منطقة لبنانيّة محتلّة... فهل تزورها "الدولة القويّة"؟
3/26/2019 6:14:01 AM
تقع الرويسات، لمن لا يعرف، في أعالي منطقة جديدة المتن، وتتبع لها عقاريّاً كما تفصل بينها وبين الفنار. هي واحدة من أجمل التلال المطلّة على البحر والقريبة منه. لكنّ جمال الموقع يشوّهه سوء الحال.
لن نغوص في تاريخ المنطقة، وهو يحتاج الى شرحٍ ووثائق يملكها المعنيّون. ما يعنينا هنا أنّ جزءاً كبيراً من هذه المنطقة محتلّ من قبل أشخاص بنى بعضهم في عقاراتٍ لا يملكها وهو يشغلها منذ سنوات ولا يسدّد أيّ رسوم لا للدولة ولا للبلديّة. علماً أنّ محاولات كانت تحصل، من حينٍ الى آخر، لمنع تنفيذ إنشاءات جديدة على بعض العقارات المحتلّة، إلا أن دوريّات قوى الأمن الداخلي وشرطة البلديّة كانت تواجه باعتداءات من قبل الأهالي.
إنّ حال منطقة الرويسات شبيهة بالمخيّمات الفلسطينيّة التي تقوم، منذ عقود، على عقارات يملكها لبنانيّون لا حول لهم ولا قوّة على تغيير هذا المصير. إلا أنّ مشكلة الرويسات ليست مرتبطة بحلّ الأزمة الفلسطينيّة وبعودة اللاجئين، فالمحتلّ هنا لبناني وعلى الدولة أن تتدخّل، بعد تأخيرٍ طويل ومتراكم، من أجل إعطاء كلّ ذي حقٍّ حقّه وإخراج من يشغل عقارات من دون وجه حقّ، ومنح التعويضات حيث يلزم، والاهتمام بالواقع الإنمائي في هذه المنطقة التي قد تكون صالحة، وفق مخطّط توجيهي حديث، لمشاريع عدّة.
فهل يُعقل، ونحن في العام ٢٠١٩، وقد مرّ على انتهاء الحرب حوالى الـ ٢٩ عاماً، أن يستمرّ واقع الرويسات على ما هو عليه؟ عسى تزورها "الدولة القويّة"...