اسم بعد آخر للداخلية والحكومة "مكانك راوح"
روزانا بومنصف
01/01/0001
أثارت زيارة السفير السوري علي عبد الكريم علي للعماد ميشال عون بعد انكفاء نتيجة اندفاع السفير في مطالبة السلطات اللبنانية باجراءات قضائية ضد نواب لبنانيين اتهمتهم وسائل اعلام سورية بالتورّط في احداث سوريا ، تساؤلات اذا كان للزيارة اي صلة بدخول سوري على الخط من اجل تليين مواقف زعيم "التيار الوطني الحر" في موضوع الحكومة العتيدة. اذ انه في حمأة التأكيدات ان سوريا تلح فعلا على حلفائها للاسراع في تأليف الحكومة، سعى البعض الى استكشاف ما اذا كانت دمشق اضطرت الى الدخول مباشرة مع افرقاء 8 اذار من اجل اخراج موضوع تأليف الحكومة من عنق الزجاجة. ذلك ان "حزب الله" لم يندفع وفق توقعات الاوساط القريبة من رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي من اجل اقناع حليفه عون بتخفيف شروطه مما ترك استياء ضمنيا في العلاقات بين ميقاتي والحزب وسط تساؤلات ايضا عما اذا كان الحزب يريد تأليف حكومة ام لا.
اضف الى ذلك ان الاسبوع الاول، بعد المئة يوم الاولى على تكليف الرئيس ميقاتي تأليف الحكومة، حفل بعلاقات اتسمت غالبا بالانزعاج اكثر منها بالهدوء والتوافق بين ميقاتي وكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري نتيجة اعلان كل منهما مواقف بعد اللقاءات التي عقدت على مستوى ثنائي بين سليمان وميقاتي وبين الاخير وبري لا تتناسب وما بحث فيه خلال هذه اللقاءات. وبحسب المعطيات التي راجت في اليومين الاخيرين تردد ان ميقاتي كان على وشك ان يعلن التركيبة الحكومية يوم الخميس الماضي بعدما عيل صبره، وانه عرض تشكيلة كاملة على الرئيس سليمان على عكس ما اشيع عن عدم عرضه اي تشكيلة على رئيس الجمهورية حتى الآن في حين ان رئيس مجلس النواب طلب من رئيس الوزراء المكلف مهلة اضافية من اجل محاولة جديدة مع العماد عون قبل ان يعلن ميقاتي تشكيلته الحكومية ولم يرفض حكومة الامر الواقع التي قيل ان الرئيس المكلف يفكر في اعلانها. وتخشى مصادر سياسية في الاكثرية الجديدة ان تكون التطورات في الاسبوع المنصرم أكدت عمق مأزق الحكومة اكثر مما ساهمت في حله. اذ ان زيارة السفير السوري للعماد عون تتصل على الأرجح بما قاله رئيس "التيار الوطني الحر" في حديث صحافي ادلى به الاسبوع الماضي ودافع فيه بقوة عن النظام السوري في ضوء ما يواجهه متبنيا على نحو كلي وجهة نظر النظام من هذه التطورات كما دافع بالقوة نفسها عن "حزب الله". الامر الذي قد يصعب مهمة الرئيس المكلف لجهة الحرص السوري على العماد عون اكثر من اي وقت مضى شأنه شأن حرص الحزب الذي امتنع في الاسابيع الاخيرة عن التوسط لدى رئيس "التيار الوطني الحر" من اجل تليين مطالبه في موضوع الحكومة بذريعة عدم الرغبة في التسبب له بأي توتر يؤثر على صحته وخصوصا بعد الوعكة الصحية التي تعرض لها قبل اسابيع. وتفيد هذه المصادر ان الرئيس ميقاتي اقترح الرئيس السابق لمجلس القضاء الاعلى غالب غانم لوزارة الداخلية لكن العماد عون رفض ذلك بذريعة انه ليس الشخص الملائم لهذا المنصب الذي كان اقترح له النائب سليم عون. وهذا الاقتراح يلي ذلك الذي اقترحه قائد الجيش العماد جان قهوجي اي العميد بول مطر علما ان وساطة قائد الجيش تسببت بانزعاج رئيس الجمهورية ميشال سليمان لرفضه ان تطبخ الامور من وراء ظهره وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة ايضا، وتطلّب الامر انعقاد لقاءات ثنائية بين سليمان وكل من ميقاتي وقهوجي من اجل توضيح الامور وتصفيتها. وتعرب هذه المصادر عن خشيتها من ان يكون الرئيس ميقاتي قد فوت اقتناص تأليف الحكومة العتيدة في الوقت المناسب وبات اكثر تحت رحمة فريق 8 اذار ومطالبه. اذ انه في انتظار ايجاد اسم جديد يتولى وزارة الداخلية يلقى قبول الاطراف المعنيين، فان المشكلة لا تزال قائمة حول الاسم المفترض للمعارضة السنية السابقة في ظل عدم الاتفاق على اسم نجل الرئيس عمر كرامي مما يجعل احتمال ان تبصر الحكومة النور في الايام المقبلة صعبا جدا وهو تاليا لم يكن متوافرا او ممكنا في خلال الاسبوع المنصرم على رغم نية الرئيس ميقاتي في المضي قدما في تقديم تشكيلة حكومية جاهزة لديه ويمكن ان تكون مقبولة في رأيه. في حين ان المشكلة لا تزال تكمن ايضا في عدم تقديم الافرقاء في الاكثرية الجديدة اي اسماء للرئيس ميقاتي ولو ان اسماء البعض معروفة وان موقف الرئيس بري في هذا الاطار كان واضحا لجهة عدم امكان "حماية او تغطية " الرئيس المكلف في حال اعلن التشكيلة الحكومية من دون رضى الافرقاء المشاركين فيها واختيارهم وزراءهم. اذ ان النتيجة الفورية ستكون استقالة اكثر من ثلث الوزراء بما يحول الرئيس ميقاتي الى رئيس حكومة تصريف اعمال بدلا من حكومة الرئيس سعد الحريري مع مشكلتين اضافيتين احداهما عدم امكان اقناع بعض افرقاء الاكثرية الجديدة بترشيح ميقاتي من جديد والذهاب الى خيارات اخرى واضطراره في الوقت الضائع الى مواجهة المشاكل الكبيرة حتى اشعار اخر. وفي حمأة هذه الالتباسات تعتقد هذه المصادر ان الرئيس الحريري يبدو في موقع الرابح ما دام وجد الرئيس ميقاتي نفسه وحتى قبل تأليف الحكومة وسط ضغوط قوى 8 اذار ومطالبهم التي تصعب عليه تأليف الحكومة مما يعطي الحريري صدقية كبيرة في ما واجهه من تحديات، ولن يكون الوضع أسهل بعد تأليف الحكومة.