مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 14/10/2013

 

* مقدمة نشرة أخبار الـ "أم. تي. في"

 

وديع الصافي الى مثواه الأخير، لكن صوته الصادح بلبنان وللبنان سيبقى يؤرق ضمائر كل من شوه ويشوه صورة الوطن، من بيئته الى أمنه وصولا الى كل ما يمس الميثاق التعاقدي الذي جعل من الموزاييك اللبناني ـ أنموذجا لبناء الدول. قد يقول مشكك: من أين لمطرب كل هذه الفضائل؟ لكن مراجعة متأنية لمضمون ما غنى الصافي على أكثر من سبعين عاما تظهر أن الفنان العبقري كتب بالأغنية والأنشودة تاريخ لبنان الحديث بما يصلح أن يشكل مادة غنية لأطروحات علمية عن لبنان، بماضيه وحاضره ومستقبله المرتجى. من مشكلة الهجرة الى طمع الآخرين بأرضه وموارده، الى سوء إدارة الدولة، الى تأثره بالمحيط. رحم الله وديع الصافي وحمى لبنان من شر غياب كباره.

 

بعيدا من لبنان وديع المثالي، لبنان الواقع يتقلب على نيران الفوضى الأمنية والفوضى الدستورية. والمثير للعجب في ما يجري أن شرعية الدولة هي التي تلزم نفسها التكيف مع النفس الانقلابي، بحيث لا تثيره ولا تغضبه.

 

من هنا لا تتألف الحكومة إذا كانت ستغيظ حزب الله. ومن هنا يتحول إنجاز فرع المعلومات بالقبض على المتهمين بتفجيري طرابلس الى تهمة يجب ان يعاقب عليها من ارتكب معصية ضبط الأمن.

 

هذا الانكفاء دفع الوسطيين الى الالتحاق بثوار الثامن من آذار وفي مقدم هؤلاء النائب وليد جنبلاط. وهذا الانكفاء أيضا، ربط لبنان أكثر من أي وقت مضى بعربة الاشتباك الاقليمي، من الحرب السورية وصولا الى النووي الإيراني وبينهما ما يطمئن وما يقلق إسرائيل.

 

===============================

 

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

 

طرأ على الجغرافيا اللبنانية تعديل في إرتفاعاتها فزرع على سفوح جبالها جبل الصوت الصافي. والى نيحا ارتفع وديع ليجاور الله ويبقى حارسا على قطعة سماه. موكب التشييع أنطلق خجولا في الصباح من الحازمية حيث ودعه تلامذة المدارس وأهل المنطقة، وغاب عنه فنانون على عداء مع صباحات الحساسين ومرور الحصادين وطيور الجرد، وكان الاعتقاد أن مسيرة الفنانين تنتظر الوداع الرسمي في كنيسة وسط بيروت بعد الظهر، لكن المشاركة مرة جديدة لم تأت بما نختزنه من نجوم يتوزعون حكاما على البرامج الفنية ولا يجرأون على الغياب عن حلقة واحدة مدفوعة الاجر، ويتخلفون عن القاء النظرة الاخيرة على قلعة لبنانية باتت في على قيمة الارز هياكل الزمان. وبمن حضر من محبين، ترأس البطريرك الراعي قداس الرحيل، ومنحت الدولة وديع الصافي وساما مذهبا، لكنها لم ترم عليه الحداد. وراحت من خلافات البر الى تقاسم الجبنة في قعر البحر. حرب بدأت بين بلوكين سياسيين يصنفان من الحلفاء فإشتعلت نيران النفط قبل إستخراجه بين معاون وصهر على ان تأخذ المعركة مداها على الشاشات وفي المؤتمرات الصحافية في فترة الاعياد. وعلى باب العيد سيارة مففخة يكتشفها الجيش وحزب الله في منطقة المعمورة في الضاحيةالجنوبية حيث فرق المكافحة وخبراء المتفجرات يعملون على تفكيكها في هذه الاثناء. وقالت معلومات "الجديد" ان الجيش كان فكك قبل ظهر اليوم سيارة مففخة أخرى تحتوي على كمية مركبة من المتفجيرات التي لم يشهد لها لبنان مثيلا.

 

=================================

 

 

 

* مقدمة نشرة أخبار الـ "ال. بي. سي"

 

كانوا في الماضي "كل يغني على ليلاه"، صاروا اليوم "كل يغني على لونه".. لم يتركوا لونا يعتب عليهم، فاحتكروها بداية ثم صادروها فأصبح لكل حزب أو تيار أو فصيل لونه لا يتنازل عنه لأحد، ويمنع الآخرين من استعماله بشبهة إنتحال الصفة.

 

لم يدركوا إلا متأخرين أن اللون كالضوء والهواء لا يمكن مصادرتهما، ولهذا فإن معركتنا بدءا من اليوم هي لاستعادة الالوان إلى أصحابها، أي إلى المواطنين، وانتزاعها من براثن من احتكروها وصادروها.. من يفتش عن لونه يجده عندنا، ومن يريد أن يشاهد ألوان الآخرين يشاهدها عندنا... فنحن نعطي الألوان ولا نتلون...

 

عدا حدث الألوان اليوم اللون الحدث هو الأسود في وداع الصوت الصافي، وديع الصافي. وعشية ألوان العيد، بقي قدر طرابلس أن تقف عند لون الإنفجارين اللذين خلفا عشرات الضحايا، وبقي السجال قائما بين جبل محسن ونتيجة التحقيقات... لكن هذا السجال لم يعكر هدوءها ولم يعكر اصرارها على الاحتفال بالعيد.

 

وفي سياق امني أيضا فإن السيارة التي اشتبه فيها في منطقة المعمورة في الضاحية، تبين أنها مفخخة والجيش يعمل على تعطيلها. أما اللون الثالث البارز في نشرتنا الليلة فهو لون ذو رائحة، إنها رائحة الغاز المنبعثة من سجال الرابية - عين التينة ممثلة في المساعدين السياسيين: جبران باسيل وعلي حسن خليل.

 

==================================

 

 

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

 

في معلومات أمنية أن المتهم عمر الأطرش مازال حيا. وتجدر الاشارة الى ان الأطرش متهم بتفجير السيارة على طريق عرسال والتي قتل فيها أحد الاشخاص المتهمين بتفجير الضاحية الجنوبية.

 

- وقبيل هذا المساء تم العثور على سيارة مفخخة في محلة المعمورة في الضاحية الجنوبية وقد عمل الخبير العسكري على تفكيكها.

 

وفي الشأن الامني أيضا سجل الآتي:

 

- الإدعاء على المتهمين السبعة في تفجيري(2) طرابلس.

- تدابير أمنية استثنائية للجيش في عيد الأضحى المبارك.

- توقيف مكافحة الشغب، السجناء القائمين بأعمال شغب في قسم المحكومين في سجن رومية بعد إصابة إثني عشر شخصا.

- إصطياد نسر فوق كسروان يحمل جهاز تجسس لإسرائيل.

 

وفي شأن آخر تلقى الرئيس بري اتصالا من وزير الخارجية التركي حول قضية مخطوفي أعزاز الذين دعوا الى توفير تواصل الطيارين(2) التركيين المخطوفين مع اهلهما في العيد.

 

وفي السياسة برز:

- لقاء الرئيس السنيورة بالسفير الإيراني.

- وتأكيد فيلتمان أن التواصل مع السعودية وثيق.

 

أما في الخارج فبرز إعلان كيري أن الاسد فقد شرعيته، داعيا الى حكومة انتقالية في سوريا ومشيرا الى ان الابراهيمي قصد الشرق الاوسط للترتيب لمؤتمر جنيف إثنين.

 

البداية من وداع عملاق الفن اللبناني. اللبنانيون ودعوا الوديع الصافي. ورئيس الجمهورية منحه وساما رفيعا، والبطريرك الماروني رثاه.

 

================================

 

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

 

غدا أول ايام عيد الاضحى المبارك، اعاده الله على اللبنانيين جميعا باليمن والبركة، والاستقرار الامني والاجتماعي الاقتصادي الذي ينشدون.

 

وعشية العيد، برز تطور امني منذ بعض الوقت، تمثل بالاشتباه بسيارة مفخخة في منطقة المعمورة المريجة، في الضاحية الجنوبية. وبعد الكشف عليها من قبل خبراء المتفجرات تبين انها مفخخة، ويعمل الخبير العسكري على تفكيكها.

 

اذا، يحل العيد غدا، واللبنانيون بلا حكومة بفعل الشروط التعجيزية التعطيلية لحزب الله.

 

غدا أول ايام عيد الاضحى، وسط مواصلة حزب الله قتاله الى جانب كتائب بشار الاسد في حربه ضد الشعب السوري.

 

غدا أول ايام العيد الذي يحل، ليس بأفضل حال، مع الانعكاسات السلبية والارتدادات الاقتصادية السيئة للأزمة السياسية.

 

غدا يعيد اللبنانيون بعدما ودعوا اليوم عملاقا من عمالقة فنهم، صاحب الصوت الصافي، وديع الصافي.

 

غدا قد تكون العيدية لاهل طرابلس، من خلال توقيف افراد الشبكة الارهابية جميعا، التي أثبتت التحقيقات ضلوعهم بالتفجيرين الارهابيين اللذين استهدفا المدينة قبل نحو شهرين.

 

=================================

 

 

* مقدمة نشرة أخبار الـ "أن. بي. أن"

 

حجاج بيت الله يؤدون الركن الأعظم للحج يبيتون الليلة في مزدلفة قبل التوجه صباح غد الى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى وذبح الأضاحي في يوم العيد. مشهد معبر لضيوف الرحمن على أرض عرفة التي اكتست بالبياض في إنسياب وصوت واحد يردد لبيك اللهم لبيك. أجواء الأضحى غيّبت التفاصيل السياسية الداخلية باستثناء تصريح لوزير الطاقة والمياه جبران باسيل حول ملف التنقيب عن النفط والغاز، استوجب ردا واضحا من الوزير علي حسن خليل الذي قال إن من يدعي الحرص على المصلحة الوطنية لا يؤجل فتح البلوكات الحدودية مع اسرائيل. خليل قال نعم نريد النفط في كل لبنان ولكل لبنان، لكن ليس بشرط البدء من حدائق المنازل. وعلى الرد رد باسيل واعدا بعقد لقاء صحافي الجمعة للحديث عن الحدود والبلوكات بالأدلة والوثائق.

 

أما أمنيا فكانت طرابلس تترقب مسار الادعاءات والتحقيقات حول التفجيرين في ظل هجمة سياسية إعلامية على جبل محسن. لكن مسؤول الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد احتكم بالكامل الى القضاء، واقترح معادلة حل فرع المعلومات إذا تبين أنه متورط في قضية التفجيرين مقابل حل الحزب العربي إذا ما أظهر القضاء تورطه. وعلى الأرض بدا الجيش حازما لمنع أي إخلال بالأمن في الشمال، ومن هنا ساد الهدوء والترقب.

 

وخارجيا بقيت سوريا تسير على وقع إنجازات الجيش في ريفي دمشق وحلب، لكن الرد كان بالتفجيرات التي ضربت الليلة الماضية وسط العاصمة في استهداف مبنى هيئة الاذاعة والتلفزيون، ما يدل على بشاعة الجرائم التي يرتكبها المسلحون. "ان بي ان" استنكرت بشدة هذا العمل الارهابي الجبان الذي يشكل انتهاكا صارخا للعهود والمواثيق الدولية التي تلتزم حماية وسلامة الصحافيين والعاملين في المؤسسات الاعلامية. في أي حال لم يؤثر هذا الاستهداف على عمل الاعلام السوري، في وقت كان الرئيس بشار الأسد يرسل إشاراته ويؤكد ارتياحه لمسار التطورات حول الملف السوري والتي وصلت الى حد انضمام أفراد مما يسمى الجيش الحر للقتال الى جانب الجيش ضد "داعش".

 

===================================

 

 

* مقدمة نشرة أخبار الـ "أو. تي. في"

 

كما في غنائه وفنه، كذلك في غنائه جمع وديع الصافي اللبنانيين. وهذا هو عزاء لبنان المنقسم وللاسف عموديا وافقيا. هو ظاهرة لن تتكرر الا كل ستة الاف عام كما قال البطريرك الراعي. وهو سيبقى علما يختصر الوطن، اقترن اسمه بجبال لبنان التي لم يقارعها سوى صوته الذي جسد شموخها وعنفوانها. وبعد اثنين وتسعين عاما لم تعد قطعة السما التي احب، تتسع له فعاد الى رحابها لتصدح بأجمل الترانيم والصلوات. هو الذي لم يجد حرجا في رفع الاذان لصلاة العصر في بيروت، عندما طلب منه بعد بغياب المؤذن لاسباب قاهرة. وديع الصافي العملاق كان سفيرا للبنان وقت المحن والشدائد كما في وقت الصفاء والزمن الجميل. وابداعه شأنه شأن ام كلثوم ومحمد عبدالوهاب وفريد الاطرش وعبدالحليم حافظ وغيرهم من اساطير الغناء العربي الحديث. حقيقة نادرا ما اجتمع عليها العرب من الخليج الى المحيط. خمسة الاف اغنية له ستبقى تهز مشاعر من يسمعها ايا كانت طائفته ومذهبه او التزامه السياسي. وللمفارقة، لبنان الذي خسر صوتك الصادح لم يعلن الحداد الرسمي، في وقت فتحت كل من تونس ومصر والمغرب مجالس عزاء، واعلنت سوريا الحداد لثلاثة ايام، ملزمة الاذاعات بأغاني وديع الصافي.

 

ولكن قبل الدخول في تفاصيل النشرة لا بد من الاشارة الى اكتشاف سيارة من نوع غراند شيروكي في المريجة تبين انها مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات.

 

==================================

 

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

 

الحج عرفة، نحو من مليوني حاج احيوا المنسك الاكبر من مناسك الحج، نحو من مليوني مسلم من مختلف الاصقاع والمذاهب جمعهم المكان الواحد واللباس الواحد والدعاء الواحد لبيك اللهم لبيك، لا فرق بين ابيض واسود وبين عربي واعجمي او بين سني وشيعي. وما تفرقه الخلافات على صعد عدة جمعه صعيد عرفة في مشهده المهيب، الامام السيد علي الخامنئي قرأ في مشهد عرفة ما يبطل ادعاء النافخين في نار الاختلافات بين السنة والشيعة. اما العصبيات الدينية والطائفية العمياء والمجموعات والتيارات المتزمتة فهي نتاج المخططات الاستكبارية والحكومات العميلة في المنطقة. مخططات ليست ببعيدة عن تلك التي تحدث الرئيس السوري عن مواجهتها في سوريا وخطط ما زالت تنكشف تباعا للتخريب والارهاب في لبنان على يد جماعات بعضها بات بعهدة الامن والقضاء وبعضها ما زال في ظلمة في مكان ما يخطط للتخريب واستهداف لبنان بأمنه وشعبه.

 

اما لبنان السياسة، ففرصة العيد لن تأتي اليه بجديد، وما ضربته قوى الرابع عشر من آذار من مواعيد ترتبط بذكرى الاستقلال لا يعدو كونه ضربا لا يمت الى الواقعين المحلي بتعقيداته والاقليمي بشروطه وتطوراته.

 

============================