النهار: القوى الامنية تنتظر إذناً لـ"تنظيف" سجن رومية بعد استعمال اسمي الحص ومنصور للابتزاز

3/5/2014 5:09:04 AM


- انا سليم الحص مدير مكتب وزير الخارجية عدنان منصور، الله معك استاذ، لدينا مشكلة في بيروت نريد مساعدة مادية من حضرتك. في اختصار، ثمة طفل في حاجة الى جراحة طارئة في احد المستشفيات، وهو بين الحياة والموت.

- كم تريدون دولة الرئيس؟ أنا جاهز لمثل هذه الخدمة. فكيف اذا كان الامر يتعلق بحياة طفل؟
- نريد 10 آلاف أورو.
- حاضر. كيف تريدون ايصال المبلغ؟ اعطوني رقم حساب في بيروت لأحوّله.
- لا تتعب نفسك. يمكن تسلمّه في بيروت في احد المجمعات التجارية عبر احد الاشخاص المقربين منك.
هذه المكالمة انتهت باقدام رجل الاعمال اللبناني الذي يعيش في الولايات المتحدة الاميركية على ارسال المبلغ وتسليمه الى احد الشبان من دون اي ضجة.
الرواية ليست من نسج الخيال، لأن رجل الاعمال اقدم على دفع المبلغ "المساعدة" من دون اي سؤال، كرمى لعيون الرئيس الحص والوزير السابق منصور.
لم تنته القصة الا بعد ابلاغ رجل الاعمال ما حصل معه الى احد السفراء في الخارج، الذي أعلم بدوره منصور بتفاصيل ما حدث قبل ايام من تأليف حكومة الرئيس تمام سلام.
على الفور، اتصل منصور بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم واخبره بالقصة، ليتبين في ما بعد ان هذه العصابة اتصلت من بيروت برجل الاعمال عبر رقمين لبنانيين، والمفاجأة ان مصدرهما سجن رومية.
ما أقدمت عليه هذه العصابة بلغت اصداؤه مسامع الرؤساء وكبار القيادات الامنية في البلد، فعادت مجددا الى السجن حيث الفوضى المستشرية، وحيث ثمة اجنحة لا يسمح للعناصر الامنية بدخولها. حتى ان ثمة مجموعة من السجناء الاسلاميين تدقق في اسم اي سجين جديد وتحدد له المكان الذي ينزل فيه.
وجرى ايضا استعمال اسم منصور لدى احد الامراء في دولة الامارات العربية المتحدة طلبا للمال. وانفضح الامر بعد الاتصال بوزارة الخارجية.
والمفارقة ان المسؤولين في البلد يتناقلون اخبار هذه "الامبراطورية" في رومية وكيف ان اعدادا لا بأس بها من السجناء ومن كل الطوائف، تواصل مشاريعها وفرض الخوات، فضلا عن الذين يحركّون عناصر ارهابية على الارض تقوم بعمليات استطلاع وتفجير وتهديد للجيش والقوى الامنية في قلب السجن. اما عمليات الفرار فلها حديث آخر.
قبل ايام استقبل احد المراجع مسؤولا امنيا برتبة عالية واخبره عن "كبار القوم" في سجن رومية، وكيف يسرحون ويمرحون في اجنحتهم ويشرفون على اعمالهم الامنية ذات الطابع الارهابي والتجاري، وكأنهم خارج القضبان. وهم على اتصال بجماعات ارهابية في سوريا وبلدان اخرى تنشط فيها جماعات مطلوبة للعدالة والانتربول.
وبعد الشرح الذي قدمه المسؤول الامني ابلغ المرجع ان شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي على اتم الاستعداد لدخول "الاجنحة المتمردة" في السجن وتفتيش اغراض الموقوفين وسحب الاجهزة الخليوية منهم وعزلهم عن العالم الخارجي. وهي تنتظر الاذن للقيام بهذه العملية، "لأن الوضع لم يعد يطاق".
وابلغه المرجع بحسب معلومات لـ"النهار" انه لا ينبغي السكوت عن هذه الفضيحة وان من اولى اولويات الحكومة القضاء على هذه الظاهرة في السجن، اذ لا مثيل لها حتى في بلدان العالم الثالث.
وفي معلومات لـ"النهار" ان هذا المرجع وعد بعدم السكوت عن الفضيحة في رومية، لأن استمرارها يشكل وصمة عار في حق الجميع، سواء 8 او 14 آذار.
وأبلغه ايضا انه اذا علمت مخابرات الجيش بشخص ما ينتمي الى "القاعدة" او الى جماعة ارهابية اخرى تقدم على مطاردته، "لكن ما العمل مع هؤلاء الموجودين في سجن رومية الممنوع على الجيش والاجهزة الامنية وقف اعمالهم التخريبية؟".
ويقول هذا المرجع: "لن أسكت بعد الآن عن التمادي والفوضى في سجن رومية وانتظروني".

All rights reserved. Copyrights © 2025 mtv.com.lb
  • أسرارهم أسرارهن
  • أخبار النجوم
  • سياسة
  • ناس
  • إقتصاد
  • فن
  • منوعات
  • رياضة
  • مطبخ
  • تكنولوجيا
  • جمال
  • مجتمع
  • محليات
  • إقليمي ودولي
  • من الصحافة
  • صحة
  • متفرقات
  • ABOUT_MTV
  • PRODUCTION
  • ADVERTISE
  • CAREERS
  • CONTACT