التسوية تسلك طريقها في الملف الايراني

11/24/2013 1:24:12 PM

 

تمكنت إيران ودول مجموعة "5+1" من التوصّل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني يضمن لطهران حقها في تخصيب اليورانيوم. وأعلنت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، بحضور وزراء خارجية مجموعة "5+1" ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظریف، في مقر الأمم المتحدة في جنيف، عن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في مفاوضات تواصلت لـ3 أيام.

 

وتلت آشتون إعلانا مشتركا يشمل "اتفاقا على خطة عمل". ومن جانبه، قال ظريف في مؤتمر صحافي إن "الاتفاق الذی حصل فی جنیف سیدخلنا إلی مرحلة جدیدة وإن الحاقدین بلغوا بذلك طریقا مسدودا".

 

وأضاف أن "المفاوضات ستستمر حتى إزالة العقوبات نهائیا وأن إیران ستواصل تخصیب الیورانیوم بنسبة 5% وعلی هذا الأساس فلا یتم إغلاق أية محطة نوویة ولا یتم فرض أية عقوبات جدیدة علی إیران کما سیتم تخفیض العقوبات السابقة".

 

وشدد ظريف على أن "بعد الاتفاق الذي تم التوصل إلیه في جنیف بین إیران ومجموعة (5+1) ستمهد الأرضية للإفراج عن جمیع الأرصدة الإيرانية التي تم تجمیدها بشکل غیر شرعي". وأكد على أن إيران منذ البداية "شددت على حقها في برنامجها النووی السلمي وتأمل أن تلمس ظروفا جدیدة في المستقبل.. والأهم من ذلك أن البرنامج النووي الإیراني ماض نحو الأفضل وتم إنهاء الأزمة غیر الضروریة التي افتعلها الحاقدون وسعوا من خلالها لأن یؤججوا الفتنة في المنطقة". وقال ظريف إن بعض الأطراف وعلی رأسها إسرائيل "بذلوا جهودا کبیرة لإظهار صورة غیر حقیقیة عن الشعب الإيراني ولکن مساعیهم للتأثیر علی مسار المفاوضات قد أخفقت کلها".

 

وبدوره، اعتبر وزير الخارجية الأميركية، جون كيري أن "الاتفاق الشامل سيجعل العالم أكثر أمنا، وشركاؤنا في المنطقة أكثر أمنا"، وأكد على أن "هذه الخطوة الأولى لا تنص على حق إيران في التخصيب، أيا كانت التفسيرات التي تم إعطاؤها".

 

وفي أول تصريح له اشاد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بالاتفاق الذي تم التوصل اليه بشأن البرنامج النووي الايراني، ورأى أن من شأن ذلك ان يفتح آفاقا جديدة. وكتب روحاني في رسالة عبر موقع "تويتر" أن الإتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف بين ايران ومجموعة 5+1 بشأن البرنامج النووي الايراني، "سيفتح آفاقا جديدة". وأضاف أن "تصويت الشعب لصالح الإعتدال والإلتزام البناء والجهود الحثيثة لفرق المفاوضين ستفتح افاقا جديدة" لمسيرة البلاد نحو مزيد من التقدم.

 

ومن جانبه، كتب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي قاد المفاوضات مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون المفوضة من جانب مجموعة 5+1، على صفحته عبر موقع "فيسبوك" ان المفاوضات "انتهت بنجاح". واضاف: "تم الاعتراف بالتخصيب.. العقوبات بدأت مسارا تنازليا".

 

وبدوره، قال كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي، عباس عراقجي، على حسابه في موقع "تويتر" انه "تم الاعتراف ببرنامج التخصيب الايراني خلال المفاوضات مع القوى الكبرى".

 

إسرائيل، أعلنت أن الإتفاق الذي توصلت إليه الدول العظمى مع إيران حول البرنامج النووي للأخيرة، فجراً، هو اتفاق سيء ويمنح إيران كل ما أرادت تحقيقه، واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أنه بدأ الآن سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.

 

وعلّق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الاتفاق بالقول إن "هذا اتفاق سيء ويمنح إيران كل ما أرادت تحقيقه، كما منحها تخفيفا بالعقوبات والحفاظ على الأجزاء الأكثر أهمية في برنامجها النووي".

 

وأضاف أن الاتفاق "يسمح لإيران بالإستمرار في تخصيب اليورانيوم ويبقي لديها أجهزة الطرد المركزية التي تمكن من إنتاج المادة الإنشطارية لصنع سلاح نووي.. وحتى أنه لا يؤدي إلى تفكيك المفاعل النووي في أراك".

 

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان، قوله إنه "لا يوجد في هذا الاتفاق أي انجاز، وهو أكبر انتصار دبلوماسي سياسي عرفته إيران في السنوات الأخيرة ومنذ تأسيس نظام الخميني"، مشددا على أنه لا يوجد في الاتفاق أية نقطة إيجابية. وقال ليبرمان "واضح أن الاتفاق يقر بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، وعندما يعترف العالم بحقها في ذلك فإن هذا الأمر يقودنا إلى سباق تسلح نووي... وسيكون مثيرا للاهتمام سماع السعوديين ومحلليهم اليوم، وليس صدفة أنه عقد أمس لقاء قمة في دول الخليج، وهذا الأمر الأكثر إشكالية بالنسبة لنا". وأردف أن "لا السعودية ولا تركيا ولا مصر ستقف جانبا وتصفق، ونحن الآن في عصر جديد ويتعين على دولة إسرائيل أن تجري حساباتها".

 

وأضاف أن "جميع هذه الدول ستنضم إلى السباق، ولا شك في أن السعودية ومصر وتركيا ستتحدث بالمصطلحات نفسها: نووي من أجل السلام، تطوير محطات توليد نووية لأغراض سلمية فقط، لكن كل واحدة منها ستعمل بالطريقة نفسها مثل الإيرانيين". ورأى ليبرمان أن "إيران تحولت إلى دولة على عتبة صنع سلاح نووي وهناك الكثير من دول العتبة في العالم، مثل ألمانيا واليابان، لكن أحدا لا يخشاها رغم أن لديها الخبرات والتكنولوجيا، لأنه توجد في هذه الدول قيادة تتحلى بالمسؤولية وتنشد السلام". وتابع "لكننا نعرف تماما أية قيادة توجد في إيران، وهم يواصلون تنفيذ العمليات الإرهابية بهدف محاولة المس باليهود والإسرائيليين، وهم ضالعون في ما يحدث في سوريا ولبنان وغزة". وفي رده على سؤال حول ما إذا كان الاتفاق يقرب إسرائيل من عمل عسكري ضد إيران، قال ليبرمان إن "هذا يجلبنا إلى واقع جديد".

 

من جانبه، قال وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يوفال شتاينيتس، للإذاعة العامة الإسرائيلية إن "التعديلات التي تم إدخالها على الاتفاق في اللحظة الأخيرة بعيدة عن أن تكون مرضية لنا، والاتفاق كان وما زال اتفاقا سيئا ويصعب من التوصل إلى حل دائم مناسب". وأضاف شتاينيتس أنه "مثلما كان الاتفاق الفاشل مع كوريا الشمالية فإن الاتفاق الحالي من شأنه أن يقرب إيران من الحصول على القنبلة النووية، وإسرائيل لا يمكنها أن تشارك في الاحتفالات الدولية التي تستند إلى التضليل الإيراني والاحتيال على الذات". وشدد أنه "على الرغم ممن خيبة الأمل، فإننا سنواصل في الإصرار على مواقفنا والعمل مع أصدقائنا في الولايات المتحدة والعالم كله من أجل السعي إلى حل شامل يشمل تفكيك حقيقي للبنية التحتية النووية العسكرية الإيرانية".

 

وينص الاتفاق الذي وقعت عليه الدول العظمى وإيران في جنيف في وقت ماخر من ليل أمس على أن تجمد إيران برنامجها لمدة نصف عام وتفكك مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20% وتحديد مستوى التخصيب بنسبة 3.5%. كذلك يقضي الاتفاق بتحديد حجم النشاط في عدة منشآت نووية إيرانية وبينها المنشأة في أراك، وأن تشرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تطبيق الاتفاق. وفي مقابل ذلك، سيتم تخفيف العقوبات الإقتصادية المفروضة على إيران.

 

الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أكد أن الاتفاق الذي توصّلت إليه مجموعة "5+1" مع إيران بشأن برنامجها النووي، هو "أكثر تقدّم ملموس" يحرز مع طهران حتى الآن، لكنه حذّرها من عدم الإلتزام بمبادئ الإتفاق الصارمة.

 

وقال أوباما في البيت الأبيض، إن "الولايات المتحدة اتخذت اليوم مع حلفائها وشركائها الوثيقين، خطوة مهمة باتجاه حل شامل يعالج هواجسنا من البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مضيفاً أنه منذ توليه منصبه أظهر عزماً على منع إيران من الحصول على سلاح نووي وشدد على أفضلية حل هذه القضية سلمياً "ومد يد الدبلوماسية". وأضاف أن إيران في المقابل لم تبدِ لسنوات الاستعداد لتحقيق التزاماتها أمام المجتمع الدولي، وبالتالي عملت الولايات المتحدة ومجلس الأمن على فرض عقوبات غير مسبوقة على الحكومة الإيرانية كان لها "تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني". واعتبر أوباما أن انتخاب رئيس إيراني جديد هذا العام فتح الباب أمام الدبلوماسية بين واشنطن وطهران. وقال "لقد فتحت الدبلوماسية اليوم الباب أمام مسار جديد نحو عالم أكثر أمناً، ومستقبل يمكننا خلاله التحقق من أن برنامج إيران النووي سلمي، ولا يمكن أن يبني سلاحاً نووياً". وأضاف أن "الإعلان هو الخطوة الأولى، ويحقق اتفاقاً كبيراً"، "فلأول مرة منذ قرابة عقد، نوقف تقدم البرنامج النووي الإيراني، وأجزاء أساسية من البرنامج سيتم التراجع عنها.. لقد التزمت إيران بوقف تخصيب اليورانيوم لبعض المستويات وإبطال مفعول جزء من مخزونها". وقال أوباما إن إيران لا يمكنها بعد استخدام أجهزة الطرد المركزي من الجيل التالي، التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم، ولا يمكنها تثبيت أو إطلاق أجهزة طرد مركزية جديدة، وسيكون انتاجها من هذه محدوداً. وأضاف أن إيران ستوقف العمل بمفاعلها الخاص بإنتاج البلاتينيوم، و"ستجري عمليات تفتيش جديدة مكثفة لمنشآت إيران النووية، وسيسمح للمجتمع الدولي التحقق ما إذا كانت إيران تحافظ على التزاماتها". واعتبر أن هذه "قيود كبيرة ستساعد على منع إيران من بناء سلاح نووي.. لقد قطعت ببساطة مسارات إيران على الأرجح باتجاه تصنيع قنبلة". وأشار الى أن هذه الخطوة "ستمنح الوقت على مدى الـ 6 أشهر المقبلة لمزيد من المفاوضات لمعالجة هواجسنا تماماً بشأن البرنامج الإيراني.. وبسبب هذا الاتفاق لا يمكن لإيران استخدام المفاوضات كغطاء للتقدّم في برنامجها".

 

وبالنسبة للعقوبات، قال أوباما إن "الولايات المتحدة بجانبها وأصدقاءها وحلفاءها اتفقت على إعفاءات متواضعة لإيران، مع مواصلة تطبيق أشد عقوباتنا"، وأضاف "سنمتنع عن فرض عقوبات جديدة، وسنسمح للحكومة الإيرانية بالحصول على جزء من العائدات التي حرمت منها بفعل العقوبات، غير أن البنية الأوسع للعقوبات ستبقى كما هي وسوف نستمر في تنفيذها بقوة". وحذّر من أنه في حال عدم تطبيق إيران التام بالتزاماتها خلال الأشهر الـ 6 المقبلة، "سنتراجع عن إعفائنا ونزيد الضغط".

 

وقال أوباما "سنعمل خلال الأشهر الـ 6 المقبلة على التفاوض على حل شامل.. لقد توصلنا بهذه المفاوضات إلى فهم أساسي بأنه ينبغي أن تحصل إيران، كما أي بلد آخر، على طاقة نووية سلمية.. لكن بسبب سجلّها من خرق الالتزامات، فإن على إيران القبول بقيود صارمة على برنامجها النووي تجعل من المستحيل لها تطوير سلاح نووي".

 

وأكد على بقاء الولايات المتحدة على التزاماتها الثابتة تجاه حلفائها وأصدقائها و"خصوصاً إسرائيل وشركائنا في الخليج، الذين لديهم سبب وجيه للشك بنوايا إيران"، مضيفاً أن "عبر الدبلوماسية القوية والمبدئية، ستقوم الولايات المتحدة بدورها في التوصل إلى عالم فيه المزيد من السلام والأمن والتعاون بين الدول".

 

وكانت إيران تمكنت ودول مجموعة "5+1" من التوصّل فجر اليوم في ختام مفاوضات في جنيف إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني يضمن لطهران حقها في تخصيب اليورانيوم.

All rights reserved. Copyrights © 2025 mtv.com.lb
  • أسرارهم أسرارهن
  • أخبار النجوم
  • سياسة
  • ناس
  • إقتصاد
  • فن
  • منوعات
  • رياضة
  • مطبخ
  • تكنولوجيا
  • جمال
  • مجتمع
  • محليات
  • إقليمي ودولي
  • من الصحافة
  • صحة
  • متفرقات
  • ABOUT_MTV
  • PRODUCTION
  • ADVERTISE
  • CAREERS
  • CONTACT