تؤكّد الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب في كلّ مرّة تطرح ألبوماً جديداً، أنها ملكة على عرش الإحساس. أمّا أغنية "تاج راسَك" التي أصدرتها في الأسبوعين الأخيرين ضمن ألبومها الجديد "نسّاي"، فنصّبَتْها "مجرمة" في الإحساس بقدر ما هي ملكة فيه.
شيرين فنانة عربية مختلفة. ورغم أنها عوّدت الناس على أن تقدّم فنّاً راقياً و"متعوب عليه"، إلا أنها تفاجئهم دائماً. تمتلك معادلة خاصّة بها تجمع فيها نقيضين: المتوقّع والمفاجئ. ورغم صعوبتها، غير أنها معادلة اتخّذت مكاناً ثابتاً لها في هوية شيرين الفنية، والتي أصبحت الأخيرة متمكّنة منها.
ثلاثة مجرمون هم شركاء شيرين في "جريمتها" الأخيرة "تاج راسك": الشاعر أمير طعيمة، الملحّن خالد عزّ والموزّع الموسيقي حسن الشافعي. أغنية لم تُسمَع من قبل، غير مألوفة، فعدا عن إحساس شيرين الذي لا يناقَش، كتب طعيمة كلاماً فيه الكثير من "العبقرية". ألّف عزّ، كعادته، لحناً جديداً، غير مستهلَك وغريب عن التكرار والاجترار المسيطِر. ووزّع الشافعي موسيقى الأغنية توزيعاً أقرب إلى العالميّ، هو الذي خطا أجمل خطواته التوزيعية مع شيرين وأنضجها في "أنا كتير" التي كانت حديث الناس لفترة طويلة بعد طرحها في العام 2014 ضمن ألبومها الذي يحمل العنوان نفسه.
ولعلّ الشافعي هو من أكثر الذين أنصفوا أغنية "تاج راسك" حين غرّد قائلاً: "أغنية غريبة وفكرة كلام ما يكتبهاش غير العبقري أمير طعيمة ويلحنها الجامد خالد عزّ لحن غير متوقع كعادته، هي أغنية أقرب لفيلم قصير... بطلتها واحدة مالهاش تاني شيرين".
في حالة الطرب، يشعر المستمع، عادةً، وبلا تعميم، بشيء من السعادة. لكنّ حالة الطرب التي أيقظتها شيرين في المستمعين ليست كغيرها: أغرقتهم فيها بـ "تاج راسك"، وهي أغنية حزينة وتحمل الكثير من المأساة، كلاماً ولحناً، من المفترض أن تنتهي حدودها عند شعورهم بالحزن. ولكنّ شيرين أضافت إلى حزنهم سعادة نتجت عن طبيعة اللحن الذي ساعدت مقاماته على إدخال المستمع في أجواء الطرب، ناهيكم عن أدائها "الجَدَع".
تستمع إلى "تاج راسَك" وتراودكَ القشعريرة نفسها حتى لو أمعنْتَ في ذلك مئات المرّات. ولستَ بحاجة إلى التفكير ملياً في أنّ الفنّ الحقيقي لا يحتاج إلى تكلّف، بل صدقٍ وبساطة...
وتستمعون إلى مقتطفات من "تاج راسَك" عبر الفيديو المرفق والتي تجدونها كاملة عبر قناتها الرسمية على "يوتيوب".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك