وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي والنائب ابراهيم كنعان، اسمان ارتبطا معاً بألقابٍ متعدّدة.

يُعرف الرجلان بعرّابَي "اتفاق معراب". العرّاب هو الذي يسهر على نمو طفل ويسعى الى تأمين الجانب الروحاني والفكري والجوهري له. فإذا كانا العرّابين فهذا يعني أنّ الوالدين هما حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، أما الطفل في هذه الحالة فهو تفاهم جمع الوالدين وخلقهما في صورة جديدة.

إلا أنّ الرجلين كانا أكثر من عرّابَين بل شاهدين على الاتفاق. ففي 18 كانون الثاني من عام 2016، أعلن رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع سحب ترشيحه لرئاسة الجمهورية واعتماد ترشيح النائب العماد ميشال عون وقتها من معراب.

هذا الاعلان سبقه الاتفاق الذي عُرف بتفاهم معراب وقد وقّع بين جعجع ورئيس التيّار الوطني الحر حينها الوزير جبران باسيل وشهد عليه كنعان، الذي كان أمين سر تكتل التغيير والاصلاح، ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في حينها أيضاً الرياشي، قبل فترة قصيرة من وصول عون الى معراب.

فتحوّل الرياشي وكنعان الى شاهدَين، أي أشبه باشبنَين على عرس مسيحي جمع بين خصوم الماضي.

ومن اشبينَي "تفاهم معراب" الى عرّابَيه، بقي الرجلان يحصّلان الألقاب اذ، ومن بعد انتخاب الرئيس ميشال عون الى يوم أمس كانا أكثر من تمسّك بالاتفاق. عرفا بالأكثر تفاؤلاً، حتى في الأيام السوداء التي عرفها الاتفاق، وصولاً الى يوم أمس حيث اجتمع الرجلان مرّةً جديدة وهذه المرةّ لحضور جلسات مصالحة وفق الأصول المارونيّة...

الرياشي وكنعان، هذه المرة، أمام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي دخل لتعبيد طريق المصالحة. فبعد الزواج الماروني وقبل الطلاق فرصة أخيرة: مصالحة...

وهنا كان لافتاً وصف الرياشي لكنعان بـ"شريكي" أمام وسائل الاعلام.