السفير": "هيئة الحوار" تنتظر مفاجأة من بري أو المراوحة القاتلة 25 حزيران 2012 04:00 A- A+ A+ كتبت صحيفة "السفير": يترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اليوم، في بعبدا، جلسة هي الثانية لهيئة الحوار الوطني بنسختها الحزيرانية، بعدما كان قد مهد لها بسلسلة مشاورات بعيدة عن الأضواء مع أقطاب الحوار المشاركين ومع «القوات اللبنانية» المتغيبة، بهدف محاولة التوصل إلى مشتركات في جدول الأعمال تكون «بمثابة اللبنة الأساسية التي يبنى عليها السلم الموصل إلى تفاهم شامل حول الإستراتيجية الوطنية للدفاع ومن ضمنها موضوع السلاح»، وقال زوار سليمان، عشية الجلسة أنه «لن يسمح بأي شكل من الأشكال إلا بنجاح الحوار عبر نتائج ملموسة».وإذ فضلت الأوساط الرئاسية عدم الخوض في أي معطى او تفصيل يتصل بمسار المشاورات «لأن رئيس الجمهورية لا يريد أن يرسل أي إشارة قد تفسّر في غير مغزاها الحقيقي»، بدا جليا أن سليمان أراد تتويج مشاوراته بجلسة عمل مطولة عقدها، أمس الأول، مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي العائد من رحلة برازيلية دامت اسبوعا..وفيما أوحى تمسك فريقي 8 و14 آذار «بالسقوف العالية في مسألة مقاربة الإستراتيجية الدفاعية»، فان المتابعين للحوار تنبأوا «بصعوبة الخروج بنتائج كبيرة». وتقول الأوساط المتابعة «إن هناك طرفين أساسيين على طاولة الحوار، وإذا اقفل كل طرف كل الأبواب، فهذا يعني أن جلسة اليوم لن تثمر، ولكن الجميع محكوم بالوصول إلى قاعدة ثبات حوارية ينطلق منها في بناء الرؤية الموحدة الشاملة. وبذلك فإن الرهان يبقى أولاً وأخيراً على رئيس الجمهورية وأسلوبه في التركيز على الإيجابيات بين الافرقاء وإهمال السلبيات ليس بهدف حشر أحد إنما للوصول إلى قواسم مشتركة تؤدي للخروج بنتيجة ما».وتقول الأوساط «إن الحوار يعني بأن يقدم كل طرف شيئاً ما وأن لا يأتي إلى الجلسة خالي الوفاض بما يفسر بأنه إقفال للأبواب من أي كان. وذلك على قاعدة، أخذ شيء ايجابي من هذا الطرف ومن ذاك الطرف لوضع الحجر الأساس المشترك الذي يقوم عليه البنيان الوطني».وتوضح الأوساط أن رئيس الجمهورية «دعا إلى الحوار بناء على جدول أعمال محدد.. وقد وافق عليه الجميع، وكان بإمكان أي طرف أن يقول فوراً لا أقبل بجدول الأعمال. أما بعد القبول به، فمن المفترض بجميع الأطراف أن يناقشوا جدول الأعمال الذي يبدأ بالإستراتيجية والسلاح من ضمنها وهذا مطروح للحوار والنقاش».وتشير الأوساط الى أنه في الجلسة الأولى كان «إعلان بعبدا» الذي شكل ببنوده الأساسية الستة عشر إعلاناً ميثاقياً سيّج الحوار الوطني بحصن متين وبالإجماع كنتيجة لموافقة الأطراف على مبدأ النقاش بعدما جرت الموافقة على جدول الأعمال. وما يؤمل الآن هو أن يقدم هؤلاء الأفرقاء شيئاً ما للبناء عليه لأنه يفترض أن يتم عرض ومناقشة الأوراق المطروحة او الواردة من قبل الأقطاب حول بنود جدول الأعمال».وتؤكد الأوساط «أن جدول الأعمال ببنوده لا يمكن الانتهاء منه والاتفاق على كل ما يرتبط به في جلسة اليوم. وليس مطلوباً الخروج بإعلان شبيه بإعلان الجلسة الأولى فهذا غير واقعي، إنما المطلوب هو تحقيق الحد الأدنى الذي يسمح بتحديد جلسة مقبلة تكمل نتيجة ما يجب أن تتحقق من جلسة اليوم، لأن الرأي العام اللبناني لن يقبل بفشل الحوار».وتابعت الأوساط: «المطلوب من اليوم ليس إعلاناً لأنه من المبكر الوصول إلى إعلان ولكن يجب البناء على معطى يؤسس للمستقبل، لأن عدم استكمال جدول أعمال هيئة الحوار سيؤدي الى اصابة الرأي العام بإحباط، لذلك المطلوب الخروج بنتيجة إيجابية بعيداً من السقوف العالية لفريقي 8 و14 آذار، أي علينا الصعود إلى أول درجة وفي كل جلسة نخطو خطوة جديدة حتى لا نقع في المراوحة».ولفتت الأوساط الانتباه إلى أن «جميع الأفرقاء قبلوا بجدول الأعمال الذي تضمنته الدعوة للحوار وكان بالإمكان في أول جلسة أن يطلب أي من الأقطاب تعديل جدول الأعمال ولكن لم يعترض أحد وبعدما وافق الجميع عليه وتم إقراره لبدء النقاش فهذا يعني أن جلسة اليوم ستباشر نقاش الإستراتيجية الوطنية للدفاع، وبالتالي المطلوب الخروج بنتيجة تسمح بإكمال النقاش وبما يخدم الاستقرار».وترى الأوساط أن الأقرب للمنطق هو القبول بـ«معادلة عديسة»، أي الدولة مسؤولة أولاً في الدفاع عن أرض الوطن خصوصاً عندما لا تكون الأرض محتلة. فعندما كانت الأرض واقعة تحت الاحتلال ولا وجود للدولة كانت للمقاومة استقلالية بالتصرف ولكن مع وجود الدولة ليس لديها الاستقلالية على قاعدة تحديد إستراتيجية دفاعية عمادها الجيش اللبناني على نسق تجربة عديسة، أي تطوير هذا النموذج بما يخدم هدف حماية لبنان».وشددت الأوساط على وجوب «أن يكون الهدف الأسمى هو الاستقرار عبر استمرار الحوار للوصول إلى نتائج، وهذا يفترض من قوى 14 آذار عدم استمرار التمسك بشرطي الحكومة والسلاح وعلى 8 آذار عدم الاستمرار برفض ذكر الحكومة والسلاح. المطلوب عدم تفجير الحوار لأن البديل هو العودة للضغط في الشارع وتوتير الأوضاع».ورأت الأوساط «أن النقطة المركزية هي المحافظة على الاستقرار لكي يبقى علينا التمسك بالحوار ليس على قاعدة الحوار للحوار إنما للوصول إلى نتائج، ومن دون الاستقرار كل الأمور تصبح مفتوحة على كل الاحتمالات. مع عدم إغفال إمكان أن يحمل الرئيس نبيه بري مفاجأة ما انطلاقاً من نموذج عديسة لأن الهدف هو الإبقاء على الحوار قائما، صحيح أن الاستقرار ليس ضمن جدول الأعمال إنما الاستقرار هو هدف إستراتيجي يريده الناس كل الناس». غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك السفير": "هيئة الحوار" تنتظر مفاجأة من بري أو المراوحة القاتلة