة لمصالح الولي الفقيه في المنطقة وبخاصة في لبنان وسوريا...

ليس بغريب ان نجد حزب الله متورطا في حوادث سوريا تماما كتورط اسياده الايرانيين فيها... وقد وصل الامر برجال الدين الايرانيين الى حد اعتبار سوريا مقاطعة ايرانية يجب الزود عنها وعن نظامها الدموي للحفاظ على ما يعتبرونه تحالف المقاومة والممانعة في المنطقة... وقد نسوا ان اكبر الخدمات لاسرائيل والمخططات العدائية ضد المنطقة وشعوبها - واجلها هي تلك التي اداها ويؤديها بشار الاسد اليوم في صراعه مع شعبه، وتدميره سوريا عن بكرة ابيها...

ليس بغريب ان نرى حزب الله متورطا حتى اخمص قدميه في ما يدور في سوريا، سواء بحجة دفاع لبنانيين عن انفسهم داخل مناطق متاخمة او غير متاخمة او متداخلة او غير متداخلة بين لبنان وسوريا - وليس بغريب ان نرى حزب الله يوميا يدفن مقاتليه ويستقبل قوافل ممن يسميهم "شهداء الواجب الجهادي"...

لكن الغريب الغريب حقا هو ان نرى الى اي حد وصل حزب الله في كذبه على اللبنانيين لا بل استخفافه بعقولهم من خلال بتلقين الاخرين دروسا في النأي بالنفس عن أزمة سوريا والاعتراض على مساندة الثوار في سوريا ولو إعلاميا وانسانيا!

فما يريده حزب الله هو ان تكون شعلة التضامن مع الاخوة السوريين باتجاه بوصلة واحدة هي بوصلة دعم بشار الاسد وزمرته الدموية الحاكمة... وما عدا يعتبرونه تورطاً ملعوناً وخيانة للامة والقضايا المقدسة...

هي قصة حياة او موت بالنسبة الى الحزب وهذا ما لا يقوله صراحة... فسقوط طاغية الشام سقوط لآمال الحزب وغطائه العربي الوحيد وسنده القومي الاساسي... خاصة بعدما خسر ولا يزال يخسر كل يوم رصيده الاسلامي والعربي في المنطقة وصولا الى المغرب العربي الذي تشير الاستطلاعات الى تدني شعبية الحزب الى ادنى مستوياتها...

لذلك فإن الانتخابات وورشة قانون الانتخابات باتت بمثابة ترف للحزب الذي لن يتحمل سقوطه الانتخابي بالتزامن او بعد سقوط طاغية الشام عما قريب... ومن هنا المأزق السياسي الذي دفع بأمينه العام منذ ايام الى التذكير بجبروت سلاحه والتهديد المبطن والواضح...

مقاتلو الحزب منخرطون بالقوة في الميدان السوري، وتورطهم لا غبار عليه ... والاتي اعظم!

All rights reserved. Copyrights © 2025 mtv.com.lb
  • أسرارهم أسرارهن
  • أخبار النجوم
  • سياسة
  • ناس
  • إقتصاد
  • فن
  • منوعات
  • رياضة
  • مطبخ
  • تكنولوجيا
  • جمال
  • مجتمع
  • محليات
  • إقليمي ودولي
  • من الصحافة
  • صحة
  • متفرقات
  • ABOUT_MTV
  • PRODUCTION
  • ADVERTISE
  • CAREERS
  • CONTACT