أهمية أبو همام الشامي لا تكمن في النقاش حول توليه منصب القائد العسكري العام لجبهة النصرة لأنَّ الرجل فعلاً كان كذلك قبل أن يُعفى من منصبه ليتولّى منصب الاستشارات العسكرية رفيعة المستوى منذ 4 أشهر في الحرب ضد نظام الأسد.
الاسم الحقيقي لـ"أبو همام" هو سمير حجازي وكان قد هرب إلى لبنان عام ٢٠٠٨ مع عدد من إخوانه بعد ملاحقة الاستخبارات السورية لهم والتضييق عليهم فألقت القبض عليه الاستخبارات اللبنانية واعتقل بجرم الدخول خلسة قبل أن يتبين خلال التحقيقات ارتباطه بـ"القاعدة" مع الكويتي أبي طلحة الدوسري ويحكم عليه بالسجن أربع سنوات بتهمة تأليف عصابات مسلّحة.
وبعد انقضاء محكوميته في روميه غادر لبنان إلى سوريا إبّان الثورة هناك. وفي روميه ثمّة من التقاه وتكلّم معه وتعرّف إليه روى للـmtv بعض صفاته.
الفاروق السوري كما تطلق عليه جبهة النصرة ذهب إلى القتال في أفغانستان بين عامي 1998 و1999، ثم التحق بمعسكر الغرباء تحت إمرة أبي مصعب الزرقاوي، وعيّنه عضو مجلس شورى القاعدة الشيخ سيف العدل مسؤولاً عن "تدريب المجاهدين في معسكر المطار في قندهار" ثم أميرًا عليه ثم مسؤولاً عن الجهاديين السوريين في أفغانستان، صافح الشيخ أسامة بن لادن مبايعةً ثم شارك في قتال الاحتلال الأميركي في العراق.
القيادي في النصرة كان محتاطًا أمنيًا لم يستخدم الهاتف المحمول في سوريا ولم يقتنِ جهاز تلفاز في مركزه إلا أنَّ المعلومات الاستخبارية تمكنت من رصده في سلقين بريف إدلب ليقصف بصواريخ الأف 16 حيث أصيب بجروح خطرة وقتل معها قياديان آخران هما أبو مصعب الكردي وأبو البراء الأنصاري ليقضيَ هو ليل الخميس الجمعة متأثرًا بجراحه، وقد رجحت تحقيقات جبهة النصرة أنَّ منفذ العملية يعود إلى سرب طيران عربيّ يعمل ضمن قوّات التحالف.