كتب شادي الياس في موقع mtv:
ولد نابليون بونابرت عام 1769 ونشأ في ظلّ الثّورة الفرنسيّة، وبرزت عبقريّته العسكريّة عندما التحق بالجيش الفرنسيّ، واستطاع أن يثبّت مهاراته القياديّة في المعارك، فشجاعته والكاريزما التي كانت لديه مكّنته من امتلاك قلوب جنوده والتّأثير بهم بقوّة.
كانت نجاحاته تتوالى من معركة إلى معركة خارج فرنسا، من إيطاليا إلى مصر، إلى أن استطاع السّيطرة على فرنسا داخليًّا وأعاد الاستقرار إليها بعد سنوات من الفوضى والمظاهرات ضدّ السّلطة.
توّج نابليون نفسه إمبراطورًا على فرنسا، وقام بإصلاحات سياسيّة واقتصاديّة عظيمة لا يزال صداها حتّى يومنا هذا، ولا تزال بعض قوانينها موجودة في تفاصيل القوانين القضائيّة في الدّول المنتدبة بعد الحرب العالميّة الأولى مثل لبنان. ثمّ بدأ نابوليون بتوسيع إمبراطوريّته لتشمل معظم أوروبا، وربّما حلم نابوليون بالسّباق مع بريطانيا للهيمنة على العالم. بعدها هُزم نابوليون في النّهاية ونُفي إلى جزيرة ثمّ توفّي فيها عام 1821. نعم يُعتبر نابليون بونابرت أحد أهمّ الشّخصيّات في التّاريخ الأوروبي لأنه ترك إرثًا غنيًّا في المجالات العسكريّة والسّياسيّة والإداريّة. ثمّ استعملت أفكاره في العديد من التّحرّكات والثّورات في أنحاء العالم.
هنا ما يجب التّوقّف عنده لأخذ بعض العبر، ربّما يملك الإنسان الإرادة ويكون عاشقًا للسّلطة والسّيطرة، وربّما يكون مستعدًّا لخدمة الشّعب والإصلاح في الشّأن العامّ، وقد ينجح في تنظيم السّلطة، وقد يكتسب محبّة شعبه، وقد يعطونه ثقتهم العمياء، ويذهبون معه إلى الموت. ولكن ما يجب استخلاصه هو التّالي: يجب إضافة هدف إلى مسيرة الإنسان وهو "الاكتفاء"، واكتساب القناعة يجب أن يكون بالممارسة. والاهتمام فقط بالشّؤون الدّاخليّة للبلاد هو قمّة الفضيلة، فمن الرّذيلة والخطيئة أن تكون رفاهية الشّعب الفرنسيّ أو غيره على حساب شعوب محتلّة. قد نظرنا إلى التّاريخ القديم، ورأينا كيف زالت الإمبراطورية الرّومانية. أين هم ظغاتها اليوم؟ لم تترك خلفها إلّا اللعنات المستمرّة التي ترافق ذكرها الى الأبد. أين هي اسبارطة وما فعلته في أثينا؟ إلى متى سيبقى الاحتلال الإسرائيليّ يحاول إبادة الشّعب الفلسطينيّ في غزّة والضّفّة؟ كيف يمكن بناء دولة على حساب حرّيّة وإرادة الآخرين؟
للتّاريخ عبر وخلاصات؛ كثيرون من يبتهجون بالاحتلال والاستعمار، ولو نجح نابليون لَكان كثيرون يفتخرون به الآن، ولو نجح هتلر لكان سيفتخر بالنّازيّة كثيرون أيضاً. فلتكن هذه المقالة دعوة لقادة العالم ولكلّ متكبّر وطامح للسّيطرة على العالم، إنّ منطق القوّة الفائقة مؤقّت، ولا شيء أبديّ أمام الزّمن. فالزّمن سيمحو كلّ شيء ولن يبقى سوى الذّكريات. حافظوا على ما تبقّى من عهودكم لكي يَذكركم التّاريخ بالخير.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك