أمل أحيت ذكرى انتفاضة 6 شباط
2/6/2018 9:04:34 PM
أحيت حركة "أمل" - إقليم بيروت ذكرى انتفاضة 6 شباط 1984، باحتفال شعبي في قاعة الأونيسكو، حضره الوزراء غازي زعيتر، علي حسن خليل وعناية عز الدين، ممثل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، النواب: هاني قبيسي، علي بزي، قاسم هاشم، أيوب حميد، ياسين جابر، عبد المجيد صالح، ممثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وليد خطار، النائب بلال فرحات ممثلا "حزب الله"، النائب السابق ناصر قنديل، النائب السابق عدنان طرابلسي مترئسا وفدا من جمعية "المشاريع الخيرية الاسلامية"، رئيس ديوان المحاسبة القاضي أحمد حمدان، رئيس مجلس الجنوب عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" قبلان قبلان، مدير عام الاستثمار في وزارة الطاقة والمياه غسان بيضون، مدير عام المجلس الاقتصادي والاجتماعي محمد سيف الدين، نائب رئيس حركة "أمل" هيثم جمعة ورئيس المكتب السياسي جميل حايك، ممثل الحزب القومي السوري الاجتماعي علي قانصو وائل حسنية، مفتي صور وجبل عامل حسن عبدالله، ممثل مطران بيروت للسريان الارثوذكس دانيال كورية الاب شربل بحي، مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري أحمد بعلبكي، مستشار الرئيس سعد الحريري عصام دامرجي، ممثلون عن سفارات الصين وايران والعراق، رؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات.
بعد النشيد الوطني ونشيد حركة "أمل"، قال قبلان: "نبدأ بتحية العز والكرامة والعنفوان للمقاومين والمجاهدين، الى الشهداء والجرحى الى الذين صنعوا بدمائهم وأرواحهم مجدا تألقا وحرية دائمة. الى الذين قاوموا الإحتلال وواجهوا الفئوية والتسلط، الى الذين لبوا نداء حركة أمل ورئيسها نبيه بري وحلفائها لإنقاذ البلد من براثن الإحتلال ومخالب القبض على الوطن والإستئثار به وبمؤسساته وأجهزته. الى اولئك الذين أخرجوا هذا الوطن من فم التنين الإسرائيلي وداعميه وأعادوه الى محيطه العربي وساحة جهاده. المؤمنين بالحق والدور والموقع المميز لهذا الوطن".
أضاف: "نلتقي في هذا اليوم لتنشيط الذاكرة وازالة غبار النسيان ولتنبيه الحالمين بمشاريع اسقطت منذ زمن، والواهمين بالعودة الى سلوك او ممارسة تخل بالأسس والمعايير التي تحفظ استقرار البلد واستمراره. نلتقي في السادس من شباط 2018 وامامنا التحول الكبير الذي حصل في 6 شباط 1984، امامنا انتفاضة وطنية بوجه الظلم والتسلط، بوجه الخضوع للعدو والإستسلام لآلته العسكرية وبوجه استغلال هذه الآلة لتحقيق غلبة في الميدان الداخلي اللبناني والمغامرة بالوطن ومؤسساته ومواطنيه، خدمة للعدو من جانب واقصاء للشركاء في الوطن من جانب آخر. 6 شباط 1984 أسقطت الأحلام والأوهام في الداخل واسقطت العصر الإسرائيلي ومفاعيل اجتياحه بالكامل. أسقطت الشرق الأوسط الجديد الذي كان سيكون على شاكلة اسرائيل واطماعها، واعادت لبنان الى محيطه العربي الطبيعي وحمت فلسطين من الضياع والنسيان".
وتابع: "في عام 1982 احتلت اسرائيل لبنان الجنوب والجبل والعاصمة والضواحي ودخلت قوات المارينز والاسطول السادس مع نخبة الجيوش الأوروبية من ايطالية وفرنسية وغيرها، انهمك وقتها الحكم في لبنان بقمع الرافضين المتمردين الداعين الى سيادة لبنان وتحريره، الداعين الى التعايش بين أبنائه وشعبه، وتبادل يومها مفاوضو السلطة الأنخاب والخبز والملح في نهاريا وخلدة غير آبهين بكرامة شعب وعزة وطن. فتحت يومها السجون في لبنان، وغصت بالنزلاء، دمرت أحياء كاملة في بيروت والضاحية والجبل، وتجندت أجهزة الدولة السياسية العسكرية والأمنية والقضائية والإعلامية لتمرير مشروع الإستسلام، مشروع 17 ايار. تقطعت اوصال الوطن وفصلت أجزاؤه عن بعضها بحواجز سلطوية وميليشوية واسرائيلية ومتعددة الجنسيات، وتساقطت القذائف على رؤوس الآمنين من مدافع الدمرة نيوجرسي وطائرات المارينز وسقط الشهداء ودمرت منازل، ودفع لبنان ثمن القذائف التي سقطت على رؤوسنا. من ارصدة الحكومة اللبنانية ودفع بدل التحصينات، وبدل اقامة تلك القوى فوق الأرض اللبنانية من ميزانية الدولة بلا خجل أو وجل".
وقال: "خرجت اسرائيل من بيروت برصاصات مجاهدين من أمثال خالد علوان، وفي اول ايلول 1983، سيطر عليها جيش السلطة آنذاك، ووضعت الدبابات في بربور امام منزل رئيس الحركة، اعتبر الحكم يومها ان الأمر قد انتهى، ودعا الى وفاق على طريقته، وجاءه الجواب سريعا: الحكم دخل الوفاق على دبابة ولن ندخله راجلين. دب الرعب في قلوب البعض، وقلة كانوا ممن آمنوا بأن الإستسلام ممنوع وان التسليم خيانة وصمموا على المواجهة واستعادة زمام الأمور. لم يكن يومها في بيروت والضاحية والجبل سلاح، ولا طرق امداد او تواصل. ولم يكن هناك أي جندي سوري او فلسطيني في هذا الميدان وكانت جيوش السلطة والعالم في الجهة الأخرى. تداعى الشرفاء والأوفياء للوطن، للعروبة، للحرية، للكرامة، لم يكونوا من لون طائفي او مذهبي واحد. كانوا من لون الوطن كل الوطن. نبيه بري، وليد جنبلاط، رشيد كرامي، انعام رعد، سليمان فرنجية، سليم الحص، عبدالله الراسي، منير ابو فاضل، المفتي حسن خالد، الشيخ محمد مهدي شمس الدين، الشيخ محمد ابو شقرا، الشيخ نزار الحلبي وغيرهم وغيرهم مطارنة وآباء، مشايخ ورهبان، وشعب متسلح بإرادة صلبة وعزيمة قوية ورهان على الحق لاستعادة الأرض والوطن والكرامة. صمدنا، واجهنا، انتفضنا، قاتلنا فانتصرنا".
أضاف: "أواخر تشرين الثاني 1983 جاء نائب الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش الى بيروت ليعلن بقاء قواته فيها نصرة لحلفائه. فيشتد الضغط والحصار والقصف والإعتقالات، تشتد المواجهة والصمود والتحدي، اقل من 10 اسابيع حان وقت القطاف. من ركام البيوت المدمرة في الضاحية الجنوبية، من حي فرحات، من الرمل العالي ومن الأوزاعي، من وادي ابو جميل، وادي المهجرين، وادي الفقراء، في كل مكان نهض شعبنا بعزيمة لا توصف وإرادة تزيح الجبال. استفاق العالم في 6 شباط على زلزال كبير، كل شيء تغير وكل شيء انتهى. انتصر المظلوم على الظالم، علا صوت الحق واختفى صوت العدوان. لم يحل مساء السادس من شباط وعلى أرضنا جندي أميركي واحد. آخر جندي أميركي غادر ارضنا قال أمام الصحافة الغربية أشكر الله اني أخرج قطعة واحدة من هذا لبلد. هزم المشروع الإسرائيلي والأميركي، وسقط مشروع السلطة الفئوية، اصيبت اسرائيل في صميمها، ها هي بيروت حرة والضاحية أبية عزيزة، يزحفون نحو الجبل، فيلاقيهم احراره، ليكملوا المسيرة. أزيلت الحواجز، فتحت الطرق، اتصلت بيوت بالضاحية، والضاحية بالجبل، والجبل بالبقاع. تنفست المقاومة الصعداء، ظهرها وظهيرها، حرا جاهزا للمساندة والمناصرة".
وتابع: "رشيد كرامي رئيسا لمجلس الوزراء في لبنان، اول مرة يستعمل فيها هذا التعبير، واول حكومة تشكل بواقع الأمر وليس بإرادة السلطة، الى جانب الرئيس نبيه بري وزيرا لشؤون الجنوب والإعمار، لتنطلق ورشة انماء جنوب لبنان وانمائه، هذه الورشة التي شكلت انتفاضة بل ثورة انمائية في أقضية الجنوب والبقاع الغربي وراشيا. ومعه في الحكومة وليد جنبلاط وسليم الحص وسليم الراسي وعادل عسيران وكميل شمعون وبيار الجميل في اول حكومة للوفاق الوطني الحقيقي بين كل مكونات المجتمع. وبدأت رحلة التغيير، تغيير في قيادة الجيش التي دمرت بيروت والضاحية والجبل، تغيير في قيادة المخابرات التي رعت ذلك التدمير، تغيير في رجال القضاء الذين وقفوا على ابواب السجون يدفعون بشبابنا فرادة وجماعات. تغيير في الإعلام الذي كان يكتب لاولئك الحكام نصوص خطاباتهم الشامتة في شعبنا وفي أهلنا. تغيير في رئاسة مجلس النواب، ابعد كل الذين شاركوا في قمع أهلنا ومحاربتهم وقهرهم. اهم من ذلك كله سقط اتفاق الذل والعار سقط اتفاق 17 ايار. سقط 17 ايار ونجا لبنان من الفخ الذي نصبه العدو وأعوانه، غادرت القوات الأجنبية مسرعة لبنان، سقطت الأحلام وسحقت الأوهام".
وقال قبلان: "لم نسرد قصة من الخيال في ما ذكرت او رواية بلا عنوان، بل حقيقة وواقعا، عشناها وعاشها اهلنا في تلك الحقبة. نضعها امام الجميع كي لا يلتبس على البعض ألأمر، وكي لا يشتبه رواد السياسة في هذا العالم بأي أمر غاب عن بالهم او غيبوه. نقول لهم ان شعبنا الأبي صنع في تلك المرحلة اروع المعجزات، وغير مجرى التاريخ، لأنه آمن بحقه في الدفاع عن هذا الوطن، ولأنه آمن ان السلطة في لبنان لا تمارس الا بالمشاركة بين الجميع وأن أحدا لا يمكن أن يستأثر بهذه السلطة، مهما كانت قوته ومهما كان زنده غليظا. ففي ذلك الزمان كانت أميركا واسرائيل وفرنسا وايطاليا وبريطانيا، كان الجيش المجوقل، كان اوري لوبراني في ضبية، وكان معظم السياسيين في لبنان يتكلمون بلغة عبرية. كنا وحدنا في الساحة، لم يكن لدينا سلاح، ولم يكن لدينا مدى نلتجأ اليه، كنا محاصرين في احيائنا في زواريب الفخر في الضاحية الجنوبية وبيروت الغربية".
أضاف: "بإرادتنا فرضنا صيغة التعايش في هذا البلد وأزلنا مفاعيل الاجتياح الاسرائيلي وهزمت اسرائيل ومعها كل العالم فوق ارض بيروت وانتصر شعبنا وأهلنا الذين قاوموا والذين دمرت منازلهم، لم نذهب بذلك الإنتصار فنستأثر بالسلطة او نبعد فريقا من اخواننا واهلنا وشركائنا في هذا الوطن. كانت دعوتنا دائما للوفاق والحوار والمشاركة، وكانت دعوتنا لشركائنا في الوطن أن تنازلا في الداخل سيغني عن تنازلات كبرى في الخارج. وان اسرائيل عندما احتلت لبنان لم تحتله كي تسوق لفريق على فريق آخر، بل احتلته لكي تحقق أطماعها باتفاقية تخرج معها لبنان من الصراع العربي الإسرائيلي، ويتحول لبنان الى حام للحدود الفلسطينية التي تحتلها اسرائيل".
وتابع: "نقول ذلك لاخواننا وشركائنا في الوطن لنعلن أن الجميع في هذا الوطن مدعوون الى استقراء الأخطار المحدقة بنا والتنبه الى آثارها على الوطن ومؤسساته وأن علينا جميعا حماية هذا الوطن من تلك الأخطار، وأن نتعظ مما يجري حولنا من حروب وفتن ابتلعت أوطانا وأشعلت وما زالت دولا شقيقة وحصدت مئات الالاف من الارواح وهجرت الملايين من الناس وما زالت تفتح فاهها لابتلاع المزيد وتدمير ما تبقى من تلك الدول. ان الخطر الأكبر الذي يهدد وطننا هو الخطر الاسرائيلي الذي لم تنعدم شهيته في الانقضاض علينا عندما تحين له الفرصة لذلك".
وأردف: "هذا العدو الذي يتوعد ويهدد ويناور ويخرق برنا وبحرنا وسماءنا وعلينا أن نكون دائما حذرين منه ومستعدين لمقاومته ومواجهته، ولنؤكد للجميع ان حركة أمل التي خاضت هذه الانتفاضة التاريخية المفصلية في هذا الوطن الى جانب حلفائها وأصدقائها تصر دائما على مواقفها الثابتة التي لا تنحرف عنها مهما كانت الصعوبات والعراقيل، وهي دائما على عهدها لشعبها وأبنائها من كل الأطياف والمذاهب لنذكر من يريد أن يتذكر ولنذكر من ينسى أو يتناسى ولنعلم من يجهل ولم يقرأ من أحداث الماضي أننا دعاة وحدة وطنية رفضنا عزل شركائنا في البداية، رفضنا منطق الدويلات البديلة والادارة المدنية مقابل الادارة المحلية، واجهنا الاحتلال الاسرائيلي والكيان الصهيوني الذي نعتبره عدوا استراتيجيا وليس تكتيكيا كان وما زال وسيبقى على هذه الحال وهو شر مطلق والتعامل معه حرام".
وقال: "رفضنا منطق الدولة الفئوية والحكم المستأثر بالسلطة، وهمنا وجهدنا العيش المشترك ونبذ الطائفية لأننا مصرون على مقاومة كل مشاريع الفتنة والتفتيت ولا نحب سماع كلمة تقسيم ولا نستسيغ أن نقرأ كلمة فيدرالية متعلقين بلبنان وطنا نهائيا لكل أبنائه ومكوناته، منادين بالعدالة والمساواة واحترام الدستور والقانون وصيانة المؤسسات والحفاظ عليها ومراعاة مؤسساتنا الأمنية والعسكرية التي هي درع الوطن وحارسه الأمين في الداخل والخارج، ولن يكون ذلك الا بوحدتنا وتكاتفنا ووفاقنا الداخلي الذي هو أفضل وجوه الحرب مع اسرائيل".
أضاف: "سنتابع هذه المسيرة بلا تردد أو خوف ولن يثنينا سهم مسموم أو قلم مذموم أو مأجور أو شتيمة من هنا أو تهمة من هناك، واثقين بأنفسنا وارادة شعبنا، مستمرين في هذا الاتجاه وهذا المسلك، ذاهبون الى الانتخابات النيابية بثبات وثقة مع حلفائنا في حزب الله أولا والقوى الحليفة والصديقة ثانيا، متمسكين بحاجات أهلنا وشعبنا ومطالبهم، داعين اصحاب الشأن والرأي الى الاقلاع عن التفكير الطائفي والمذهبي والى الابتعاد عن الممارسات الطائفية والمذهبية. نريد أن ننصف عمالنا وموظفينا، نريد أن ننصف أولئك الذين تقدموا بمباريات الى مجلس الخدمة المدنية فحرمهم منها السلوك المذهبي والطائفي البغيض، هذه الطائفية التي لا يريدها البعض من اجل طائفته أو ديانته بل يريدها سلما يصعد عليه لتحقيق مآرب شخصية بعيدة عن مصالح الناس وهمومهم".
وتابع: "نحن في حركة أمل بقيادة الرئيس نبيه بري سنبقى في طليعة المدافعين عن الوطن في كل ميدان من ميادين الدفاع، متمسكين بحقنا في المقاومة لأننا لا نتنكر لتاريخنا ولشهدائنا ولا لتضحيات أهلنا وشعبنا. لا ننسى شهداءنا ولا ننسى الدماء التي بذلت من أجل أن يكون لهذا الوطن مكان في هذا العالم. هذا الوطن مكانه في العالم بسبب دماء الشهداء لأنه انتصر على اسرائيل وأسقط المشروع الاسرائيلي في هذه المنطقة، لانه هزم اسرائيل. ولو لم يكن ذلك، لو لم يكن هذا الوطن كذلك لما كان حيث هو اليوم. نحن مستعدون دائما للبذل في كل الميادين، من أجل عزة واستقلال وكرامة أرضنا ووطننا".
وختم: "التحية الى ثوار 6 شباط، الى شهدائها ومناضليها، الى الذين صنعوا التاريخ، صنعوا التغيير وكتبوا بدمهم صفحات هذا التاريخ المشرق، الى أهلنا وشعبنا وجيشنا ومقاومتنا، الى كل الأحرار في هذا الوطن. معا من أجل لبنان القوي حرا سيدا مستقلا بمعنى القوة والحرية والسيادة والاستقلال، معا من اجل الحفاظ على أرضنا ومياهنا، معا من اجل لبنان".