في لبنان: نفط وغاز ومترو... وأكثر
سينتيا سركيس
5/14/2016 6:43:05 AM
العابرون على أرضنا في ايار 2016، سيخيّل إليهم أن الجنة ستفتح لها فرعا آخر في هذه البقعة بالتحديد من الأرض، "عنّا في لبنان".
تشجير ومهرجانات، نفط وغاز، كهرباء 24/24، إنماء واوتوسترادات، كلها وعود تتسابق وتتبارز في موسم الانتخابات الرنان. حتى اننا، صدّقوا أو لا تصدّقوا، وُعدنا بمترو ينهي زحمة السير اليومية على طرقاتنا.
اليوم، سأكون المواطنة. تلك التي تحلم بأن تتحوّل الوعود إلى مشاريع، تلك التي تحلم بلبنان الآخر. أحلم بألا أقضي ساعات في السيارة حتى اصل إلى مكان عملي يوميا، أحلم بأن يصبح المترو حقيقة، وان يتحوّل بلدنا إلى منتج للطاقة وللغاز. فلا نعيش تحت سيطرة المولّد متى اردنا أن نغسل قميصا أو نستعمل الـ"microwave".
اليوم، سأكون المواطنة. تلك التي تحلم بأن تتحوّل الوعود إلى مشاريع، تلك التي تحلم بلبنان الآخر. أحلم بألا أقضي ساعات في السيارة حتى اصل إلى مكان عملي يوميا، أحلم بأن يصبح المترو حقيقة، وان يتحوّل بلدنا إلى منتج للطاقة وللغاز. فلا نعيش تحت سيطرة المولّد متى اردنا أن نغسل قميصا أو نستعمل الـ"microwave".
احلم بلبنان أخضر، تلفحني نسماته العليلة من الاشجار المنتشرة على الشرفات والطرقات وأسطح المنازل، بمنتزهات مجانية تجلب المرح إلى قلوب الاطفال من دون أن يضع الاهل ميزانية للرحلة.
احلم بلبناني الجميل، حيث الشواطئ ملك لناسه وليس لأصحاب المال الوفير، فلبنان الذي يلتقي كامل ساحله مع البحر، يكاد يكون الاستلقاء على شواطئه حكرا على أثرياء القوم، أو نزهة سنوية لمتوسطي الدخل، لدرجة أن الاسمرار صيفا بات علامة "جاه وثراء"، باستثناء اولئك الذين يفترشون السطوح بداعي الـbronzage.
أحلم بمياه ساخنة في الشتاء من دون الانتظار لساعات حتى "يسخن الآزان" طبعا إذا كانت الكهرباء متوفرة. ما أريده ليس مهرجانات و"هرجا ومرجا" لا ينتهيان، إنما بعضا من اجواء الفرح والمرح التي تعيد لسكان هذه الأرض املها في حياة أفضل. تعيد لنا ما اخذوه منّا من طموح وحبّ للوطن.
أحلم بالسير بحرية، من دون الخوف من رصاصة طائشة أطلقها أحمق في عرس أو غبي في جنازة تستقرّ في رأسي.
أحلم بمسؤولين "مسؤولون"، لا يقتلوننا ويرفعون مسدساتهم علينا كي نفتح لهم طريقا على الاوتوستراد، مسؤولين "مسؤولون" يرفضون تقاضي رواتبهم في حال تخلّفوا عن القيام بواجباتهم، مسؤولين "مسؤولون" يلازمون المجلس ليل نهار حتى يصعد الدخان الابيض من قصر بعبدا ويكون لهذا البلد الصغير رئيس يدير شؤونه، بدلا من الغوص في وحول التبعية والاستزلام.
أحلم بدولة! نعم أحلم بدولة، يكون قرارها بيدها، فلا أستفيق يوما على أصوات صواريخ وقذائف لأن مجموعة ما، في ليلة ما، قرّرت أن تشنّ حربا، أو تحرّر منطقة خارج حدودنا.
أحلم بدولة! نعم أحلم بدولة، يكون قرارها بيدها، فلا أستفيق يوما على أصوات صواريخ وقذائف لأن مجموعة ما، في ليلة ما، قرّرت أن تشنّ حربا، أو تحرّر منطقة خارج حدودنا.
ما نريده ونلحم به ليس زفتا هنا، و100 دولار هناك، إنما طريقا لا توصلنا إلى "الآخرة" بجورها وتعرجاتها، طريقا لا نصادف عليها مجانين يقودون كـ"البهائم"، وكأن الطريق حفرت على شرفهم.
ما نريده هو احترام عقولنا قليلا، والتخلي عن الشعارات التي تزورنا في كل موسم انتخابات لتنخر ادمغتنا بأحلامٍ نستفيق منها مع كلّ "كفّ" من حياتنا اليومية.
ما نريده هو احترام عقولنا قليلا، والتخلي عن الشعارات التي تزورنا في كل موسم انتخابات لتنخر ادمغتنا بأحلامٍ نستفيق منها مع كلّ "كفّ" من حياتنا اليومية.
ما أريده، ونريده، ليست أحلاما بل هي واجب عليهم، هي حقّ لنا. فلينزعوا صورهم وشعاراتهم ويبذّروا أموالهم الكثيرة على العمل، فالكلام سينتهي، مع نهاية أيار، "بالزبالة".