تختلف الطرق في العالم للتعبير عن الجمال والانوثة، وكل مجتمع يملك معايير خاصة تطبق على "الجنس اللطيف" ليكون لطيفاً. وتكثر العادات والتقاليد التي من شأنها تحقيق هذه المعايير. في الصين، على سبيل المثال، يعتبرون أن "قدم اللوتس" هي سر جاذبية النساء ورمز جاذبيتهن. ما هي "قدم اللوتس"؟
وفقاً للأساطير كانت هناك راقصة شهيرة ورائعة الجمال تدعى يو، وفي يوم من الأيام، قدّمت رقصة وهي تنتعل حذاء صغير الحجم على شكل زهرة اللوتس الذهبية. ولتدخل قدمها في الحذاء، عملت يو على ضم قدميها بضمادات من الحرير. وكانت لخطواتها الصغيرة أثناء الرقص أثر كبير في نفوس الرجال، فتحول عملها إلى تقليد ورمز للجمال.
يطلق على "قدم اللوتس" هذه التسمية نسبة إلى زهرة اللوتس بسبب الشبه الكبير بين هذه الزهرة الموجودة بكثرة خصوصاً في الدول الاسيوية وهذه الأقدام الصغيرة جداً. وبدأت عادة "طي القدم" في الصين في القرن العاشر واستمرت حتى العام 1911 حين حظرت السلطات هذا التقليد، إلا أن بعض المناطق الريفية ظلت تتبعه حتى العام 1939. كانت هذه العادة تعتبر شرطاً أساسياً لزواج الفتاة الصينية، فكانت الأمهات يربطن أقدام بناتهن بضمادات منذ أن يبلغن سن الرابعة، فيتحملن آلاماً خلال سنوات ليحصلن على "القدم الذهبية" التي بيلغ طولها 7.5 سنتيمترات. أما "القدم الفضية" فطولها يبلغ 10 سنتيمترات. وبعد ربط الاقدام تبدأ عملية طي الأصابع. وتبدأ هذه العملية بطي الأصابع بعد غسلها ما عدا الإصبع الكبيرة، ثم تضمد الأصابع والكعب في محاولة لتقريبها قدر الإمكان. وبعدها، تضمد القدم كاملة بهذه الوضعية ثم تدخل في حذاء ضيق جداً. وتغير الضمادات يومياً وتضغط من خلالها القدم أكثر في كل مرة. هي عملية تسبب آلاماً مبرحة للفتيات الصغيرات، حتى أنها تعيق حركتهن أشهراً. وكانت النساء صاحبات الأقدام الكبيرة محطاً للسخرية لأن أقدامهن تشبه أقدام النساء العاملات في الحقول واللواتي لا يمكنهن تحمل رفاهية "قدم اللوتس". والشيء الإيجابي الوحيد في كل هذه العملية، هو أن هناك قاعدة يلتزمها الرجال، وهي عدم رؤية زوجاتهم حافيات وعليهم الاكتفاء برؤية شكلها فقط وهي داخل الحذاء الصغير.
ولكنّ لهذا التقليد سلبيات كثيرة وتأثيراً كبيراً في صحة من يتّبعه. فإضافة إلى رائحة القدمين البشعة خلال الصيف بسبب الدم والقيح، فإن هذا العمل يؤدي إلى تغيير معالم الجسم لأن هذه العملية تسبب ضغطاً على الفخذين والردفين وتؤدي إلى انتفاخها وتسبب اعوجاجاً في الساقين ومعاناة جسدية تستمر مدى الحياة.