“الراي”: مخاوف من أن يدفع لبنان ثمن الخلاف على الملف الإيراني بين واشنطن ودول الخليج

10/4/2013 12:42:32 AM

وسط انعدام الرؤية الذي يحكم الوضع السياسي الداخلي في لبنان واستبعاد أيّ ملامح ممكنة لاختراق الأزمة الحكومية في المدى المنظور، لم تستبعد اوساط واسعة الاطلاع ان تتقدم الاولويات اللبنانية مجدداً تطورات ميدانية متصلة بالصراع في سورية ومن شأنها ان تحرك تكراراً الوضع على الحدود اللبنانية – السورية في شطريْها الشرقي والشمالي.

وقالت هذه الاوساط لـ”الراي” الكويتية ان “هذا الانطباع يستند الى مؤشرين برزا في الايام الاخيرة: الاول عودة السخونة على نطاق واسع الى المناطق والقرى الحدودية في عكار المتاخمة للحدود السورية حيث تشهد يومياً تساقُط القذائف من الجانب السوري ما يكشف احتدام المعارك في الجانب المقابل وامتدادها الى الداخل اللبناني، والثاني المعطيات المتواترة عن تحضيرات يجريها فريقا الصراع في سورية لمعركة حاسمة على الحدود الشرقية التي تمتدّ الى جرود بلدة عرسال في البقاع الشمالي، ما يعني ان “حزب الله” سيكون أحد أطرافها الاساسيين”.

واشارت الاوساط نفسها الى ان “التطورات الديبلوماسية التي حصلت اخيراً ولاسيما منها بداية تنفيذ القرار الدولي الخاص بفكفكة الترسانة الكيماوية السورية لم تمسّ الوضع الميداني التقليدي في سورية، ما يعني ان لبنان سيكون معنياً اكثر من اي بلد آخر بتلقي مزيد من المضاعفات للمعارك المرشحة لمزيد من الاحتدام”.

وتضيف هذه الاوساط انه “خلافاً لكل ما تردّد ونُشر اخيراً عن بداية انسحاب “حزب الله” من سورية، فان المعطيات الجادة تنفي ذلك تماماً بل ان ثمة جهات عليمة تقول ان من جملة الدوافع التي حملت الحزب على تسليم قوى الأمن الداخلي والجيش مقاليد الامن في مناطق نفوذه كالضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك والنبطية، ان ذلك يساعده على التفرغ تماماً لمعارك اخرى في سورية على غرار الإعداد لمعركة الحدود الشرقية. واذا كانت هذه الخطوة أراحت الحزب من عبء تداعيات الامن الذاتي الذي وضعه في مواجهة مربكة مع جمهوره للمرة الاولى، فان ذلك لا يعني في اي حال ان الحزب بات مستعداً للانسحاب من سورية”.

وفي ضوء ذلك تقول الاوساط ان “معركة تحييد لبنان عن الأزمة السورية التي يخوضها رئيس الجمهورية ميشال سليمان والتي كانت تُوجت بانعقاد مؤتمر مجموعة الدعم الدولي للبنان في نيويورك الاسبوع الماضي تبدو فعلاً امام مخاطر كبيرة لا يبدو ممكناً النفاذ منها بسهولة، لا بل ان ثمة معطيات تشير الى ان هذا الجهد اللبناني – الدولي مهدد بالإطاحة تحت وطأة الالتباس الكبير الذي نشأ عن ملامح الانفتاح الاميركي – الايراني”.

واذا كان احتدام المعارك في سورية وتَمدُّدها الى المناطق الحدودية مع لبنان سيضع الوضع الأمني في “بلاد الأرز” مجددا على محك المخاوف المتنوعة ومنها خطر التفجيرات الذي لا يغيب عن الهواجس اللبنانية، فان الوضع الاقليمي لا يقلّ خطورة على الدعم الدولي الموعود للبنان بدليل ارجاء زيارتيْ الرئيس سليمان للسعودية والامارات.

وتخشى هذه الاوساط ان “يدفع لبنان ثمن الخلافات  الناشئة بين الولايات المتحدة وحلفائها من دول الخليج في ظل تفرّد واشنطن بالانفتاح على ايران، بمعنى تجميد كل ما كان الحكم اللبناني يراهن عليه في توسيع اطار المشاركة العربية والخليجية في مجموعة الدعم الدولي التي بدت الدول الخليجية الغائب الاكبر عنها. ولا يخفى في هذا السياق ان من الصعوبة بمكان ان يقنع لبنان الدول الخليجية بالانخراط في هذه المجموعة ومقرراتها فيما لا يزال “حزب الله” على تورطه الواسع في الصراع السوري، كما في ظل تصاعُد الاجراءات الخليجية ضد الحزب ومناصريه في دول مجلس التعاون الخليجي”.

وتقول الاوساط ان “الفرصة الوحيدة التي قد تشكل مخرجاً من هذه الازمة تتمثل في تشكيل حكومة جديدة وفق المعايير التي يتمسك بها الرئيس المكلف تمام سلام بمعنى تخفيف قبضة “حزب الله” على السلطة والا فان الوضع سيبقى عرضة لمزيد من الانتظار والتآكل وترقّب ما تحمله التطورات الميدانية في سورية من انعكاسات اضافية على لبنان”.

All rights reserved. Copyrights © 2025 mtv.com.lb
  • أسرارهم أسرارهن
  • أخبار النجوم
  • سياسة
  • ناس
  • إقتصاد
  • فن
  • منوعات
  • رياضة
  • مطبخ
  • تكنولوجيا
  • جمال
  • مجتمع
  • محليات
  • إقليمي ودولي
  • من الصحافة
  • صحة
  • متفرقات
  • ABOUT_MTV
  • PRODUCTION
  • ADVERTISE
  • CAREERS
  • CONTACT