زار رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم للمرة الأولى منذ توليته على الأبرشية، شركة "كهرباء زحلة"، رافقه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، القيم العام الأب اليان أبو شعر والأب شربل راشد، وكان في استقبالهم رئيس مجلس الإدارة المدير العام للشركة أسعد نكد والمهندس ناجي جريصاتي، وكانت مناسبة لعرض عمل الشركة والأوضاع العامة في المنطقة.
وأكد ابراهيم "ضرورة استمرار شركة كهرباء زحلة في تأمين الكهرباء للمواطنين"، وقال: "تشكلون اليوم فسحة ضوء وأمل في ظل الظلام المحيط بنا من كل الجهات، وبفضل عملكم المتقن وصدقكم أصبحت مثالاً يحتذى لكل انسان يحلم بأن يكون لديه في بلده اضاءة، بل كل الخدمات المتعلقة بالطاقة الكهربائية، ونأمل في وقت قريب، اضاءة الطرقات وتشغيل المرافق العامة فلا يمكننا في العام 2023 أن نعيش كما كانوا يعيشون في العام 1823. لقد أعادونا مئتي سنة الى الوراء، ويعتبرون أن هذا الأمر مقبول ويتحدون به في استخفاف لدرجة أن المراجع الدولية تنظر الينا اليوم على أننا بلد خال من المسؤولين".
وأضاف: "بالتأكيد ستحارب لأنك تسير عكس السير، انتم تبحثون عن مصلحة الناس بالرغم من كل التحديات والتفاصيل. عندما يقف الإنسان أمام فاتورة الكهرباء أو أي فاتورة أخرى في هذا الزمن الصعب عليه أن يعيد حسابات حياته كلها، لكن هناك أناس يفرحون ويقولون إننا أفضل من غيرنا والحمدلله".
وتابع: "اذا تطرقنا الى مسألة التقنين بهدف التخفيف من قيمة الفاتورة، أقول إنني وخلال فترة وجودي في زحلة، استمعت الى الكثير من الآراء حول هذا الموضوع واختصرها بالتالي: اذا خيرت الناس بين الفاتورة المرتفعة أو الظلمة الجميع سيختار الفاتورة المرتفعة ويرفض الظلمة، وهنا سيعود الجميع الى المسؤولية الشخصية في إعتماد التقنين الخاص بكل منزل أو مؤسسة، لذلك أشجعكم على إعادة التغذية بالتيار الكهربائي على مدار الساعة وليبق التقنين مسؤولية شخصية لا علاقة لها بالوضع المادي للمسهلك. نحن نشجع الجميع على خلق برنامج تقنين خاص بهم، واذا كان هناك اي موضوع خارج عن المألوف فالشركة مستعدة للسماع والتوضيح، وهي ليست موجودة للتسلط على الناس بل على العكس تعمل لتأمين الكهرباء. ليس هناك اضاءة مجانية في العالم، ولا يظنن احد انه في يوم من الأيام سينعم بالكهرباء مجانا".
وقال: "انا هنا اليوم لأقول إن شركة كهرباء زحلة مهمة لكل الزحليين ولكل المنطقة التي تستفيد منها، وآمل أن تعطى الشركة المجال الزمني الكافي لكي تنطلق نحو الطاقة البديلة الى جانب الإنتاج الحالي لكي تستطيع في ما بعد توسيع نطاق التغذية. وأناشد الدولة الا تحد من امكانيات هذه الشركة والا تضع لها حدودا يمنع تخطيها، والا تضيق عليها كل سنتين وتضعها تحت مطرقة دائمة والتخويف والتسلط، فاذا كانت الدولة غير قادرة على تأمين الكهرباء فلتفسح المجال امام من يستطيع تأمينها. هذه الصرخة نطلقها اليوم للدولة وللحكومة ونطالبهم بكل التسهيلات لشركة كهرباء زحلة لكي تبقى هذه الشركة النموذجية مثالا يحتذى في كل المناطق اللبنانية".
وأضاف: "أخيرا، أطلب منكم إعطاء الأولوية في الخدمات للمؤسسات التي تعنى بالزحليين وخصوصاً المؤسسات التي لا تبغي الربح والتي تقدم خدمات مجانية وتدعم الناس. كهرباء زحلة ليس بإمكانها أن تستمر اذا انهارت التجارة وانهار الإقتصاد والمؤسسات، في النهاية هي عملية أخذ وعطاء ضمن المنطق والقانون والحق والف شكر على محبتك المهندس اسعد نكد ونحن نفتخر بكم".
وختم: "كلمة أخيرة اقولها بأن لا عودة الى الظلام وشركة كهرباء زحلة ستستمر بتأمين الكهرباء بفضل جهود الخيرين من ابناء المدينة".
من جهته، قال نكد: "سيادة المطران ابراهيم ابراهيم، الآباء الأجلاء أهلا بكم في شركة كهرباء زحلة، التي أصبحت اليوم تؤمن 22 ساعة تغذية بالكهرباء من أصل 24 ساعة، ويبقى لدينا تقنين ساعتين في فترة قبل الظهر سنعمل تدريجيا على الخروج منه، وأنا مع المبدأ الذي تفضل به سيادة المطران أن يقوم كل مواطن بإجراء التقنين الخاص به في منزله او مؤسسته والتحكم بقيمة الفاتورة".
وأضاف: "أما بالنسبة الى موضوع التعرفة، فأنا لا علاقة مباشرة لي بالتعرفة ولست انا من أضعها، وكنت تمنيت أن نصل الى قانون بالنسبة الى شركة كهرباء زحلة لكن للأسف لغاية اليوم يبدو أن لا اجتماع قريبا للمجلس النيابي قبل 8 آذار موعد انتهاء العقد التشغيلي لكهرباء زحلة، وسنصل الى هذا التاريخ بدون أن يكون لدينا قانون واضح. ومن المفروض قانونياً ان تعود شركة كهرباء زحلة الى مؤسسة كهرباء لبنان ولغاية اليوم ليس لدينا جواب واضح، فالبعض يقول ان مبدأ تسيير المرفق العام سيحكم هذا الموضوع وستستمر الشركة في عملها، وهذا امر وارد لكن لغاية اليوم لا شيء من هذا القبيل. ارسلنا مكتوبا الى وزير الطاقة في هذا الخصوص لكن كلنا اليوم نعرف وضع الدولة: مجلس النواب لا يجتمع، مجلس الوزراء لا يجتمع في ظل غياب لرئيس جمهورية. نحن اليوم نمر بوضع لم يعرف لبنان له مثيلا وهو وضع خطير جدا".
وتابع: "أما بالنسبة الى موضوع الطاقة الشمسية التي تطرق اليها سيادته لا يمكننا البدء بها من دون قانون يسمح لنا بذلك، وانا مع مبدأ تعيير تعرفة الكهرباء كليا، ولكن مبدأ تسيير المرفق العام لا يسمح لنا بمعرفة الوقت الذي سيستغرقه اقرار قانون، وهذا بالنسبة لنا مشكلة كبيرة للمؤسسة وللموظفين العاملين فيها، وفي حال تسلمت كهرباء لبنان مكان كهرباء زحلة ستعمد الى منح المنطقة تغذية كما باقي المناطق اي 3 ساعات يومياً عوضاً عن 22 ساعة كانت تؤمنها كهرباء زحلة، وما كنا نؤمنه للمشتركين لن يعود موجودا".
وأردف: "أؤكد أمام سيادتك انه اذا تم اقرار قانون التمديد لكهرباء زحلة لفترة مناسبة سندخل مباشرة الى موضوع الطاقة الشمسية. كنا السباقين في اعطاء الكهرباء 24/24 في عام 2014 وبفواتير اقل 40 في المئة، في حين كان لبنان ينعم فقط بـ10 ساعات كهرباء، ولغاية اليوم نحن الوحيدون في لبنان الذين سمحنا لمن يملكون طاقة شمسية ان يبيعوا الشركة هذه الطاقة وبالتالي تصفير فواتيرهم وهذا الموضوع غير سائد في كل لبنان. نحن اذا كنا موجودين اليوم فهذا الأمر يعود الي رغبة الناس بوجودنا، واذا اردنا المقارنة بين نموذج كهرباء لبنان ونموذج كهرباء زحلة نجد الفرق واضحا جدا".
وختم: "في النهاية أشكر حضوركم بيننا اليوم، فنحن واياكم واحد، وانتم من الأشخاص الذين ساعدوا في اعطاء الكهرباء لهذه المنطقة عام 1920، وانتم كمطرانية تملكون اسهما في الشركة ونحن فخورون جدا بكم، وبشكل خاص فخورون بسيادة المطران ابراهيم ابراهيم ومسرورن أيضا بوجودك بيننا في هذه الأيام الصعبة، فأنت تركت كندا وفضلت البقاء الى جانب شعبك، أهلا بك بين اهلك ومحبيك".
ثم جال ابراهيم ونكد في أقسام الشركة ومكاتب الموظفين، الذين شكرهم ابراهيم على "الإخلاص في العمل والتضحيات الكبيرة التي يقدمونها في سبيل استمرار الشركة". وحيا "العاملين في كل الأقسام من ادارية وهندسية وفرق صيانة وجباة"، معتبراً اياهم "سببا اساسيا في نجاح الشركة الى جانب الإدارة الحكيمة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك