لم يعلم أصدقاء إيليا خوري، بعد تسلّقه ورفيقه كريم القرنة السوداء وهي أعلى قمة في الشرق الأوسط، أنّه سيصبح رياضياً يهوى احتراف تسلّق الجبال والقمم الشاهقة.
ولم يعلم أهله سابقاً، أنّه سيحمل يوماً العلم اللبناني فوق أعلى قمم أوروبا، لتولد في داخلهم ثقة كبيرة بأنّه سيصبح "رسولاً" رياضياً للبنان.

يؤكّد خوري لموقع الـ mtv أنّ لبنان دولة غنيّة ومميّزة جداً في رياضات الـ extreme وخصوصاً رياضة تسلّق الجبال أي الـ mountaineering. ولذلك استغلّ وجود الجبال الصعبة التسلّق "تقنياً" في لبنان، كجبال الأرز وصنين والمزار، ليمرّن جسده وأنفاسه على تسلّق جبال أعلى. وأصبح الجبل الروسي الأعلى في أوروبا... نصب عينيه.

اختار إيليا، البالغ من العمر 21 سنة، جبل Elbrus الروسي الذي يرتفع 5642 متراً عن سطح البحر، لأنّه الأعلى في أوروبا اذ يستقطب جميع محبّي تسلّق أعلى القمم العالمية.
كان الأصغر في المجموعة واللبناني الوحيد فيها، علماً أنّ لبنانيّين عدّة تسلّقوا القمة من قبل. لم يكن مشوار القمّة صعباً بالنسبة إليه، اذ فوجئ بقدرة أنفاسه على تحمّل الضغط الجوي المنخفض ونقص الأوكسجين، الأمر الذي أراحه وخلق لديه شغفاً أكبر للمضيّ قدماً في احتراف هذه الرياضة.
تعرّف على هولنديّين وروس ودانماركيّين وروى لهم أخبار لبنانه الجميل والمميّز ما أدّى بإحداهم للالتقاط العلم اللبناني الى جانبه على رأس القمة.

تقدّم Santiveri دعماً مقبولاً لإيليا يسدّد به بعض متطلبات سفراته ونشاطاته الرياضية. ويطمح الأخير أن يكون لوزارة الشباب والرياضة اهتماماً برياضته والتفاتةً لشغفه بنقل أجمل صورة عن وطنه.
وبعد نجاحه في تسلّق قمة أوروبا الأعلى، يتطلّع إيليا، بفضل انتقاله لإكمال تخصّصه في أوستراليا، الى قمم نيوزيلندا ليكون من أوائل اللبنانيّين لتسلّقها.

نذكر أنّ إيليا يمارس رياضة تسلّق الصخور التي بدأت تنتشر أكثر فأكثر مع تشجيع بعض منظّمات الـ NGO، ورياضة اكتشاف الكهوف التي باتت إحدى أهم الرياضات اللبنانيّة بعد تعاون الجمعيّات اللبنانيّة المختصّة مع جمعيّات عالميّة.

لن يكون إيليا قاهر قمم فحسب، بل سيكتب حتماً اسمه الى جانب الأبطال الرياضيّين اللبنانيّين الذين يفتخرون بوطنهم ويسعون لرفع علمه فوق أعلى القمم.