خاص موقع Mtv
يتخطّى ما جرى أمس في معراب الإطار السياسي وما تضمّنته كلمة رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع من مواقف. فالقدّاس السنوي، وهو المناسبة الأبرز التي يحييها حزب "القوات" دوريّاً، لم يعد يقتصر على استذكار الشهداء في تقليدٍ سنويّ، ولا على مضمون كلمة جعجع السياسيّة بل هو أيضاً استعراض تنظيم يقوم به الحزب الذي يتميّز عن سائر الأحزاب اللبنانيّة بحسن تنظيمه الاحترافي الذي برز مرّة جديدة أمس.
يبدأ حسن التنظيم من الدعوات والمتابعة لها، ثمّ بإعداد برنامج متقن ومكثّف، وبتحويل إحدى ساحات معراب الكبيرة الى مساحة تليق بالمناسبة، خصوصاً من الناحية الروحيّة مع بناء مذبحٍ ضخم ومشاركة كثيفة من رجال الدين في القدّاس الذي رعاه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وقدّ وزّعت على الحضور ثلاثة آلاف وردة حمراء، في حين قام جعجج بالتوجّه، بعد القداس وقبل إلقاء كلمته، الى الموقع الذي أعدّ تخليداً للشهداء ليضع الوردة الحمراء استذكاراً لهم.
وتميّز الحضور هذا العام بكثافة السياسيّين المشاركين، تقدّمهم رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ممثّلاً بالنائب ابراهيم كنعان، وهو اختيار يحمل أيضاً دلالات تؤكّد على التمسّك بتفاهم معراب، بالإضافة الى شخصيّات سياسيّة من بينها ممثّل رئيس الحكومة الوزير جمال الجراح، والنائب نديم الجميّل الذي خرق بحضوره الغياب الكتائبي الرسمي، ولو أنّه عاد وغرّد منتقداً الاستثناء في الدعوات، قاصداً طبعاً عدم دعوة نوّاب الكتائب.
وسُجّل، على صعيد المشاركة أيضاً، حضور حوالى 200 رئيس بلديّة، بالإضافة الى عدد كبير من الطامحين الى الانتخابات النيابيّة، من الباحثين عن موقع على لوائح القوات اللبنانيّة.
وسُجّل، على صعيد المشاركة أيضاً، حضور حوالى 200 رئيس بلديّة، بالإضافة الى عدد كبير من الطامحين الى الانتخابات النيابيّة، من الباحثين عن موقع على لوائح القوات اللبنانيّة.
ومن العلامات الفارقة في قداس الشهداء لهذا العام، المشهديّة المسرحيّة التي أعدّها الشاعر طلال حيدر وقد حبس جعجع دمعة كادت تنهمر وهو يصغي الى مضمونها على لسان الممثّل رفعت طربيه، وفيها "نزّلو على قاع البحر وما كان يغرق، لأنّو يللي مشي ع الميّ ساكن بقلبو". بالإضافة طبعاً الى اللوحة الغنائيّة التي شارك فيها الفنّانان نقولا الإسطا وزين العمر وميا حداد.