هل ينجح بلمار بلقائه اللواء عباس ان يقنع حزب الله بالمحكمة الدولية؟
ميرا قصارجي
01/01/0001
انها المحكمة الدولية مجددا، وكأن لا شيء يقلق بشأنه اللبنانيون سواها، الظروف المعيشية ممتازة، التقديمات الاجتماعية والانمائية كذلك ، وخطط سداد الدين العام... اننا وبكل بساطة امام خطة لن تطول اكثر من اسبوعين حتى ...ونصبح في نهايتها من أهم الدول في تصدير الكهرباء والنفط والتكنولوجيا الصناعية ومن المحتمل أيضا أن نهدد امن اسرائيل ونرمي الصهاينة في البحر.
ولكن, امامنا عقبة واحدة، كيف نلغي او نحرف مسار المحكمة الدولية، ووفق اي استراتيجية يمكننا فعل ذلك. صحيح اننا وافقنا عليها في السابق ووقعنا بروتوكول التعاون الا ان ما حصل سابقا لم يعد اليوم يفي بطموحاتنا ونحن بصدد سحب توقيعنا لان المحكمة الدولية محكمة اسرائيلية اميركية، انشأت للقضاء على المقاومة ونحن لها في المرصاد.وبما اننا في صدد الارتقاء الى مصاف الدول الكبرى فان الاساطيل البحرية او الجوية او البرية لن تقوى على خط الممانعة.
وككل ملف نتباحث فيه لبنانيا، يحدث انقساما عاموديا في الآراء ويسيطر التطرف الفكري على اي نقاش، فيصبح الموقف الاول عرضة لمواقف مضادة وهكذا دواليك الى ان يتدخل رئيس مجلس النواب ليبتدع حلا ويرتب الاوضاع من خلال ايجاد مخرج ينهي الصراع وفق منطق لا غالب ولا مغلوب ولهذا نشهد هذا الكم الهائل من الملفات التي اقفلت دون ان نعرف كيف ومتى وخيار من كان الصائب، وأخر "قطبة مخفية" للاستاذ بري كانت قرار تمويل المحكمة الدولية التي حتى اليوم لا يعرف اللبنانيون من مولها ولماذا امتنعت الحكومة عن التمويل.
لكن يبدو ان انقسامين حاليين قد لا يجدان طريقهما الى حلول بري السحرية، الاول ملف تجديد البروتوكول والثاني ملف الأحداث في سوريا ، الوزير فايز شكر اعتبر في حديث للـ"mtv" ان اللقاء بين مدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان السابق دانيال بلمار ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم "لقاء طبيعي اذ ان 'حزب الله" لا يدخل بحوار مع المحكمة الدولية، فللحزب قناعة بأن هذه المحكمة اميركية اسرائيلية تستهدف المقاومة في ثوابتها وعلى رأسها "حزب الله", وبالتالي لا يمكن لأي فريق ان يدخل في مفاوضات مع طرف يستهدفه".
وردا على سؤال عما اذا كان اللواء ابراهيم يعتبر وديعة حزب الله في السلطة الأمنية اللبنانية ؟اجاب:" شكر أن عباس ابراهيم ضابط في الدولة وليس وديعة معتبرا أنه من اهم ضباط البلد ورافضا التصنيفات.
واثر سؤالنا عن سبب لقاء بلمار - ابراهيم واعتباره محاولة من حزب الله للاعتراف بالمحكمة الدولية أوضح شكر أن حزب الله هو
اما فيما يخص الملف السوري فأكد ان "الاسد ما بيسقط، والحراك العربي والاحداث اثبتت ان اي من الدول العربية لا قدرة على الحل ...".
واشار الى ان من "يحاول ان يدول الموضوع السوري فليطمئن اي من الدول الكبرى او مجلس الامن او الامم المتحدة لا يمكنه ان ينفذ رغبات الاميركي او الاسرائيلي او الفرنسي".
واكد ان "النظام السوري لا يسقط النظام السوري نظام قوي التف حوله شعبه والارادة الشعبية تهزم كل القوى الغربية".
فتفت
من ناحيته شدد النائب احمد فتفت لموقع الـ"mtv" الالكتروني ان "بلمار دائما يتعامل مع مؤسسات الدولة كمؤسسات للدولة، لا كأطراف سياسية او حزبية لذلك لا يعتقد فتفت ان هناك نوعاً من الوساطة، ولكن هناك اصراراً من بلمار على التعامل مع كل مؤسسات الدولة بغض النظر عمن يتولى مسؤولية هذه المؤسسة".
واعتبر ان اللقاء بين الاثنين قد يكون سببه مطالب رسمية تقدم بها بلمار الى الامن العام او للحصول على معلومات محددة وفق ما تطلب المحكمة الدولية, وتحديدا في موضوع توقيف المتهمين".
ولفت الى ان "بلمار من طلب الموعد بغض النظر على من يكون المدير فمن واجبه ان يلتقي به ومن واجب المدير العام للامن العام ان يتجاوب معه ولكن هل حصل هذا التجاوب..., لا اعرف.... . المشكلة ليست في ما يفكر به اللواء عباس انما في ما يفعله فعلا كمدير عام للأمن العام".
اما عن الملف السوري فاعتبر فتفت ان "حزب الله لا ينتظر تطور المجريات في سوريا بل يتصرف انطلاقا من مبدأ لكل يوم او موقف استراتيجيته المحددة".
واشار الى ان "لحزب الله ارتباطاته ليس بنظام الاسد بل بالنظام الايراني وبالتالي اي تطور في سوريا سلبا او ايجابا لن يبدل استراتيجية حزب الله، انما قد نشهد بعض التبدل في التصرفات والاداء لتمرير مطالبه".
ينتظر اللبنانيون التطورات والايام المقبلة، ويترقب السياسيون حركة الرئيس بري علهم يستشرفون حلا من مكان وما، بينما يعتبر الاخرون ان لا حلول وسط في هذين الملفين فاللون الرمادي غير موجود اما نحن مع الثوار او ضدهم او نحن مع المحكمة الدولية او ضد الشرعية الدولية. هل نشهد وللمرة الاولى منذ اتفاق الطائف فائز وخاسر في ملف ما؟.