Steve Jobs غير وجه العالم ورحل بصمت
سندريلا الشدياق سلهب
01/01/0001
"Oh one more Thing …" بهذه العبارة كان "ستيف جوبز" يعلن عن منتج مفاجئة وبهذه العبارة اليوم 6 تشرين الأول 2011 ودع العالم من أعاد إلى "التفاحة المقضومة" مجدها ومن أعاد أيضا إلى هذه التفاحة سحرها وأهميتها ومعناها.
جوبز أدهش الملايين خلال سنوات عمله حين مكّن كل شخص من "لمس العالم", فهو الذي وضع العالم بأسره في هاتف ذكي وهو أيضا من أخرج أجهزة الكمبيوتر عن نمطها المعتاد وطرح سلسلة "آبل" التي تنوعت وتحسنت وبقيت في اطارها الذي يعرفه الجمهور.
رحل ستيف جوبز عن 56 عاما تاركاً خلفه إرثاً غيّر ملامح عالم التكنولوجيا وغير معه عالم الأخبار ولامس جوانب الحياة اليومية لكل إنسان.
"لقد كنت أقول دائما انه إذا جاء يوم لا استطيع فيه القيام بواجبي وما هو منتظر مني كمدير آبل فاني سأكون أول من يعلن ذلك... للأسف إن هذا اليوم قد حان. وأنا أقدم استقالتي من منصب مدير عام آبل"
هكذا قدم جوبز استقالته من "أبل" في 24 آب 2011 ربما كان يعلم أنه آن الأوان لكي يرتاح ولكي يعطي نفسه بعضا من الوقت وربما أيضا حرصا منه على شركة "آبل".
فقد تمكن هذا الرجل الذي يتمتع بشخصية كاريزماتية ، من خلال نظرته المستقبلية التي لا تضاهى، إلى تحقيق ثورة في عالم تقنية المعلومات والتقنيات الحديثة.
فمع جهاز "الآي بود" مشغل الملفات المتعددة الوسائط ، أنقذ الشركة من الإفلاس ومن ثم أحدث ثورة في عالم الهواتف المحمولة مع جهاز "الآي فون" ومع الكمبيوتر اللوحي" الآي باد" ، قلب ستيف جوبز مفهوم عالم أجهزة الكمبيوتر والتواصل والحوسبة السحابية.
فمع مجموعة هذه التقنيات ، قدم ستيف جوبز نموذجا اقتصاديا جديدا و فلسفة جديدة للبشري المستهلك وعمل على خلق مستخدم الانترنت "المستهلك" للمحتوى المدفوع.
فهذا النجاح التقني والاقتصادي عبقرية ستيف جوبز في الابتكار والتصميم ، جعل من شركة "آبل" أغلى شركة في العالم إذ تبلغ القيمة السوقية للشركة 346 مليار دولار. غير أن أسهم الشركة خسرت 7 بالمائة من قيمتها مع إعلان إستقالة ستيف جوبز وفي آسيا ارتفعت أسعار أسهم الشركات المنافسة لشركة آبل.
وكان الرئيس باراك اوباما اعلن في بيان ان "ستيف كان واحدا من اكبر المبتكرين الاميركيين، كان يملك من الشجاعة من يكفي ليفكر بطريقة مختلفة، ومن الجرأة ما يكفي ليؤمن ان بوسعه تغيير العالم، ومن الموهبة ما يكفي لتحقيق ذلك"، معربا عن "حزنه" لنبا وفاته.
من جهته اعلن رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ ان "اميركا خسرت نابغة سوف يبقى في ذاكرتنا مثل اديسون واينشتاين، نابغة ستحدد افكاره شكل العالم لعدة اجيال".
وقال المدير العام الحالي للمجموعة تيم كوك في رسالة الكترونية وجهها الى موظفي آبل ونشر نصها ان "آبل فقدت رجلا رؤيويا ومبدعا عبقريا، والعالم فقد انسانا عظيما".
واعرب بيل غايتس مؤسس مايكروسوفت عن "عميق حزنه" معتبرا ان تاثير ستيف جوبز على العالم سيستمر "لعدة اجيال" فيما اعلن رئيس مجموعة والت ديزني العملاقة روبرت ايغر ان "العالم خسر شخصا فريدا نادرا".
وكان ستيف جوبز اسس شركة آبل مع ستيف فوزنياك. وقد استقال في 1985 اثر خلاف داخلي على السلطة، وتداعت المجموعة الى ان عاد الى قيادتها في 1997.
اليوم فقد العالم أحد أكبر وأعظم وأهم رجالاته فقد رجل التكنولوجيا وصلة وصل العالم, فهل سنسمع مجددا عبارة "Oh one more Thing …" وما هو مصير "آبل" الذي أسسها جوبز في مرآب للسيارات في 1976؟ أسئلة كثيرة تطرح ربما يكون جوابها في ابتكار جديد لـ"أبل" يُهدى لهذا الرجل العظيم.