فرضت الاحداث الامنية المتفرقة في العاصمة والمناطق تحرك أجهزة الدولة لضبط الشارع بعدما تفلت على نحو خطير، في حين تراجع الاهتمام الحكومي بلقمة عيش المواطنين على كل المستويات، "وكأن الدولة معفية من متابعة ملفاتها"، وفق رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن وقوله لـ"النهار" "حذارِ الاستخفاف بجوع الناس والامهم وعجزهم عن تعليم اولادهم واستشفائهم".
اطلق الاتحاد العام جملة مواقف أبرزها رفضه القاطع لمشروع موازنة 2012، وخصوصاً "الأعباء الضريبية الجائرة والرسوم الباهظة وزيادة ضريبة القيمة المضافة بنسبة 20%. وطالب بـ "تغطية النفقات العامة من الضرائب المباشرة التصاعدية على أرباح الشركات العقارية والمالية والتجارية والرسوم على أملاك الدولة البحرية والنهرية والكسارات وغيرها، وإلغاء الرسوم والضرائب عن المشتقات النفطية وخصوصاً مادتي البنزين والمازوت".
جاء ذلك إثر انعقاد المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي برئاسة غصن الذي لفت لـ "النهار" الى "أن الانظمة البوليسية في بعض البلدان العربية سقطت اخيراً بسبب انعدام العدالة الاجتماعية"، مطلقاً صرخة تحذيرية للحكومة بأن "تستعجل المبادرة الى التخفيف عن كاهل المواطنين محدودي الدخل اعباء الضرائب والرسوم، التي تلوح في الافق عبر مشروع موازنة 2012. وسأل "اين وصلت المعالجات حيال ملفات الضمان والفاتورة الاستشفائية والاقساط المدرسية؟".
وقال "كلها ملفات ساخنة تستوجب التحرك الرسمي قبل أن يستفحل غضب المواطنين الذي شاهدنا اخيراً عيّنات منه عبر احراق الاطارات من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب، مروراً بطريق المطار التي تعتبر واجهة البلد كمركز اول لاستقطاب السياح".
وتحدث غصن عن مشكلات العمال المياومين ليس في مؤسسة كهرباء لبنان فحسب، بل في مؤسسات المياه والقطاع العام عموماً، فضلاً عن ضرورة زيادة سلسلة الرواتب والرتب للقطاع عينه، ومطالب المعلمين، موضحاً انها "ملفات لا يجوز اهمالها أو غض الطرف عنها، لان اصحابها لهم حقوق مكتسبة وفي حال لم يحصلوا عليها فلن يبقى لهم الا الشارع للتعبير عنها".
وشكا "جشع الحكومة والهيئات الاقتصادية الذين يفصّلون القوانين وفق مصالحهم الشخصية، فيتهربون من الضرائب كما يحلو لهم، ويرحّلونها عبر زيادة اعبائها على المواطنين من خلال رسوم المعاينة الميكانيكية والمحروقات وغيرها"، ملاحظاً "انخفاض الاسعار العالمية للقمح، فيما لم تُحرك وزارة الاقتصاد ساكناً حيال خفض سعر ربطة الخبز، في حين اذا ما ارتفع مستقبلاً سعر القمح فان اصحاب الافران والمطاحن سيسارعون الى رفع اسعار الربطة، متناسين الارباح التي حصلوا عليها خلال فترة الاسعار المخفوضة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك