أغمضت عينيّ... فسرقتني

شربل رحمة

5/16/2016 9:52:49 AM

تراني أتقدّم في السنّ وتتقدّم معي الحياة وتزيد من مطالبها واضعةً على كتفيّ مسؤوليات لم يخطر لي يوماً أنّني سأفكّر حتّى للحظة فيها... فأجِدُني مستلقٍ على شاطئ أتأمّل سحر الشمس وهي تغفو خلف البحر و"شو في خلف البحر خبريّات".

 

 

هناك عند الشاطئ الهائم بسكون أنغام تتطاير على وجه المياه "الذهبية"، أغنيات لم يعد بوسعي إلّا أن أستسلم لمشيئتها وأنقاد وراءها الى عالم كم تمنّيت أن أسجن نفسي فيه علّني أبقى طفلاً حتّى "ينساني الزمان على سطح الجيران".

 

 

اشتقت لأهلي وأصحاب العِشرة الأولى حين كنّا نتسابق مع نور النهار تاركين له وجوهنا البريئة ليطبع عليها اسمراراً حادّاً...

اشتقت الى حين كانت أمّي تقف فيه عند النافذة، لتتفقّد وقت عودتي الى المنزل بعد أن "تسلّقتُ الصخور وتحمّمتُ بنور وتتبّعتُ السواقي واتّخذتُ الغاب لي منزلاً دون القصور".

 

 

أغمضت عينَيّ والشمس تغيب، فعادت أغنية قديمة لتمزّقني إرباً وأنا في مدينة كبيرة وضجيج الشوارع فيها لا يزال "يطنطن" في أذني، هامسةً "عالضيعة يَمّا عالضيعة، ودّيني وبلا هالبيعة".

 

 

هناك قرب الموج المتراقص مع الرمل الحريريّ، أبيات زجلية آتية من منزل والدي قرب الوادي المقدّس حيث "ينسّم الهوا من مفرقه، ويا هوا دخل الهوا خدني على بلادي"...

 

 

لم يطُل سواد السماء كثيراً، فهلّ القمر ليسرقني الى "عريشة وباب بفيّتها مزوي، حلوة وبإيدا كتاب... سلّم على الحلوة"، وأصوات الأصدقاء تغنّي له على سطح منزلنا، فهو "جارنا وبيتو خلف تلالنا"...

 

 

أغنيات لم تكفّ يوماً عن اختطافي من هذا الكون الواسع الى بلدة صغيرة على كتف الوادي، لطالما أغمضت عيني لأتأمّل بها وأغنّي "حكيلي حكاية عن بلدي حكاية... عن أهلي حكاية... عن بيتي حكاية... حكيلي حكيلي يا نسيم اللي مارق عالشّجر مقابيلي".
All rights reserved. Copyrights © 2025 mtv.com.lb
  • أسرارهم أسرارهن
  • أخبار النجوم
  • سياسة
  • ناس
  • إقتصاد
  • فن
  • منوعات
  • رياضة
  • مطبخ
  • تكنولوجيا
  • جمال
  • مجتمع
  • محليات
  • إقليمي ودولي
  • من الصحافة
  • صحة
  • متفرقات
  • ABOUT_MTV
  • PRODUCTION
  • ADVERTISE
  • CAREERS
  • CONTACT