عقدت الهيئة التأسيسيّة لملتقى "موزاييك" إجتماعاً الكترونيّاً بمشاركة السيّدات والسادة إيلي غريّب، بول منيّر، جاك قصّاب، جو الهوا، زياد عيّاش، سيمون خوري، عادل جابر، فادي مطر، كارلا مطر، ماريان رنّو، مازن عبد الخالق. وأذاع الأمين العام الدكتور شربل عازار البيان الآتي:
حفلت نهاية الأسبوع بسلسلة مواقف لا بدّ من التوقّف عندها،
اولاً- تابعنا منذ يومين بتمعّن كلمة السيّد حسن نصرالله حيث تطرّق الى مواضيع عدّة أبرزها:
- الموضوع الأول، فيما خصّ قواعد الإشتباك التي رسمها علناً ومطولاً بين المقاومة الإسلامية والعدو الإسرائيلي.
يرى الملتقى أنّه من حقّنا كمواطنين أن نطلب الى رئاسة الجمهوريّة ورئاسة مجلس الوزراء ومجلس الوزراء مجتمعاً والمجلس الأعلى للدفاع ووزارتي الدفاع والخارجيّة أن يوضحوا للرأي العام ويحدّدوا إذا كان أمر رسم قواعد الإشتباك مع العدوّ هو من مهام الدولة اللبنانيّة حصراً، أو أنّه أُعطيَ إستثماراً أو تلزيماً كاملاً مدى الحياة الى دولة حزب الله؟
الأرجح كذلك، وفي هذه الحالة ماذا بقي من دورٍ لمقاماتكم المعظّمة؟
- الموضوع الثاني، أكّد السيّد نصرالله على دور العدالة اللبنانيّة في أحداث شويّا وخلدة وطلب الى القضاء أخذ الإجراءات المناسبة لتوقيف ومحاكمة ومعاقبة المتورطين.
ممتاز، هل نستطيع ان نعمّم دور العدالة والقضاء، قضاء الدولة، على كامل الأراضي اللبنانية من دون استثناء، وإزالة كلّ الحمايات عن كلّ المرتكبين في كلّ الملفّات الى أيّ جهّة انتموا ؟
- الموضوع الثالث، تحدّى السيّد حسن نصرالله القاضي طارق البيطار أن يستدعيَ جميعَ المسؤولين الحاليّين والسابقين الى التحقيق وألا تكون إستدعاءاته إستنسابيّة.
نؤيّد هذا الطرح تماماً ونطلب الى القاضي بيطار إستدعاء جميع المسؤولين، الرسميّين وغير الرسميّين، وبدون استثناء، منذ تاريخ دخول المواد المتفجّرة المرفأ حتى اليوم، الى التحقيق والمحاسبة، لأن الشعبَ اللبنانيّ بمعظمه، وليس فقط أهالي شهداء المرفاء والضحايا والمتضرّرين، توّاقٌ الى الحقيقة الكاملة لكي يتيقّن إذا بقي هناك من أمل للخروج من شريعة الغاب الى شرعة الدولة التي تحمي مواطنيها من كلّ سوء.
ثانياً- للمفارقة غرّد رئيس التيّار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل صباح اليوم نفسه لكلمة السيّد نصرالله في ذكرى ٧ آب ٢٠٢١ بما حرفيّته:
- "بعد ٢٠ سنة حققنا الحريّة والسيادة والإستقلال"!
وعليه، فإنّنا نسأل كلّ الشعب اللبناني وخصوصاً الإخوة والأصدقاء في التيّار الحرّ، هل يَرَون ويَلمسون ما يقوله رئيس التيّار بالنسبة الى تحقيقه السيادة والإستقلال؟
فلو انتظر النائب باسيل وصَبرَ لساعات لما غرّد، لأن السيّد نصرالله أكّد أنّ السيادة والإستقلال لم يتحقّقا لأنّهما في قبضة المقاومة الإسلاميّة.
ويُكمل النائب باسيل في تغريدته كاتباً: "وبقي علينا التغيير والإصلاح".
سعادة النائب نجحتم نجاحاً باهراً في التغيير، فقد غيّرتم جميع موظفّي الدولة، خصوصاً المسيحيّين حيث استطعتم، من أعلى الرتب الى أدناها، حتى لو اضطّركم الأمر لتجاوز القوانين والأحكام القضائيّة، واستبدلتموهم بمحاسيبكم وخاصتكم، وملأتم كلّ شواغر الدولة من تيّاركم وأنجزتم التغيّير بشكل كامل.
أمّا الإصلاح فأمرٌ آخر ولن تُنجزوه لأنّكم، وكما تقول الآية، إن لم تُصلحوا ما في نفوسكم من تأليه لمنافعكم الخاصة فلا أمل يُرتجى وعبثاً تحاولون إصلاح الدولة.
ثالثاً - من ناحية أخرى إعتبر المجلس السياسيّ للتيّار للوطني الحرّ في إجتماعه البارحة أنّ كلّ ساعة كهرباء إضافيّة تنقطع وكل فاتورة كهربائية إضافيّة يدفعها المواطن هي مسؤوليّة النواب المعروفين بأكاذيبهم وألاعيبهم حول الكهرباء وهي من مسؤولية السياسة التي يتبعها المصرف المركزي".
ومنعاً للإستمرار في رمي مسؤولية الفشل على الآخرين، فإنّنا نشكر كل نائب وقَفَ ويَقفُ ضدّ الإستمرار في سياسة الدعم الهدّامة التي اتُّبٍعَت، على طريقة لَحسِ المبرد، والتي قضت على أموال الخزينة وتقضي اليوم على إحتياطات المودعين وجنى أعمارهم للتغطية على كلّ سياسات السلطة المتسلّطة التي غَرَفَتْ من الهدر والفساد والتوظيفات العشوائية وتوزيع مغانم المشاريع العشوائيّة في الإتصالات والبنى التحتيّة والكهرباء والسدود وغيرها حتى وصلنا الى رأس لائحة الدول الفاشلة والمنكوبة والمُفلسة.
فالمطلوب من رجال الدولة والمسؤولين المسؤولين في حال وُجِدوا، أن يستبقوا الكوارث وينظروا الى البعيد ويُخططوا لمستقبل شعبهم ويقتنعوا أن السلطة هي فرصة لدخول التاريخ من بابه العريض عن طريق تحقيق الإنجازات للشعب وليست السلطة فرصة للتسلّط والإثراء والتوريث.
نكرّر الشكر لكلّ نائب يواجه سياسة الدعم التي ينتج عنها أمرٌ أساسيّ واحد أوحد ألا وهو تشجيع سياسة التهريب عبر المعابر الشرعيّة وغير الشرعيّة الى خارج الحدود فيستفيد التجّار والفجّار والطفّار والجار، ويُصبح اللبناني من دون غذاء ولا دواء ولا محروقات بعد أن أصبح بلا دولة ولا سيادة ولا إستقلال وقد أفقدونا الأمل بالإصلاح طالما هُمُ هُمُ متربّعون على كراسيهم.
رابعاً - ولأن بكركي وكعادتها "بتحكي صحّ"، لأن لا طموحات لديها ولا مطالب شخصيّة او فئويّة بل كلّ همّها بقاء وطن الأرز بكل مكوّناته شامخاً كصنّين، ولأنّها اليوم كرّرت الكلام الصحّ لا يسعنا إلّا أن نلتفّ وبكلّ قوة، حول وخلف غبطة البطريرك الراعي الذي يُجسّد بأقواله وأفعاله الخط التاريخي الوطني للكنيسة ويسعى بكل ما أوتيَ من عزم للحفاظ على دور لبنان ورسالته.
ولن تنجح زوابع المنقرضين ولا الجيوش الإلكترونية للمرتهنين من هدّ عزيمة بكركي والبطريرك.
فهو يسير على درب ما جاء في المزمور،
"الربّ حصن حياتي فممّن أخاف وأفزع".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك