صراعُ الثيران أو ...؟
15 Jun 202108:23 AM
صراعُ الثيران أو ...؟
كتب ريمون متري:

كنا نتأمَّل ممن يدعي المقاومة أن ينجز مجدَّداً ما يُشبه الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، لكن وللأسف الشديد الرجل الذي ايده أكثرية العرب واللبنانيين في مقاومته ضد الإسرائيلي. (ظناً منهم انه يدافع عن لبنان) حٓوّٓلٓ ما يسمى حُزب الله مجموعة جريمة منظمة عابرة للقارات.

لهذه المنظمة العابرة للحدود تاريخ حافل بالإجرام من ١٨ نيسان ١٩٨٣، والذي تسبب بمقتل ٦٣ شخصا في السفارة الاميركية في بيروت وبعد أشهر تفجير في ٢٣ تشرين الأول ١٩٨٣ ضد القوة المتعددة الجنسيات لحفظ السلام (MNF) في لبنان،وقتل ٢٤١أمريكيًا و٥٨ عسكريًا فرنسيًا و٦مدنيين. وبعدها اختطاف ١٠٤ رهينة أجنبية في لبنان بين عامي ١٩٨٢ و١٩٩٢ يمثلون ٢١ بلدا،إلى تصفية كبار المفكرين الشيعة ومسؤولي الحركة الوطنية آنذاك وصولاً الى تغطِية أكبر جريمة ضد الإنسانية بالتاريخ الحديث بتفجير مرفأ بيروت ٤ اب ٢٠٢٠ عبر تدمير جزء من العاصمة بيروت وقتل ٣٠٠ مواطن وجرح ٤٠٠٠ شخص، وعلى الأرجح بمساعدة حليف المصلحة الطبيعية إسرائيل وصولاً الى الشبهات الكبيرة بتورطه بقتل ضباط في القوات المسلحة اللبنانية، وأخيراً وليس اخرآً اغتيال لقمان سليم، ونقول الشبهات إيماناً منا بعدم الانجرار الى تحويل الجرائم إلى محاكم رأي عام ممّا يؤدي الى الإفلات من العقاب. وطبعاً كما جرت العادة في بلد محكوم من الجريمة المنظمة منذ عشرات السنين بأدواتها القضائية والامنية والإدارية تُجهّل المجرم وتحميه وتُجرّم الضحية.

كنا نتأمَّل ممن يدعي المقاومة أن يصحو ذات يوم ويعود إلى لبنانيته وأهله وشعبه، ويتوب أمام الله بما انَّه ينتميإلى حزب أعطاه اسم الله وصفاته الإلهية ويقوم بصفقة (بما انه الحاكم المطلق) مع حليفه الموضوعي وعدوّه العلني الإسرائيلي عبر المفاوض الأميركي والروسي، لإبعاد شبهات العمالة تكون نتيجتها السلام دون التطبيع، وإحياء اتفاق هدنة 1949 والطلب من المجتمع الدولي استثمار ٥٠ مليار دولار في لبنان الإعادة دمج مقاتلي حزب الله في المجتمع المدني عبرخلق فرص عمل لهم واللبنانيين عامةمقابل تسليم سلاحه الى الجيش اللبناني والاتفاق على استراتيجية دفاعية تضمن سلامة أراضينا بمظلّة دوليّة مع إعلان حياد لبنان. وبذلك تصبح لدى المجتمع الدولي مصلحة لحماية استثماراته في لبنان عبر حمايته.

كنا نأمل ممن يدعي المقاومة الطلب من عبده في بعبدا ان يرسل احداثيات الخط ٢٩ للحفاظ على ثرواتنا النفطية والاقتصادية، ولكنّه لم يفعل.

كنا نأمل ممن يدعي المقاومة ان لا يساوم على دماء الشهداء الذين سقطوا في الجنوب على مدى سنين ولا يساوم على أهل الجنوب العزيز على قلب كل لبناني، أهل الجنوب الذين دفعوا أغلى الاثمان على مدى عقود من الزمن، وقد نكلَّت بهم الميليشيات الفلسطينيّة والاحتلال الإسرائيلي والسوري، إلى الاحتلال الإيراني المقنع عبر منظومته الإلهية بإمرة من الشيطان الأصغر.

كنا نأمل ممن يدعي المقاومة أن يجمع من خلال قوّته المفرطة الثيران المتناطحة وتحت سلطته من أجل كسب نظرة منه لكي يصل احد منهم إذا نجا للجلوس على كرسي على هضبة جميلة تطلّ على بيروت. فيبقى ٦ سنوات يتأرجح على رجلُ هذه الكرسي.

كنا نأمل ممن يدعي المقاومة من أجل القدس عبرالدعاية والبروباغندا لفيلق القدس أن يحرّر القدس، ويعلنها عاصمة للبشرية والإنسانية بإدارة الأمم المتحدّة،والذي أدار ظهره للقدس ووجه صواريخه الذكيّة إلى العواصم العربية فقتل شعوبها ونكَّل بهم، ولو باستطاعته تدمير المدينة المنوّرة لفعل ليس إلّا لأنّه لا يمت الى الإنسانية بصلة. واليوم يستكمل الصهاينة القضاء على المقدسّيين.

كنا نأمل من التّيوس ان يتحولوا في لحظة ما الى أسود تحمي قطيعها، وتختار الأسد الأفضل من بينها ليشرف على الغابة من أعلى الهضبة بينما تعمل الأسود الباقية على فرض النظام فيحترمها كلّ سكان الغابة.

وبما أنّنا استفقنا من تأملاتنا ووجدنا أنّ رهاننا على هؤلاء كان مجرد وَهْمٍ لشعب لم يعد له امل بكل المنظومة المتحكمة بالوطن، والتي هي ليست إلّا جريمة منظمة عابرة للدول كانت مقنعة على مدى سنين واليوم سقط القناع. إنّ الثورة هي املنا الوحيد، وهي تولد من رحم الاحزان كما غنتها السيدة ماجدة الرومي، سيدة كبيرة من بلادي. 

لبنان تعرض لغزوات وإحتلالات على مرّ العصور، وتحرر من كل الطغاة وأعاد اللبنانيون بناء هذا الوطن الغالي عشرات المرات. إنّه لبنان الرسالة ولبنان لن يموت. نعم الإحباط والاستسلام للأمر الواقع ليس من شيمنا.

في الأفق الضوء ساطع وسنصل إليه عبر تحويل الثورة الى معارضة مع هدف واحد هو بناء وطن لجميع أبنائه.
الآباء يبنون لأولادهم وهذا هو دورنا، الأوطان تبنى على مدى أجيال. سبني دولة حضارية مسالمة حيادية وستعود بيروت ام الدنيا.