قبل الانتحار... اقرأوا هذه السطور

شربل رحمة

5/23/2016 10:18:01 AM

لا يبدأ يوم إلّا وله من مشاكل الحياة كمّ هائل لا يعطيك فرصة بأن تشعر بالأمل والطمأنينة والسلام الذي لا نعرفه إلّا من خلال بعض الأفلام الغربية التي تُرينا مدى التطوّر الذي يبعد عنّا بُعد المرّيخ عن "بلوتو". كيف لنا أن نستفيق بهدوء ونصل الى عملنا براحة، وضجيج الشوارع و"قلّة ذوق" من يقود السيارات يثير في داخلنا اشمئزازاً غير مألوف... لا تيأسوا، فهناك حلّ بسيط يمكنه أن يغيّر مزاجكم ويعيد بعضاً من الصفاء الى أذهانكم.

 

 

استفيقوا وأنتم "تُرندحون" بعض الأغنيات التي يمكن أن تزوّدكم ببعض الطاقة الإيجابيّة المنقرضة في مجتمعنا... عوّدوا أنفسكم أن تستيقظوا وأنتم تغنّون مثلاً "والديك بيدّن "كوكو كوكو" في الفجريّة، ويجعل صباحك صباح الخير" فالأغنية أفضل بكثير من "زمّور" مزعج.

 

وفي حال كنتم من الأشخاص الذين لا "يطيقون" الاستماع الى ايّ كلمة في الصباح، فأمامكم أحد حلّين: إمّا أن تستمعوا الى "الزمامير" المزعجة لأنّ الأمر "تحصيل حاصل"، أو أن تستمعوا الى أغنية قديمة تعيد الى أنظاركم وطناً لم يعد له من حياتنا اليوم سوى أطيافاً تتمايل قرب المنازل المهجورة.

 

 

فبدلاً من أن تفقدوا صوابكم وأنتم تحاولون التهرّب من أحد سائقي الباصات المزعجين، استرخوا وعودوا الى زمن "بوسطة حملايا وتنّورين"، التي طالما نقلت أناساً والخسّ والتين بأيديهم و"في واحد هوّي ومرتو، ولو شو بشعة مرتو... نيّالن شو عبالُن ركّاب تنّورين"، ومن دون أيّ انتباه تتذكرون "عليا" فجأة، وتتذكرون عينيها الجميلتين فتختفي من أمامكم مشاهد يأس ازدحام السير المتواصل.

 

 

وإذا كنتم من المتّجهين باكراً الى العاصمة الحبيبة، فيكفي أن تحملوا هواتفكم وتتّصلوا بها، فهي دائماً على السّمع. ولكن، لا تهينوها أو تتهجّموا عليها، فالذنب ليس ذنبها أبداً، والهواء الملوّث الذي يهيم فوقها ليس من صنع يديها. اتّصلوا بها وحيّوها فهي مثلكم مستاءة من كل شيء، وتتوق الى سماع الـ "ألو ألو ألو بيروت، من فضلك يا عينيّي، عطيني بيروت وعجّل بالخطّ شويّة". وبثوانٍ تتحوّل المباني المتلاصقة ببعضها وتلك الشاهقة باتجاه حدود السماء الى شوارع تتّسع للمارة وسيّارات الخيل و"الترامواي"، وتعود ساحة الشهداء الى ذاك المكان المكتظّ بحركة اللبنانيّين والأجانب قرب "ساعة الورد" التي لم يبق منها إلّا بعض صور بالأبيض والأسود...

 

أمّا إذا "خنقتكم" زحمة السير، فلا ترتعبوا ولا تتمنّوا الموت لأنفسكم أو لدولتكم أو لمن يقود السيارة أمامكم، ولا تختبروا طريقة للانتحار، فهكذا تمنّيات يمكنها أن تزيد سوءاً على حالتكم... حاولوا فقط أن تجدوا "صنّين" وانظروا إليه فهناك "حجل صنّين بالعلالي" يطير بحرّية تتوق أرواحكم الى التعلّق بها والهرب على جناحيها الى البعيد.

 

 

لعلّ الهرب من الواقع اللبناني بات أمراً أبعد من "سابع المستحيلات"، لكنّ أغنيات الزمن الذهبي تبقى لنا الحلّ الوحيد القادر أن يبدّل كلّ شيء، ولو بكذبةٍ بيضاء... فـ "الكذبة مش خطيّة".

All rights reserved. Copyrights © 2025 mtv.com.lb
  • أسرارهم أسرارهن
  • أخبار النجوم
  • سياسة
  • ناس
  • إقتصاد
  • فن
  • منوعات
  • رياضة
  • مطبخ
  • تكنولوجيا
  • جمال
  • مجتمع
  • محليات
  • إقليمي ودولي
  • من الصحافة
  • صحة
  • متفرقات
  • ABOUT_MTV
  • PRODUCTION
  • ADVERTISE
  • CAREERS
  • CONTACT