طرابلس: طيّ صفحة وفتح مواجهة
5/24/2016 6:33:54 AM
بدأت ملامح الصورة الانتخابية تتضح في طرابلس التي تتنافس فيها لائحتان مكتملتان الأولى تحمل إسم "لطرابلس" برئاسة الدكتور عزام عويضة مدعومة من تحالف الرئيس نجيب ميقاتي ـ فيصل كرامي والنائب أحمد كرامي، ومن "تيار المستقبل"، والنواب محمد الصفدي ومحمد كبارة وروبير فاضل، إضافة الى "الجماعة الاسلامية" و"المشاريع"، والثانية تحمل إسم "قرار طرابلس" برئاسة المهندس أحمد قمر الدين (عضو المجلس البلدي المنتهية ولايته) مدعومة من الوزير أشرف ريفي. ومن المنتظر أن تكتمل الصورة مع إعلان النائب السابق مصباح الأحدب لائحة "طرابلس عاصمة" التي تضم 18 مرشحا فقط، ولائحة رابعة تضم مجموعة شبابية تحمل إسم "طرابلس 2022".
وفي الوقت الذي جمعت فيه الانتخابات البلدية خصوم الأمس على دعم "لائحة لطرابلس" لا سيما الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري، يبدو واضحا أن المعركة سوف تتخذ صفة تصفية الحسابات الشخصية بين الحريري وريفي، فالأول يسعى الى محاصرة وزير العدل المستقيل الذي يسعى بدوره الى إثبات حضوره السياسي واستقلاليته، إضافة الى إظهار شعبيته في مدينته.
لذلك، فإن أي إنجاز قد تحققه اللائحة المدعومة من ريفي الذي يعمل على شد العصب الطرابلسي بشتى الوسائل، سواء في حجم الأصوات أو في إمكانية الخرق، سيشكل صفعة في وجه الحريري وتياره، قبل أي جهة أخرى داعمة للائحة التوافق. لذلك فان زعيم المستقبل حرص على مغازلة ميقاتي من صيدا، حيث أكد أن التوافق معه يهمه في طرابلس، معتبراً أن "الخلاف السياسي مع ميقاتي بات وراءنا وفتحنا صفحة جديدة".
وترى أوساط متابعة أنّ الحريري يسعى من خلال موقفه الى دفع قاعدته الشعبيّة في طرابلس الى طيّ صفحة الماضي، ووضع كل الاتهامات السابقة في سياق الحرب السياسية والتعاون الوثيق مع قاعدة ميقاتي، وسائر الحلفاء ومن بينهم الوزير السابق فيصل كرامي، وصولا الى منع التشطيب لضمان فوز لائحة "لطرابلس" بكامل أعضائها وخصوصا المرشحين المسيحيين والعلويين، وبالتالي العمل لما فيه مصلحة المدينة.
في غضون ذلك، يسعى التحالف السياسي الداعم للائحة طرابلس الى توفير كل عناصر الفوز لها، وهو نشط في تفعيل ماكيناته الانتخابية، لتكون على أهبة الاستعداد في 29 أيار، بشكل تستطيع معه أن تجمع أكبر عدد من أصوات الناخبين وأن تنهي معركتها بشكل سريع، خصوصا أنه في المقابل لا يوجد سوى ماكينة ريفي الذي بث شريطا مصورا على وسائل التواصل تحت عنوان "النداء الأول" دعا فيه الى مواجهة قوى 8 آذار وأعوان حزب الله.
عن "السفير" - العنوان بتصرّف