ما خلفيات ما جرى في جامع الخاشقجي؟
12/29/2013 10:49:55 PM
لم تكن حادثة جامع الخاشقجي الا الحلقة الاخيرة في مسلسل طويل من الخلاف الشرس بين تيار المستقبل والمجلس الشرعي الاسلامي من جهة، والمفتي محمد رشيد قباني ومن ومعه من جهة أخرى.
مسلسل الخلاف بدأ اساسا على خلفية دعم مفتي الجمهورية ازاحة الممثل الاول للطائفة السنية، الرئيس سعد الحريري من سدة رئاسة الحكومة في بداية عام 2011 والاتيان بالرئيس نجيب ميقاتي خلفا له.
يومها طلب تيار المستقبل من قباني رفع الغطاء الديني عن ميقاتي، وهو ما رفضه المفتي، كما دان قباني محاولة اقتحام السرايا الحكومية أثناء تشييع اللواء وسام الحسن، في وقت عزز علاقته بحزب الله واطلق اكثر من موقف برر للحزب افعاله وسياساته في الملفين المحلي والاقليمي، كما استقبل السفير السوري علي عبد الكريم علي في اكثر من مناسبة.
الا ان الخلاف السياسي مع تيار المستقبل، سرعان ما انفجر خلافا مع كل فاعليات الطائفة السنية بما في ذلك الرئيس ميقاتي نفسه. ففاحت رائحة الفساد من دار الفتوى على خلفية ما تسرب عن صفقات عقارية مشبوهة تقدر قيمتها بالملايين اجراها نجل المفتي، ما تسبب بإفلاس عدد كبير من مؤسسات الدار.
وعند هذه النقطة، سارع المفتي قباني الى استباق الامور فعمل منذ سنتين حتى الآن على الاتيان بمجلس شرعي يجاهر بالعداء لتيار المستقبل ورؤساء الحكومات السابقين الذين توحدوا على مطلب ازاحة قباني من منصبه، فاجرى التعديلات اللازمة على لوائح شطب ناخبي المجلس بما يضمن استمراره في منصبه الى ما لا نهاية، كما عين مفتين بالتكليف في بعض المناطق خلافا للقانون ما خلق مشاكل على الارض كان آخرها في صيدا.