في منازلهم... أسرار لا يعرفها أحد
شربل رحمة
5/6/2016 10:26:30 AM
يهتف محبّوهم بالآلاف بأسمائهم، ويردّدون حتى الفجر أغنياتهم عن ظهر قلب. وعندما يعتلون مسارحهم، ترى عاشقيهم يقعون في حالة من الجنون التي تتمثّل بالتصفيق الشديد والهتاف المتعالي... أمّا هم، ومن على عرش المجد الفنّي الذي يجلسون عليه، فينحنون أمام المعجبين ويعودون الى منازلهم حيث لا تصفيق ولا هتاف ولا أضواء مشعشعة.
كثيرون هم الذين يعتقدون أنّ الفنان إنسان له في الحياة ما قد حرم منه آخرون، المال والشهرة ومحبة الملايين، وهذا ما يعطيه مفاتيح مجانية لأبواب السعادة والفرح. ويرى آخرون أنّ ما من شيء ينقص الفنان، ثياب جميلة، عطورات، سيارات وسفرات، فيصفونه بالفنان "المرتاح" و "الما على بالو بال"... ولكن؟
لا يمكن للجمهور أن يعرف ما يجول في داخل الفنان من مشاعر وأحاسيس، إلّا عندما يتابعه في مقابلاته الإعلامية البعيدة عن "رهجة" المسرح والمهرجانات الدولية. فهناك، يقع الفنان في مصيدة الإعلامي الذي يحاول بأسئلته "المحنّكة" أن يأخذ من الفنان ما لم يعطه على أيّ مسرح من قبل. وفي هذه الأثناء، يستسلم كثير من الفنانين، وخصوصاً النساء منهم، الى الوقوف وجهاً لوجه مع ذاتهم الحقيقية... فتظهر بذلك معالمٌ لم نرها على وجوههم من قبل.
منهم من يفضّل عدم الكلام ويحوّر أنظاره الى جهات مختلفة هرباً من التصادم مع الكاميرا، ومنهم من يضع حدوداً واضحة في كلامه فيتّضح أنّه يخبّئ أمراً يحزنه أو يزعجه، متمنّياً عدم الإفصاح عنه.
وفي أغلب الأحيان، نراهم يفقدون السيطة التامة على أقوالهم ومشاهرهم، فينهالون في البكاء على الهواء بسبب صورة قديمة، ذكرى جميلة، صديق عزيز، حبيب غائب، والدَين متوفيين، وحدة قاسية، وغيرها من الحالات التي يعيشونها في منازلهم بمفردهم بعيداً عن صخب الشهرة وبريقها.
ونختم بقول لفنانة اعتلت أهمّ المسارح وحقٌّقت نجاحات واسعة، لنشير الى أنّها، كما الكثير من زملائها في الفنّ، تخفي دموعاً خفية في ظلمة غرفتها حتى لا تراها سوى المرآة ولا تشعر بها إلّا الوجنتين... نجوى كرم "الحزن إلنا والفرحة للناس"...