يزور وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرتسي دي سانت أغاتا بيروت اليوم ثماني ساعات، وهو وزير الخارجية الاوروبي الرابع الذي يزور بيروت خلال ستة أيام في مهمة مختلفة عن زملائه الاسوجي والبلغاري والبولوني، إذ ان الغاية منها في الدرجة الاولى تفقد كتيبة بلاده العاملة في "اليونيفيل" والاجتماع الى القائد العام الجنرال باولو سيرا الذي تسلم مهماته منذ أشهر للاطلاع منه على سير عمليات القوة الدولية ودور الكتيبة في نطاقها وموقع قائدها الايطالي، وهو بالتالي لا يحمل افكارا جديدة متصلة بعملية السلام او بأي مشروع سياسي آخر. وكان آغاتا زار بيروت نائبا لوزير الخارجية قبل تعيينه وزيرا أصيلا للخارجية في 2011/7/9، وهو ديبلوماسي عريق، علما أن آخر وزير خارجية ايطالي زار بيروت كان فرانكو فراتيني العام 2009.
وأفادت مصادر ديبلوماسية "النهار" ان الازمة السورية ستكون الموضوع الطاغي على محادثاته مع المسؤولين وسيسأل عن تداعيات تلك الازمة على لبنان لا سيما بعد حوادث الحدود مع سوريا والتي تخللتها خروق أمنية منها خطف لبنانيين من داخل الاراضي اللبنانية او توقيف آخرين داخلين الى الاراضي السورية. وسيسأل عما اذا كانت تلك التداعيات يمكن ان تشمل القوة الدولية في الجنوب. وتتناول محادثاته ايضا عمل تلك القوة ومدى تطبيق القرار 1701 في ظل استمرار اسرائيل في احتلالها لاجزاء من الاراضي اللبنانية. ويرى المسؤول الايطالي ان لا مجال للتدخل العسكري في سوريا الا في حال موافقة مجلس الامن، وهي غير متوافرة بسبب الاعتراض الروسي والصيني على أي تدخل من هذا النوع والتهديد باستعمال الفيتو لابطال أي مشروع قرار يستهدف النظام في سوريا.
ولفتت الى أن زيارة آغاتا هي الاولى للبنان منذ تعيينه وزيرا لخارجية بلاده، وأن الموقف الذي سينقله الى المسؤولين عن الازمة السورية هو موقف الاتحاد الاوروبي نفسه لأن بلاده تؤيد تنفيذ خطة المبعوث الدولي والعربي المشترك كوفي أنان المتعثرة كما تؤيد دعوة الحكومة والمعارضة الى تطبيق البنود الواردة فيها والمطلوبة من كل فريق تمهيدا للحورا من أجل التوصل الى الاصلاحات المنشودة، والتي تحقق المساواة والحكم الديموقراطي. وذكرت أن وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور سيعقد جلسة عمل مع نظيره الايطالي لاجراء جولة أفق تشمل الازمة السورية وأخطار سقوط النظام الحالي على السلم الاهلي ليس في سوريا وحدها بل ايضا على لبنان والاردن ودول اخرى تجاور سوريا. وسيستمع الوزير الضيف الى شرح من المسؤولين لفاعلية سياسة "النأي بالنفس" التي يتبعها لبنان حيال ما يجري في سوريا وللاجراءات المتخذة من اجل ضبط الحدود ومنع تهريب السلاح الى سوريا. وسيؤيد آغاتا الحوار الوطني الذي يديره رئيس الجمهورية ميشال سليمان وكل ما يوفر الاستقرار السياسي والامني. ومن المتوقع اجراء عرض وجيز لسير العلاقات الثنائية في جميع المجالات والتي لا تشوبها شائبة.
يذكر ان ايطاليا هي من الدول الاولى التي شاركت في قوة "اليونيفيل" منذ انشائها قبل نحو 33 سنة. وقادت تلك القوة اكثر من مرة منذ العام 1978 وتعد الكتيبة الايطالية من ناحية العديد من اكبر الدول المشاركة في "اليونيفيل"، وهي تقدم مساعدات اجتماعية وتقرير حلقات حوار بين طلاب جنوبيين وآخرين ايطاليين عبر الاقمار الاصطناعية، فضلا عن تقديمها الكثير من المساعدات للمشاريع الانمائية الصغيرة سواء الصناعية والحرفية والزراعية. ويميل الميزان التجاري بين البلدين لمصلحة ايطاليا الذي يستورد منها لبنان الكثير من السيارات والالكترونيات ومواد اخرى. وفي احصاءات دوائر رسمية ان حجم الصادرات الايطالية الى لبنان تمثل نسبة 6,7 في المئة من اجمالي التعاملات في السوق اللبنانية حيث تحتل ايطاليا المرتبة الرابعة وتصل نسبة تعاملاتها الى 11,3.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك