"الست بهيّة" تعود الى الأضواء بعدما سرق الأسير نجوميّتها
ابتسام شديد
7/3/2013 1:42:14 PM
من لا يتذكر كيف «اقتحمت» بهية الحريري ذات يوم «اسوار» عين التينة في لحظة خاطفة ومن دون موعد وفي خضم الخلاف السياسي بين قريطم وبري، ومن لا يتذكر كيف توجهت قبل زيارتها «دولة الرئيس» الى المختارة بعدما كان البيك أنجز ما أنجزه في تكويعته السياسية التي أخرجت سعد الحريري من الحكومة وبدلت المقاييس. الست بهية اجتازت اكثر من مرة الخطوط الحمراء مع عين التينة، والست «كما يسميها» الصيداويون او أهالي صيدا هي «عابرة للقارات» لا شيء يوقفها أو يثنيها عن اتخاذ أي قرار أو موقف خصوصاً إذا كانت مصلحة صيدا والمستقبل السياسي والوجودي لآل الحريري «على المحك»، من هنا فهي طوت بسرعة الصفحة مع المختارة، وحافظت على شعرة معاوية مع المصيلح.
سيدة مجدليون بدت في قلب الحدث الصيداوي الأخير، فهي قادت معركة المدينة ما بعد خروج الأسير الى جانب ابنها أحمد الحريري بتطرف لافت مع رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بما يتماهى مع ثقافة المدينة النابضة بعصبٍ أصولي إسلامي. وهي التي أطلقت على التحرك الصيداوي الأخير «الجمعة رقم 1» الذي كاد ان يتسبب بمواجهة جديدة في الشارع الصيداوي نتيجة التعبئة والحشد وتجييش الرأي العام في المدينة دفاعاً عن حقوق أهل السنة ولخلق حالة توازن بين الحالة السنية التي تتعرض للتصفية وسرايا المقاومة التي تحظى باهتمام ورعاية خاصين. فالواضح ان الست بهية تحولت على خلفية أحداث عبرا الى الرقم 1 في تيار المستقبل على «الأرض» وهي التي قادت الهجوم من صيدا بدل نجلها وفي غياب الرئيس سعد الحريري، وما تضمنته هذه الحملة من تهجم على «الجيش الإيراني» الذي يقوم بحملات اعتقال وتعذيب للشباب السني، ومن اتهامات للقوى الامنية بالاعتداء على مؤيدي ومناصري الأسير، لكن السؤال الى اين ستصل التعبئة واستثارة عواطف الشارع السني، ولماذا تحركت النائبة الحريري على هذا النحو؟ وما المقصود بالتصعيد في هذه المرحلة بالذات بدل لملمة الشارع وتهدئته واستيعابه لامتصاص نقمته؟
يرى العارفون في الشارع الصيداوي ان هذا الشارع الذي عاش في السنوات الأخيرة على وقع «همروجة» الأسير الذي شغل الرأي العام اللبناني في صيدا وخارجها بـ«نتعاته» وأحداثه أصبح فجأة متروكاً ويتيماً بعد خروج الأسير من الحلبة السياسية بهذا الشكل منبوذاً وإرهابياً مطلوباً للعدالة بعد ان اصطدم مع المؤسسة العسكرية على هذا النحو العنيف والدموي، وبالتالي كان لا بد لمن سرق الأسير منهم النجومية اي فعاليات صيدا وفي طليعتهم آل الحريري من استعادة المبادرة والامساك بزمام الأمور بعد خروج الشيخ السلفي لوراثة الحالة الأسيرية ومخلفات الأسير ولا سيما «كره الأخير ونقمته على حزب الله»، حيث يظهر اليوم ان ثمة تنازعاً وشد حبال بين بهية الحريري والجماعة الإسلامية على هذا الدور. ولعل تحرك النائبة الحريري يعبر الى حد كبير عن أزمة تيار المستقبل وما يتخبط به، فالتيار الأزرق بعد أحداث صيدا وجد نفسه مضطراً لأن يرفع سقف خطابه التحريضي حتى لا تفلت الأمور من بين يديه ويسيطر المتطرفون على الساحة الصيداوية فجاء خطاب النائبة الحريري متماهياً مع ما يريد ان يسمعه الشارع السني. فالمستقبل يعاني في الآونة الأخيرة من أزمات حادة تعصف في جسمه التنظيمي والسياسي، نتيجة غياب سعد الحريري في الخارج وعدم الانسجام بين مكونات 14 آذار وخلافاتهم حول العديد من القضايا والملفات، وبالتالي فان سقوط الأسير يشكل ضربة قوية للتيار الأزرق، ليس بما يمثله من مبادىء وأفكار إنما لأن الشيخ السلفي كان يشكل الحالة الإسلامية المناسبة لمواجهة حزب الله.
فالواضح ان يوم «الجمعة رقم واحد» جرى بإعداد وإخراج مباشر من المستقبل وبلمسات خاصة من بهية الحريري وفؤاد السنيورة الذي انتقل الى العمل الميداني في صيدا، وحيث يحظى ملف ما جرى في حرب عبرا بين الأسير والجيش باهتمام ومتابعة من الحريري شخصياً لمعرفة تفاصيل ما جرى في المواجهات وأعداد القتلى والموقوفين والجرحى من أنصار ألأسير. يروي المتابعون ايضاً ان النائبة بهية الحريري فتحت دارتها ومكاتبها للاهتمام بشؤون عائلات قتلى وجرحى مسلحي الأسير، وهي تتابع مباشرة وبخط عسكري ساخن ملفات الموقوفين لإخلاء سبيلهم وإجراء اللازم قانونياً.